الموضوع
:
السرعة القصوى بين العلم والقرآن
عرض مشاركة واحدة
المشاركة رقم:
3
16 / 12 / 2005, 38 : 08 PM
عمرو عبده
vip
vip
كاتب الموضوع
:
عمرو عبده
المنتدى :
الثقافة الاسلامية
2005-2010
تاريخ التسجيل
العضوية
المشاركات
بمعدل
المواضيع
الردود
معدل التقييم
نقاط التقييم
قوة التقييم
01 / 06 / 2005
834
662
0.09 يوميا
252
10
مشاركة: السرعة القصوى بين العلم والقرآن
ثانياً: توهم بعض المفسرين أن المساواة هنا زمنية وليست في المسافة المقطوعة، بمعنى أن اليوم في آية السجدة يساوي زمنياً ألف سنة مما نعد نحن البشر، وبهذا اضطروا لجعل اليوم في آية السجدة ( 5 ) يوماً أخروياً أو غيبياً ( لأنه لا يمكن أن نساوي زمنياً اليوم الدنيوي بألف سنة مما نعد )، فاعتبروا اليوم هنا يوماً من أيام الله.
وبعضهم قال: بأنه يوم القيامة بحيث يكون هذا اليوم الافتراضي بألف سنة مما نعد، وبذلك خرجوا عن روح النص الشريف، لأن وصف ( مما تدعون) من جنس ما تعودن من الأيام والسنين. فكيف يكون اليوم هنا يوم القيامة!! علاوة على أن هذا الرأي الخاطىء مردود عليه باستمرار التدبير بين السماء والأرض المعهودتين لنا في الدنيا.
ولقد فهم معظم المفسرين خطأ فكرة اليوم الأخروي أو الغيبي، وتمسكوا باليوم الدنيوي في الآية الكريمة ( السجدة / 5 )، ولهذا قالوا: إن الضمير في (مقداره ) يعود على التدبير لا على اليوم، حتى يصبح التدبير متواصلاً وغير محدد بيوم واحد. ولكن هذا اليوم هو نموذج وعينة فقط من هذا التدبير والعروج المستمر. وإن التعبير الزمني في آية السجدة ( 5 ) هو الزمن الفيزيائي الذي نعد به الأيام والسنين، أي: بالزمن المعلوم عند المخاطبين بالقرآن: ( مما تعدون ) أي: من جنس الذي تعدونه، والعرب يعدون اليوم مضبوطاً على الشمس ( يوم اقتراني )، ويعدون السنين مضبوطة على ظهور هلال القمر لقياس الشهور، وبالتالي لقياس السنين ( السنة = 12 شهراً قمرياً ).
ولفظ ( يوم ) في السجدة ( 5 ) محدود وليس مطلقاً غير محدود بدلالة وجود حرف الجر في قوله تعالى: )في يوم ( الذي يفيد ـ كما ذكرنا ـ معنى الاشتمال والوعاء، إذ أن أي وعاء لا بد وأن يكون محدوداً، لأنه المقياس الذي يتم الاتفاق عليه كمكيال، وهنا نؤكد أن المقياس الزمني المستعمل هنا هو اليوم بمعناه الكامل الذي نعرفه نحن البشر كمقياس عياري ووعاء زمني ثابت، وليس بمعنى أن النهار يطول ويقصر، وليس اليوم غيبياً أو أخروياً غير محدد، لأنه لا يصلح كوعاء، ولا بد أن يكون بمعنى اليوم الكامل المتعارف عليه بليله ونهاره بدورة الشمس الظاهرية، أي: بدورة كاملة للأرض حول محورها، وهو زمن عياري يصلح هنا كوعاء زمني ليوم كامل من أيامنا المعروفة لنا معشر البشر، والتي نعدها مع صباح كل يوم: ( مما تعدون).
