ليس ثمة أنكأ جرحاً وأكثر إيلاماً على وقع النفس من أن تسلب الآخر حقه وتجرده من أقل درجات التقدير والاعتراف بالفضل..
كثر في ساحتنا أولئك الذين يعيشون في أفق ضيق ومساحة محدودة من التفكير.. {ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ}(30)سورة النجم، يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ران على قلوبهم قتل جهود الآخرين وطموحاتهم دون أدنى مسئولية أو اعتبار لذات وحب الظهور وامتلاك زمام المقدمة من أجل أن يقول: إنني هاهنا، فشاهدوني.
إن كرامة المرء فوق كل اعتبار ومن يعتقد أنه وصل إلى سدة أمر ما بكفاءته وجهده فقد ضل الصواب واحتنك إلى فكر خاوٍ وذات منهزمة وتلك أكبر الدعة والانبهار بالنفس الأمارة بالسوء..
وما أجمل أن تعيش في بيادر قلوبنا الغليظة مساحات من المحبة والمودة نحو بعضها بعضاً دون شطط أو حنق أو حيف، وعندما تؤول تلك المعولات الإيجابية إلى قلوب الناس يستحيل الحقد والكراهية إلى سراب بقيعة ويذوب الحنق والجفاء من القلوب إلى مفازات واسعة من الألفة والمحبة والمودة بين الناس أجمعين، فجذب القلوب واستعبادها يجيء بالإحسان إليهم، أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فالحياة لا تستحق أن تمتلئ القلوب بالكراهية والبضغاء، فهي حياة فانية وتشي إلى بحر لجي يغشاه موج لا يتخلص من آتونها إلا من ألقى السمع وهو شهيد.