18 / 07 / 2005, 17 : 08 PM
|
|
ادارة المهمات الخاصة للمنتدى
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
19 / 03 / 2005 |
4 |
2,831 |
0.39 يوميا |
|
|
296 |
10 |
|
|
|
|
المجمّعات الذكورية
عبد المحسن بن عبد الله الماضي
الجزيره
المقاهي الشعبية... مقاهي المعسل والشاهي.. هي أكبر مجمعات ذكورية في المدينة.. قيل لي إن هناك مقهى في مدينة الرياض يستوعب ألف مشيّش.. فإذا أسقطنا ملعب رعاية الشباب في أوقات المباريات الجماهيرية من الحساب؛ فهذا يعني أن ذلك المقهى أكبر مجمع ذكوري في مدينة الرياض.
في هذا المجمعات الذكورية.. تجدهم بين متكئ ومستلق ومنجذع ومنبطح.. كلهم يشربون الشاي وأغلبهم يشيشون (أي يؤرجلون).. بعضهم يلعب الورق.. وبعضهم يحكي في الكورة. وبعضهم يحكي عن نفسه.. وبعضهم يشاهد التلفزيون.. ومؤخراً أضيف نشاط جديد وهو تبادل رسائل البلوتوث.. هذا كل ما هنالك، وهذا كل ما في الأمر.
هذه المجمعات الذكورية ازدهرت لأسباب كثيرة.. أهمها النمو السكاني الذي تعيشه وتواجهه الرياض.. فسكانها يزيدون قرابة نصف مليون سنوياً.. مائتا ألف منهم ذكور في سن المراهقة.. وفي المقابل هناك قلة في الأماكن التي يستطيع الشاب أن يقضي فيها أوقات فراغه.
والقطاع الخاص يعيش فورة اقتصادية جعلت رجال الأعمال فيه يشكون من تكاثر الظباء على خراش، فما يدري خراش ما يصيد.. والصيد في الأسهم أسهل وأجدى.. لكن القطاع الخاص ساعد على تكريس حالة الفراغ والملل لدى الشباب بتوفير أماكن للتشييش وشرب الشاهي و(طق الحنك).
نشرت جريدة الشرق الأوسط.. أن مجموعة من الوعاظ (غير الرسميين) يقومون باقتحام المقاهي وإطفاء التلفزيونات وإلقاء المواعظ في رواد المقهى.
وورد في الخبر أن هؤلاء غير رسميين.. فهل هناك وعاظ رسميون يقتحمون المقاهي ويطفئون التلفزيونات ويعظون الناس ضد إرادتهم؟
وهل يجوز لأي صاحب فكر، سواء أكان رسمياً أم غير رسميّ أن يفعل ذلك في مكان عام مرخص، وضدّ رغبة أناس لم يخالفوا القانون؟
بأيّ صفة فعل المقتحمون ما فعلوا؟ ولماذا سكت الذكور وانصاعوا صاغرين لذلك؟ ولماذا تصرف ذلك الجمع الذكوري بتلقائية القطيع الخائف الذي لا يملك سوى الانحناء لكل من أراد أن يصفعه على قفاه؟
هناك كثيرون أمثالي قد يبررون الجبن لأنفسهم بالانحناء للعاصفة تارة.. أو التحلي بالصبر؛ لعل متهوراً آخر يتصدّى للمعتدي ويكفيهم مؤونة العواقب.. لكن الغريب هو أن يصمت كل أولئك الذكور وكأن على رؤوسهم الطير.. ولا يجرؤ حتى جرسون المقهى على السؤال: بأي صفة يا هؤلاء تتجاوزون كل هؤلاء الذكور؟
القضية ليست قضية مجموعة متجاوزين اقتحمت دائرة حرية أناس آخرين.. بل القضية هي: لماذا هذا الجمع الذكوري الهائل انصاع واستكان وخنع؟.. إنها - والله - حالة تستحق الدراسة.
|