التفسير الجديد لآيتي السجدة والحج:
كمدخل للتفسير الجديد المقترح والمعتمد حديثاً في هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة، نستعرض في كتب التفسير ما يلي:
( 1 ) النص الكريم في السجدة ( 5 ) يبين حد السرعة في السماء في قوله تعالى: )في يوم كان مقداره ألف سنة (، لأنه يقطع مسيرة ألف سنة في يوم واحد ( الزمخشري وأبو حيان ) منسوباً إلى حد استطاعة البشر في قوله تعالى: )مما تعدون (، يعني: مما يقع تحت قياسكم فيمكنكم أن تعدوه بطريقتكم التي تعهدونها في عد السنين ـ وتحصوه.
والعرب تعد السنين بسير القمر، فيكون حد السرعة في السماء مقداره مسيرة أو مسافة ألف سنة قمرية في اليوم الواحد، كما قال ابن عباس: ( سرعة سير هذا الأمر يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم )... وأكد هذا المعنى الزمخشري والقرطبي.
وهؤلاء المفسرون جميعاً كشفوا الغطاء عن المعنى الحقيقي للآية، فهي فعلاً دليل لسرعة، ونستطيع أن نفهم النص بلغة العوام عندما يأتي أعرابي أمر ليشتري طائرة مثلاً، فيقول له التاجر: إن يوم هذه الطائرة بمسيرة ألف سنة للسلحفاة، أو بمسيرة أربعة شهور للجمل، وعندئذٍ يستطيع الأعرابي تصور سرعة الطائرة، لأنه لا يعرف التعبير العلمي المستخدم حالياً بوحدة الكيلو متر / ساعة.
والتعبير بالزمن كدلالة للمسافة والسرعة هو في حد ذاته أسلوب علمي تقدمي، فنحن الآن نقيس المسافات بين النجوم بالسنين الضوئية، كما شرحنا في البند السابق، والقرآن الكريم سبق العلم باستخدامه هذا الأسلوب الزماني في آية السجدة ( 5 )، وفي وصف سرعة الرياح المسخرة لسيدنا سليمان بقول الله تعالى: )ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر... ( 12 ) (.سورة سبأ..
أي: أن الغدو أو الرواح للريح تعادل شهراً بمسيرتكم في غدوكم أو رواحكم. أي: أن المسافة التي تقطعها الرياح في ساعة تعادل ثلاثين مرة قدر غدونا أو رواحنا، وهذا دليل على سرعة الرياح الجبارة التي كانت مسخرة لسليمان عليه السلام، ونحن نستطيع حسابها هنا من النص القرآني.
وحيث إن رواحنا أو غدونا اليومي يستغرق ( طبقاً للتعريف اللغوي ) ساعة زمنية يومياً من ساعات النهار، وأننا نسير على الأقدام حوالي 6 كم / الساعة، فإن رواح الريح أو غدوها تساوي قد رواحنا 30 مرة ( شهر كامل ) وبهذا فإن المسافة التي تقطعها الريح في ساعة واحدة ( رواح أو غدو ) = 6 × 30 = 180كم / ساعة، وهذه سرعة تصل لمرتبة ريح أعلى من الإعصار، يسميها علماء الأرصاد ( العاصفة المكتملة )، والتي تزيد سرعتها عن 350كم / ساعة علمياً، وهذا إعجاز علمي للقرآن في وصف ريح سليمان عليه السلام. والتي يؤكد القرآن سرعتها بوصفها بالعاصفة في قول الله تعالى: )ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره.... ( 81 ) ( سورة الأنبياء..
