جاسر عبدالعزيز الجاسر


يصدم المرء وهو يطالع كل يوم في الصحف المحلية العديد من الممارسات والسلوكيات التي كانت غير معروفة في مجتمعنا والتي أخذت تتفشى بعد طغيان المادية وتوجه الكثيرون إلى تغليب المصلحة الشخصية، والمتعة الوقتية على حساب الأخلاق والمبادئ.. وحتى العقيدة.
في عدد يوم الثلاثاء (أمس الأول) في جريدة الوطن وفي صفحة المجتمع وردت ثلاثة أحداث تظهر المدى الخطير الذي وصل إليه التدهور السلوكي والأخلاقي لدى البعض. الحادثة الأولى (زوجة الأب في دائرة الاتهام والوالد ينكر معرفته بما تعرضت له ابنته.. إدارة التعليم في الطائف تنقذ طفلة في السادسة من تعذيب جسدي ونفسي بشع.
والقصة كما أوردتها الوطن تقول: تعرضت طفلة في السادسة من عمرها تدرس بالصف الأول الابتدائي لتعذيب جسدي وحشي بشع أثار ردود أفعال عنيفة في الأوساط التربوية ومجتمع الطائف. وبرزت القصة للعلن عندما حضرت الطالبة التي تدعى (رهف) إلى مدرستها (السابعة والخمسين) والانهيار والانكسار باديان عليها من جراء التعذيب والضرب المبرّح والحروق على كفيها ويديها، فلاحظت معلمتها ذلك، فأبلغت مديرة المدرسة بالأمر، حيث تم الكشف على الطالبة فتبين بعد نزع ملابسها وجود آثار ضرب عنيف وتعذيب جسدي وحروق في الأطراف والأيدي، مما جعل المديرة والمعلمات ينفجرن بالبكاء من هول المنظر، حيث تم إبلاغ إدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة الطائف واستدعاء فريق من الوحدة الصحية المدرسية، أجرى الكشف اللازم على الطفلة وأوصى بنقلها بواسطة الإسعاف إلى مستشفى الملك فيصل.
أما القضية الثانية التي نشرت في نفس الصفحة تكشف رفض مواطن تسجيل أبنائه السبعة بالأوراق الرسمية حيث يقول الخبر إن زوجة سعودية رفعت قضية بالمحكمة الكبرى بالرياض تطالب فيها بتسجيل أبنائها السبعة الذين يبلغ أكبرهم خمس عشرة سنة رسمياً وذلك بعدما رفض الأب إضافتهم لدفتر العائلة وامتنع عن استخراج أي وثائق رسمية تؤكد أبوته لهم، كما أنه رفض حتى تقييد اسم زوجته..!!
أما ثالثة الأثافي، فهو ما نشرته الجريدة وأيضاً في نفس الصفحة عن قصة (مزواج) يفتك بالفتيات من خلال الزواج بهن ب(نية الطلاق) وبعد أن (يتمتع) يلفظ البنات موقعهن في حسرة وآلام نفسية، وفوق ذلك يطالب هذا (المزواج) الذي يعمل -وهذه المفارقة- (إمام مسجد) برد المهر الذي يقدمه للفتاة.. وبعد الزواج عندما تفاجأ الفتاة بالواقع المؤلم.. يطالبها برد المهر حتى يطلقها. وتقول القصة الخبرية إن إمام وخطيب أحد الجوامع في مدينة الرياض (خ.ر) طالب عروسه (غ.ح) بإعادة المهر الذي دفعه لها مقابل الطلاق بعد زواج دام أسبوعين حيث اكتشفت الزوجة خداعه لها وأنه يتزوج النساء مسياراً أو بنية الطلاق، وقد سبق له الزواج باثنتين وطلقهما وعلى ذمته حالياً زوجة بالمسيار وأخرى ابنة عمه وهي أم الأولاد الأولى. وتقول السيدة (غ) إنها اتمت الثلاثين من عمرها وخافت أن تبقى دون زواج وقد تقدم لخطبتها الكثيرون ولم ترض إلا به لحفظه كتاب الله حيث ذكر حين خطبها أنه على خلاف مع زوجته الأولى.
وتضيف بعد أن تم الزواج بأسبوع تقريباً اكتشفت أنه على وفاق تام معها بل ومتزوج مسياراً من أخرى ومطلق لاثنتين ومقدم على الزواج بأخرى معللاً ذلك بأنه يريد أن يحقق حلمه بالزواج بـ18 بكراً.
وقد أسكنني في البيت التابع للمسجد بأثاث قديم وبال وليس لي عنده سوى إطعامي لا أكثر ولا يملك إلا راتب إمامته في المسجد ولا أملك المطالبة بأي شيء آخر وبعد مرور الأسبوع الأول فاتحني بخطبته الجديدة فلم أتمالك نفسي وطالبته بالرجوع إلى أهلي وها أنا الآن حامل ويرفض تطليقي إلا إذا أعدت له المهر.وتضيف كيف يمكن ترك مثل هؤلاء يتزوجوننا من أجل المتعة باسم الدين والالتزام؟ وليس لهم نية في هذا الرباط المقدس سوى النيل منا وتركنا بعده دون شيء وأنا الآن في منزل والدي بجدة معلقة أندب حظي مع هذا الزواج. ثلاث جرائم سلوكية تدق ناقوس الخطر أمام المسؤولين وعلماء الاجتماع لتدارك الأمر حتى لا تتفشى مثل هذه الأمراض الاجتماعية الحاضنة لكل عمليات الإجرام الأخرى.