ثانياً: زمن الشهر القمري:
هو زمن دورة القمر حول الأرض مرة واحدة، ونسميها الشهر القمري، في فلك مركزه الأرض (geocentric).
ونظراً لأن هذا الفلك يتأثر يزمن دورته وفي نفس الوقت بدوران الأرض حول الشمس في فلك كرة الشمس (Heliocentic). يحدث التداخل بين الفلكين، ولهذا: فقد أعلن علماء الفلك وجود قيمتين للشهر القمري، كما يلي:
شكل ( 1 ): يوضح دورة القمر حول الأرض وبيان الشهر القمري النجمي والاقتراني والمسار الحلزوني للقمر تابعاً للأرض أثناء دورانها حول الشمس بزاوية هـ خلال شهر نجمي كامل.
أ ) الشهر القمري الاقتراني ( ز ) (Synodic lunar month):
هو الفترة الزمنية التي تمضي منذ ظهور هلال القمر وحتى ظهور الهلال التالي كوحدة زمنية ظاهرية، لأنه مضبوط على الشمس، فطور الهلال يأتي مباشرة بعد اقتران القمر مع الشمس، كما بالشكل رقم ( 1 )، أي: بعد تواجده في اتجاه الشمس، لهذا تسمى الفترة من الهلال إلى الهلال بالشهر الاقتراني (synodic month) مراعياً تداخل فلك الأرض حول الشمس مع فلك القمر حول الأرض دون فصل بينهما، كما بالشكل المذكور، وبهذا: فإن الشهر الاقتراني هو الفترة الزمنية التي يصنع فيها القمر دورة حول الأرض منسوبة إلى الشمس، أو هو الفترة الزمنية بين طورين متماثلين ومتتاليين للقمر، ولهذا: فالشهر الاقتراني ظاهري لعدّ الشهور ( وليس للحساب العلمي ).
وقدره ز = 29 يوماً، 12 ساعة، 44 دقيقة، 2.9 ثانية.
= 29.53059 يوماً أرضياً شمسياً.
ومن الجدير بالذكر هنا: أن التقويم الهجري يتخذ من رؤية الهلال بعد غروب الشمس بداية للشهر الهجري في اليوم التالي للرؤية، كما في قوله تعالى: )..... وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ... (5 ) (.سورة يونس..
وبهذا: فإن الشهر الاقتراني هو الأساس في التقويم الهجري، لأنه ظاهري ويمكن مشاهدته وإحصاؤه لكي نعد به السنين، ولما كان طول هذا الشهر هو 29.53059 يوماً أرضياً شمسياً متوسطاً، فإن الشهر القمري الهجري غما أن يكون 29 أو 30 يوماً، وكل 12 شهراً قمرياً اقترانياً ظاهرياً = عام هجري كامل، طبقاً لقوله تعالى: ) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ......(36) (.سورة التوبة..
ولهذا فلسوف نستخدم هذه القاعدة الإلهية ( السنة = 12 شهراً ) في المعادلة القرآنية في عدد الشهور، أما زمن الشهر فلا بد من حسابه نجمياً، ولهذا يفرق القرآن بين العد والحساب، كما في الآية ( 5 ) من سورة يونس.
ب ) الشهر القمري النجمي ( ز1 ) (sidereai lunar month):
هو الفترة الزمنية الحقيقية التي يصنع فيها القمر دورة حول الأرض بالنسبة للنجوم كمرجع، وزمنه أقل من الشهر الاقتراني الظاهري بمقدار 2.20892 يوماً شمسياً، كما بالشكل رقم ( 1 ) بسبب استبعاد تأثير دوران الأرض حول الشمس على حركة القمر ليعطي:
الشهر القمري النجمي ز1 = 27.321661 يوماً أرضياً شمسياً
= 655.71986 ساعة
وهو الشهر المعتد علمياً في حسابات الأبحاث الفلكية ولهذا قمت باختباره للتعويض في المعادلة القرآنية كزمن حقيقي وليس ظاهرياً.