وسوف يتضح لنا أيضاً، أن نص آية السجدة ( 5 ) بيان أكيد لسرعة السير الكوني في السماء، فالنص المجيد يجعل المساواة في مقدار السير بين متحركين اثنين أحدهما سريع ( الأمر الكوني ) نقيسه على شيء آخر بطيء ( القمر ) معروف ومحدد في التعبير القرآني في هذه الآية: ).... ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ( سورة السجدة.... وبهذا نصل إلى حل العقدة بمقتضى المثلية في مقدار المسير في الحالتين، واختلاف الزمنين الواردين في الآية لاختلاف السرعتين للأمر الكوني السريع من جهة، وللقمر البطيء من جهة أخرى، وعليه كما فهم المفسرون جميعاً ( إلا القليل جداً منهم ) تكون هكذا:
المسافة التي يقطعها الأمر الكوني في يوم أرضي واحد = المسافة التي يقطعها القمر في مدار في ألف سنة قمرية، على اعتبار أن القمر هو الوسيلة الفلكية العلمية القرآنية والشرعية لعد الشهور والسنين، ومراعاة للوصف القرآني، مما تعدون.
( 2 ) عبارة ( كان مقداره ) في آية السجدة تحتوي على الفعل ( كان )، والذي يدل هنا كوضع قياسي على معنى الأزلية والدوام، وليس على الفعل الماضي، أي: ( كان مقداره )، أي: سيظل مقداره كذلك دائماً ودوماً تغيير بالقياس على تفسير ( كان ) في قول الله تعالى: ).... وكان الله بكل شيء محيطاً (126 ) (.سورة النساء.. والذي يفسر المفسرون بأن ( كان ) هنا بمعنى: ( وهو سبحانه دائماً كذلك ) ( فتح الباري ).
وأما لفظ ( المقدار ) فهو لغوياً بمعنى المقياس والحد ( المعجم الوسيط ـ تاج العروس )، أي: أن سرعة الأمر لا يمكن أن تزيد عن الحد الموصوف بالآية الكريمة ( لا حظ هنا الإشارة إلى المفهوم العلمي لأينشتين في الحد الأقصى للسرعة الكونية )... وبهذا فإن وصف ( كان مقداره ) تعني: أن السير في السماء له حد أقصى في سرعته، أي: أن نهاية سير الأمر الكوني في السماء محدود ولا يتجاوز سير أو مسافة ألف سنة مما تعدون في يوم واحد من أيامكم، كما أجمع الفخر الرازي، وقتادة، وابن كثير، والطبري، أن قوله تعالى: )... الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون(.سورة السجدة..
يعني: مقدار السير في ذلك اليوم يساوي مسيرة ألف سنة مما تعدون.
وقال ابن عباس: ( ولسرعة سير هذا الأمر يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم ) ( الزمخشري ـ القرطبي ).
وبهذا التوضيح الرائع لجملة التفاسير المختارة هنا يتضح الأمر أمامنا، ويتعمق المعنى العلمي في أذهاننا، كما سنرى بعد قليل في حسابات آية السجدة التي وفقني الله لإجرائها في أنوار هذه التفاسير التي جمعها تلميذي الباحث / محمد دودح، بهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
( 3 ) وقوله تعالى: ) يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (.سورة السجدة..
يقول الفخر الرازي وصاحب فتح القدير: ليس المراد هنا انقطاع تدبير المولى سبحانه وتعالى بعد انقضاء اليوم المستخدم هنا للقياس، بل المراد منه دوام التدبير واستمراره ودوام العروج واستمراره، أي: امتداد نفاذ الأمر في الدنيا دون توقف.
وقال أبو حيان: أشار النص الكريم إلى دوام أمر الله.
وقال الألوسي: ويدل على ذلك العدول إلى المضارع، يعني في قوله تعالى ( يدبر ).. وكذلك ( يعرج )، وكذلك لفظ ( كان )، الذي يفيد الأزلية والدوام مما يحكم ببطلان توهم انقطاع التدبير أو انتهاء السير إلى مكان السماء في زمن يوم واحد فقط!.
وقال مجاهد: الضمير في ( مقداره ) عائد على التدبير أو العروج والسير، أي: كان مقدار التدبير أو العروج والسير المنقضي في يوم يساوي مسيرة ألف سنة ( أبو حيان ).
