الموضوع
:
السرعة القصوى بين العلم والقرآن
عرض مشاركة واحدة
المشاركة رقم:
1
16 / 12 / 2005, 31 : 08 PM
عمرو عبده
vip
vip
المنتدى :
الثقافة الاسلامية
2005-2010
تاريخ التسجيل
العضوية
المشاركات
بمعدل
المواضيع
الردود
معدل التقييم
نقاط التقييم
قوة التقييم
01 / 06 / 2005
834
662
0.09 يوميا
252
10
السرعة القصوى بين العلم والقرآن
الكون لا يعرف السكون: لأنه يتحرك حركة دائبة بمادته وطاقته، فهو يتمدد حالياً متباعداً بمجراته(1) عن بعضها ( وسوف ينكمش مستقبلاً.... ) لدرجة أن مجرتنا تتباعد الآن عن جيرانها بسرعة تتراوح بين 600 ـ 4000 ميل / ث، علاوة على دوران شمسنا حول مركز مجرتنا بسرعة 497000 ميل / ساعة، والشمس أيضاً تجري نحو نجم النسر الواقع بسرعة 43000 ميل / ساعة، وتدور الأرض حول شمسنا مرة كل عام بسرعة 67000 ميل / ساعة، وتدور الأرض حول نفسها يومياً 1044 ميل/ ساعة....
ورغم هذه التحركات المستمرة والمنتظمة والمتداخلة لكوكب الأرض كتابع للشمس لا نشعر نحن الركاب أبداً بالدوار، ولا تتناثر أشلاؤنا من على سطح هذه السفينة الفضائية الإلهية التي نسميها الأرض، والتي تسبح بنا في الفضاء وتحملنا بهذه السرعات العالية في هدوء تام دون أن تتعثر خطاها أو نشعر بحركاتها، وكأنها ساكنة، بينما هي كما عرفنا: تمر مر السحاب، مصداقاً لقوله تعالى: ) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (.النمل: 88.. والحركة دائبة لا تنقطع كما في قوله تعالى: ) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)(.سورة إبراهيم..
إن الشمس والقمر في حركة دائبة متواصلة لا تنقطع، وكذلك الأرض في حركاتها ودورانها المستمر حول محورها بدليل تبادل الليل والنهار في هذه الآية... وهذه الحركات كلها لأجل مسمى كما في قوله تعالى: ) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيات لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) (.سورة الرعد.. والآية هنا شاملة تدل على وجود قوى الجاذبية كعمد غير مرئية، وعلى تسخير الكون كله بالجري والحركة لأجل مسمى، وعلى تدبير الأمر الذي لا ينقطع ( بدليل الفعل المضارع: يجري، ويدبر ).
والموجود بين كل سماء وأرضها كما في قوله تعالى: ) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ (.سورة الطلاق: 12.. فما هو هذا الأمر بأن يا ترى؟ وهل الأمر هنا ( في السجدة: 5، الرعد 2 ) كوني أم تشريعي؟.
أعتقد ـ والله أعلم ـ أن الأمر هنا كوني، لأنه أتى في سياق وصف الجري في الكون، علاوة على استمراريته باستمرار الحركة في الكون، بينما الأمر التشريعي مؤقت ومرتبط بوقت التنزيل... وعلى كل حال فقد وعدنا الله في سورة الرعد ( 2 ) بشرح إضافي لا حق في قوله تعالى: ) يُفَصِّلُ الأيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) (.سورة الرعد..
فهل هناك آيات أخرى تصف وتفصل لنا حقائق هذا الأمر الذي يدبره الله في الكون؟.
مدخل لفهم الآية الخامسة في سورة السجدة:
يصف النبي صلى الله عليه وسلم. أمر معرفاً ( بأل ) في لفظ الأمر في الآية الخامسة من سورة السجدة، التي تبدأ بالتأكيد عن صدق الوحي الذي نزل به جبريل من رب العالمين، وعلى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بدفع الشك والارتياب عن القرآن الكريم، المعجزة الكبرى لرسول الله الذي لا تحوم حول ساحته شبهات ولا أباطيل.... ورغم وضوح إعجاز القرآن وسطوع آياته، وإشراق بيانه، وسمو أحكامه، إنهم المشركون الرسول بأنه افترى هذا القرآن واختلقه من تلقاء نفسه!! فجاءت آية السجدة ( 5 ) لترد هذا البهتان بروائع الحجة والبرهان، فقررت ـ كما سنرى ـ في تفصيل علمي رائع الحد الأقصى للسرعة الكونية الذي لم يُعْرَف وجوده أو مقداره إلا في القرن العشرين!.... ولنتدبر معاً الآيات التالية في قوله تعالى: ) الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) (.سورة السجدة.
ونحن نعلم أن الحرف ( الم ) ـ كما أجمع أغلب المفسرين ـ تأتي للتنبيه على إعجاز القرآن، ثم تبدأ الآيات هنا لتؤكد أن الكتاب الموحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن الذي لا شك فيه لأنه من عند الله عز وجل تنزيل من رب العالمين... ويرد القرآن على الكفار ( الذين يدعون زوراً وبهتاناً أن محمد صلى الله عليه وسلم اختلق القرآن وافتراه من تلقاء نفسه ) بأن القرآن هو القول الحق، والكلام الصادق المنزل من الله على محمد صلى الله عليه وسلم لينذر قوماً ما جاءهم رسول من قبله ليهتدوا إلى الحق، ويؤمنوا بالله العزيز الحميد، ثم شرع تعالى ابتداء من الآية ( 4 ) في ذكر أدلة التوحيد والإعجاز العلمي... بأن خلق الله ( الخلق هنا من العدم ) السماوات والأرض وما بينهما ( لا حظ هنا الخلق الوسيط في لفظ ما بينهما أي: بين السماء والأرض كالإشعاع الكهرومغناطيسي في ضوء مرئي وغير مرئي والجسيمات الذرية السابحة في الفضاء ) في ستة أيام.
الأيام هنا في آية السجدة ( 4 ) ليست مما نعد نحن البشر، أي: بمعنى مراحل زمنية يعلمها الله سبحانه وتعالى وقد شرحنا ذلك في مقال سابق(2)، ثم يذكر استواءه سبحانه استواء يليق بجلال عظمته من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تجسيد ومعنى ( استوى على العرش ). أي: أحاط بالكون وسيطر عليه، علماً بأن العرش أزلي بينما الكون لآجل مسمى، والعرش رمزي ومعنوي بمفهوم السلطان الإلهي الذي يدبر الأمور كلها، كونية كانت أم إنسانية، وليس لكم أيها الناس غير الله ناصر ولا شفيع يشفع لكم عنده إلا بإذنه، وهو سبحانه يتولى مصالح البشر لعلهم يتذكرون فيؤمنوا.
بعد هذه المقدمة في سورة السجدة تأتي المعجزة القرآنية التي نحن بصددها، والتي تمثل محور هذا المقال في قوله تعالى: ) يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (.سورة السجدة..
ولنبدأ ببعض التفاسير القديمة ـ غير المقبولة لخطورتها على القضية وادعائها الباطل على النبي صلى الله عليه وسلم ـ ودراستها دراسة عقدية موضوعية، ثم نعرض صفوة التفاسير بعد ذلك لعلك أخي القارىء تهتدي إلى المعجزة القرآنية على شواطىء النسبية.
توقيع :
عمرو عبده
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
عمرو عبده
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات عمرو عبده