ثالثاً: متوسط السرعة المدارية للقمر:
لقد راعينا فيما سبق استخدام اليوم الأرضي النجمي ن1 والشهر القمري النجمي ز1 في حسابات آيتي السجدة والحج، وهذه ضرورة علمية لا مفر منها، لأن النظام النجمي يقيس هذين الزمنين بطريقة خالصة نقية دون تداخل مع فلك الأرض حول الشمس... وهذا ما أردت أن أطبقه أيضاً بالنسبة لسرعة القمر المدارية حول الأرض ع والتي نرصدها ونقيسها عادة ونحن على أرض متحركة في أنحاء مختلفة في ذات الوقت، حيث تقوم معامل البحوث في وكالة ( ناسا ) الأمريكية للفضاء بإرسال نبضة رادارية أو ليزرية من الأرض لتنعكس على سطح القمر، وترتد لنحسب نصف قطر مدار القمر حول الأرض ( بُعد القمر )، وتتكرر هذه القياسات على مدار شهر قمري كامل، ونأخذ متوسط البعد ـ مع ملاحظة أن هذه القياسات تتم ونحن على أرض متحركة في مداروليست ساكنة أو متحركة بانتظام في خط مستقيم بل هي تدور ( حامل القمر معها ) حول الشمس.
ولهذا: فإن نصف القطر للمدار القمري الذي نحصل عليه يمثل قيمة ظاهرية وليست حقيقية، نظراً لتداخل الفلك القمري حول الأرض (geocentric) مع الفلك الأرضي حول الشمس (Heliocentra).
ولقد ثبت علمياً أن متوسط نصف قطر مدار القمر حول الأرض ظاهرياً ( نق ) يساوي 384264 كيلو متر، طبقاً لقياسات ( ناسا ) الأمريكية، وما دمنا قد أخذنا المتوسط، فإننا نعتبر المدار دائرياً تماماً ومحيطه يساوي 2 ط نق ( علماً بأن القمر يقترب من الأرض، حتى تكون المسافة بين مركزيهما 356000 كم ممثلة لنقطة الحضيض، ويبتعد القمر عن الأرض حتى تكون المسافة بين مركزيهما 40600 كم ممثلة لنقطة الأوج في مسار القمر الأهليجي، والذي يمكن اعتباره دائرياً بمتوسط نصف قطر نق = 384264كم ).
0 متوسط السرعة الظاهرية المدارية المقاسة ظاهرياً للقمر ع=
متوسط طول المدار الظاهري
الزمن الشهري النجمي
0 ع ( ظاهرياً ) = 2ط نق .......... ( معادلة 2 )
ز1
حيث ط بالنسبة التقريبية ( 3.14 )، نق متوسط نصف قطر المدار.
ع = 2 × 3.14 × 384264كم
655.71986
= 3682.07 كم / ساعة
وهذه القيمة معترف بها من وكالة ( ناسا ) الأمريكية كمتوسط السرعة المدارية الظاهرية للقمر مع ملاحظة أن هذا القياس لمتوسط سرعة القمر المدارية ع ثم ونحن راكبين لكوكب الأرض، أي: لسفينة فضاء إلهية تتحرك حركة دائرية في انحناء حول الشمس وبهذا، فإن القيمة الظاهرية المرصودة ع ستكون أكبر من القيمة الحقيقية ع1 نتيجة انعطاف نظام الأرض والقمر معا حول الشمس.
يقول البروفوسير ( لا نداو ) { الحائر على جائزة نوبل } في كتابه(13)( لا يمكن أن نلاحظ في مختبر ما أي اختلاف عن سلوك الأجسام الموجودة في مختبر ساكن، طالما كان هذا المختبر يتحرك بسرعة منتظمة على خط مستقيم بالنسبة للمختبر الساكن، ولكن بمجرد أن تتغير سرعة المختبر المتحرك في المقدار، تعجيلاً أو تقصيراً، أو تتغير هذه السرعة في الاتجاه ( الانعطاف )، فإن هذا ينعكس فوراً على سلوك الأجسام الموجودة في هذا المختبر ).
والمختبر هنا هو نظام ( الأرض والقمر ) المتحرك وليس الساكن، والذي ينعطف أيضاً في مساره ولا يجري في خط مستقيم.
وهذا الانعطاف ناشىء عن أثر جاذبية الشمس على هذا النظام المستخدم عيارياً في المعادلة القرآنية التي تعالج النسبية الخاصة.