وقال الألوسي: يعني ( في يوم ) مقدار مسافة السير فيه ( ألف سنة ) للتقرير كذلك بأن اليوم في النص الشريف يستخدم كوحدة قياس ووعاء عياري، كما هو واضح في قوله تعالى في نص آخر مشابه تماماً لنص السجدة ( 5 ) هو قول الله تعالى: ).... وإنّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون (47)(.سورة الحج.
ويتضح هنا أن موضوع النصين القرآنيين في سورتي السجدة والحج واحد.. والمقادير فيهما واحدة، حيث قدر اليوم باعتبار مسافة السير فيه.. بألف سنة.. لاستحالة أن يكون ذلك خاصاً بالزمن، لأن اليوم في النصين من أيام الدنيا ( الطبري ـ فتح القدير ـ أبو حيان ـ القرطبي ـ نظم الدرر ـ الألوسي ـ الزمخشري ـ ابن كثير ـ زاد المسير ). ويوم الدنيا لا يساوي ـ في ذات الوقت ـ ألف سنة من سنيها ( نظم الدرر ـ الألوسي ـ الزمخشري ).
وعلى هذا فالنص الكريم في السجدة ( 5 ) لا يدل على انتهاء العروج والسير إلى مكان ـ أو انقطاع التدبير والتقدير في زمن معين، ولكنه يدل على حد السرعة في السماء، وبهذا يتضح الأمر الكوني نوراً على نور، ويتمهد الطريق ـ بفضل الله ـ للحساب في هذه المعادلة القرآنية.
( 4 ) أجمع معظم المفسرين على معادلة مسيرة اليوم بواسطة الأمر الكوني مع مسيرة القمر في ألف سنة قمرية.
فقال أبو حيان: السنة المعتبرة في هذه الشريعة هي السنة القمرية، وهذا حكم قرآني لا بديل عنه كما في قوله تعالى: ).... والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب... ( 5 ) (.سورة يونس..
وقوله تعالى: )يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ... ( 189 ) (.سورة البقرة..
وقالوا في مجموعة التفاسير: شهور السنة القمرية مبنية على سير القمر في المنازل... فيكون معنى سير أو مسافة ـ ( ألف سنة مما تعدون ) ـ أي: مسافة ألف سنة قمرية... أو سير القمر في ألف سنة.
وبهذا: فإن الشيء الذي يقاس على سيره في ألف عام يلزم أن يكون آية عامة مشاهدة، ويكون أجله فوق الألف عام، ويسير بانتظام ومن جنس ما يسير في السماء، وهذا قطعاً ليست الإبل، وليست أيضاً فزورة يصعب حلها... إن وسيلة القياس هنا هي القمر، وهو المقياس المعياري الذي اختاره الله لتعيين حد السرعة في السماء، الذي يمكن تعيينه الآن كمسافة ألف سنة قمرية مقطوعة كحد أقصى في اليوم الواحد من أيامنا.
وهنا نبدأ ولأول مرة في إدراك أساس النسبية الخاصة من آية السجدة ( 5 ).
حد السرعة في السماء = المسافة = مسافة ألف سنة قمرية
الزمن زمن اليوم الأرضي
وبهذا وصلنا من خلاصة التفاسير إلى المعادلة القرآنية الأخيرة، كتعبير رياضي عن منطوق آية السجدة ( 5 )، وسوف نتناول هذه المعادلة في البند التالي بمزيد من التفصيل والتحليل، لنثبت أن هذا الحد هو سرعة الضوء في الفراغ أو الهواء، وقدره 299792.5 كم / ث، لتتعرف على المعجزة القرآنية في أهم مبدأ فيزيائي في القرن العشرين يتم إعلانه بواسطة أينشتين عام 1905م.
توقيع :
عمرو عبده
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
عمرو عبده
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات عمرو عبده