فتحت باب غرفتي كي أغادرة إلى عالم المغامرة والإثارة .. إذ بنورة واقفة أمام باب غرفتي ..

نورة : كنت متأكدة من أنك مجنون

أنا : مابك يا نورة ؟؟

نورة : منذ أن حكيت لي أوهامك وأنا متأكدة بحكم معرفتي بك وبأنك تحب المغامرة والإثاره أنك لن تجعل هذا الموقف يمر بسلام

أنا ( وقد إتضحت كل نواياي على تعابير وجهي ) : ماذا تقصدين ؟؟ لم أفهم كلامك

نوره ( بتهكم ) : عيبك أنك تتغابى في عدم فهم كلامي ومقصدي بينما وجهك يرتسم عليه جنونك

أنا : إسمعي يا نورة .. إن ما رأيته ليس حلماً .. فإن كان حلماً فلن أجد أحداً في المنزل و لن يحدث شي لا تحمد عقباه و أن كان ما رأيته حقيقه فهذه هي المغامرة التي تستحق أن أخوضها

نورة : تخوضها ؟؟؟ لن تخوضها وحدك

أنا ( مشدوهاً ) : ماذا ؟؟؟؟؟؟؟

نورة ( غمزت بعينها ) : لم تفهم كلامي الصريح وفهمت التلميح

أنا : نوره يا اختي .. أنتي فتاة و لا تستطيعين تحمل ما قد يكون في ذلك المنزل

نورة : فتاة ولكن انا أختك .. ويكفي أن أكتسب جنوني من جنون أخي

أنا ( في قمة الغضب ) : لن تذهبي و هذا أمر

نوره : إذن سأذهب الآن إلى غرفة أبي و أمي وأخبرهم بكل شيء

أنا ( أحاول ثنيها عن عزمها ) : إذن اسمعي .. قفي على النافذه وراقبي الموقف قد احتاج ...............

قاطعتني قائلة : سأرافقك وإلا ......................

انا : حسناً حسناً .. سترافقيني أيتها المجنونه

نورة : بعضاً مما عندكم

ضحكت بقهقه و وضعت يدي على فمها لأكتم قهقهتها العالية التي قد توقظ أمي وأبي و لا أكمل مغامرتي



تسللنا من المنزل ونحن نمشي على أطراف أصابعنا حتى لا يشعر الوالدان بمغادرتنا

توقفنا أمام باب منزلنا ..

أنا : إسمعي يا نورة .. قفي هنا و سأحاول ان أدخل المنزل من الخلف و سأفتح الباب لتدخلي

نورة : إن تأخرت عن فتح الباب لمدة ربع ساعة سأخبر أمي وأبي

أنا : أيتها المجنونة .. كل شيء تريدين مشاركتي فيه ؟؟

نورة : ماذا ؟؟؟ أبعد ان اختمرت فكرة المغامرة في رأسي تريدني أن اتردد في تنفيذها ...

انا : حسناً لك ما تريدين .. بعد ربع ساعه قومي بإبلاغ هيئة الأمم المتحدة إن اردتي

قطعت الشارع بإتجاه المنزل و انا اجول بنظري كي أستطلع المكان .. حتى وصلت إلى باب المنزل

غريب .. بحسب معلوماتي المتواضعة بأن العنكبوت لا ينسج خيوطه إلا بعد فترة طويلة من هجر المكان الذي يبني فيه بيته .. لكن هذا العنكبوت الذي أمامي كان ناسجاً بيته على نفس الباب الذي خرج منه جاري أبو أحمد في اول النهار ؟؟؟؟

يا إلهى .. هل ما رأيته كان حلماً ؟؟؟

إلتفت خلفي لأشاهد نورة واقفة أمام باب منزلنا الذي لا يفصله عن باب منزلنا إلا شارع واحد مكشوف .. أشرت لها بيدي إلى بيت العنكبوت فلم تفهم مقصدي و ظنت أني اريدها أن تأتي ..

أحاول عبثاً ان اوضح لها مقصدي بالإشاره ولكنها كانت منهمكة في عبور الشارع بحذر حتى وصلت لي

انا ( بحنق و بصوت خافت ) : لم أطلب منك الحضور

نورة بهمس و خوف وهي تلتف يمينة ويسره : ولكنك اشرت بيدك أن احضر

أنا : حسناً حسناً ها قد حضرتي و انتهى كل شيء ولكن انظري إلى هذا العنكبوت .. إنه ينسج خيوطه على الباب الذي خرج منه أبو أحمد

نورة : ألم اقل لك أنك كنت تحلم .. هيا بنا نرجع

كان طلبها بمثابة الحل لي .. حيث أن عودتها سيفتح أمامي مجالاً أوسع في إستكشاف أغوار هذا المنزل المهجور لوحدي ولكنها بادرتني بقولها : حتى وأن كان ما رأيته أحلاماً سندخل المنزل ... كأنها بقولها هذا فهمت ما كنت افكر فيه