26 / 11 / 2005, 56 : 06 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,618 |
1.05 يوميا |
|
|
393 |
10 |
|
|
|
|
الزوج النكدي
يدخل إلى البيت يزمجر، ويصرخ، ويهدد، ويتوعد، ويضرب، يدعي الفقر دائماً، ويستأثر بما يأتيه من نقود لشراء مستلزماته الشخصية، ويقتر على أهله وأولاده حتى في المأكل والمشرب، يثير الخوف في نفس زوجته بكلامه المظلم، وأسلوبه المقيت، دائم العبوس والغضب، لا أحد من أولاده أو زوجته يعرف ابتسامته، ولا الطريق إليها.
إذا حاولت الزوجة التفاهم معه، أو الحديث إليه عن أحوالهم هددها بالطلاق، أو بالزواج من أخرى، ويحول البيت إلى حلبة صراع وصراخ.
إن هذه الصفات يتمتع بها صنف من الأزواج في كل المجتمعات، وقد أخذت تتفشى في مجتمعنا بشكل مخيف، فماذا نطلق عليهم من ألقاب؟ وكيف نواجه أخلاقهم وتصرفاتهم هذه؟
إن الحياة المعاصرة بظروفها المادية والاجتماعية، وبمشكلاتها، وبطبيعتها المعقدة حالياً، لها تأثير - ولاشك - على نفوس جميع الناس، فالجو حار، والطرقات مزدحمة، والمشاغل في تكاثر، والأعباء في ازدياد، وبناء الشخصية المتوازنة الإيجابية مهمل، كل ذلك وغيره له دوره في تكوين النفسية وبنائها، وله تأثيره في المزاج والطبع، فيتحول الرجل من صاحب الخلق الهادئ المرن إلى رجل سريع الغضب، صعب المزاج، لا وقت لديه للاستماع إلى زوجته أو أولاده، وتفهم احتياجاتهم.
لكني أقول للأزواج النكديين: أين المروءة؟ أين محاسن الشيم ومكارم الخلاق؟ أين الرجولة؟ أين قوة التحكم في النفس، وضبطها؟
هل أنت - يا سعادة الزوج النكدي - مُسَيِّرٌ أم مُسَيَّر؟
إذا لم تستطع أن تقود نفسك، وتتحلى بالخلق الحسن، فكيف ستقود أسرة، وتبني في أنفسهم الخلق القويم، والأدب الرفيع؟
إنك بذلك عامل هدم وتدمير للمجتمع، ولأبنائه رجال المستقبل الذين ينتظرهم الوطن.
هل تريد أن تكون كذلك؟
إن الرجولة ليست بالعضلات، كما يظن بعض الناس، وليست بالقسوة والشراسة، كما يظن آخرون، إنما الرجولة بحسن الأخلاق، وحميد الصفات، وجمال الحلم والرفق.
الرجل المحترم هو الذي يتغلب على المشكلات الاجتماعية والحياتية المعاصرة، من فقر، ومرض، أو غير ذلك، ويكون سليم الطبع، طيب النفس، جميل الخلق، لا تؤثر فيه قسوة الحياة وتسارعها، بل هو الرجل الثابت على مبادئه وأخلاقه، الذي يتحمل ما قد تمر به زوجته من تقلبات فطرية في طبعها، ويتحمل ما يمر به أولاده من تطورات في أخلاقهم وتربيتهم، ويتحمل ما يمر به مجتمعه من تغيرات سريعة، يواجه ذلك بعقل راجح، وذهن مستنير، وحكمة وافرة.
وصاحب هذه الأخلاق هو الرجل الذي يستحق الاحترام والتقدير، وهو مربي الأجيال.
وكلنا يتذكر حديث نبينا صلى الله عليه وسلم مع زوجه عائشة - رضي الله عنها - لما جاءت خادمة لإحدى زوجاته بطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند عائشة - رضي الله عنها - فضربت الإناء حتى انكسر، وتناثر طعامه، فلم يغضب صلى الله عليه وسلم، وقال: (طعام بطعام وإناء بإناء).
إن التعامل مع الزوجة والأولاد بالأخلاق السيئة له آثاره السلبية على حياتهم وطبيعتهم المستقبلية، وعلى تكوينهم وتنشئتهم، فيصبحون معقدين وانطوائيين أو عدوانيين، يندبون حظهم العاثر مع هذا الزوج النكد، وقد يؤدي بهم المطاف إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية، أو الانحراف - لا سمح الله - فضلاً عن كره أولاده وزوجته له، وتمنى موته! فمهما كان المر يستدعي الغضب أو القسوة، فإن الحلم والحكمة في التعامل يجب أن يكونا ديدناً وطبعاً لك.
فمتى يعي الأزواج النكدون ذلك، ليصبحوا أزواجاً مثاليين؟
لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله).
وقال صلى الله عليه وسلم: الشديد من يملك نفسه عند الغضب، فقد أرشدنا - عليه السلام - إلى التحلي بالصبر والحلم والحكمة، حتى ولو كان هناك ما يستدعي الغضب.
ولا ننسى شعرة معاوية - رضي الله عنه - التي يشدها إن أرخاها الناس، ويرخيها إن شدَّها الناس.
وفي الختام بقي أن أقول للأخت م.ص التي كتبت إلي مطالبة إياي بالكتابة عن الأزواج النكديين، مع ذكرها لبعض الشواهد والأمثلة: إنه يوجد - أيضاً - من بعض الزوجات من هن أشد ضراوة ونكداً من الأزواج! فعلى كل واحد من الزوجين أن يراجع حساباته، وينظر في تصرفاته، لتلافي السلبيات، وتجاوز جوانب القصور، وتطوير مهاراته اللغوية والاتصالية مع صاحبه، وعدم النظر في سلبيات الآخر، وتجاهل سلبيات ذاته هو أو هي.
والله المستعان، والهادي إلى سواء السبيل.
سلمان بن محمد العُمري
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
التعديل الأخير تم بواسطة SALMAN ; 11 / 12 / 2011 الساعة 42 : 12 AM
|