30 / 12 / 2005, 04 : 08 AM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,618 |
1.05 يوميا |
|
|
393 |
10 |
|
|
|
|
أبناؤنا وإدمان الكمبيوتر
أصبح الكمبيوتر أحد علامات هذا العصر الذي نعيشه وتعددت استخداماته في كثير من مجالات الحياة، فهو نافذة واسعة للإطلال على العالم عبر شبكة الإنترنت ووسيلة تعليمية فاعلة، وعالم زاخر بالألعاب الشيقة المسلية، ومئات الاستخدامات الأخرى التي باتت تغري الكبار والصغار بالجلوس لساعات طويلة أمام هذا الاختراع المدهش والمبهر، حتى وصل الأمر بالبعض إلى حد الإدمان.
وجدلاً نفترض أن الكبار قد يكونون مضطرين لذلك تحت ضغط العمل، وأنهم يملكون من الوعي ما يقيهم مخاطر هذا النوع الجديد من الإدمان ومضاعفاته، أما الأبناء والناشئة من صغار السن والمراهقين، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بهذا الإدمان، بدافع الرغبة في الاكتشاف والانبهار بما يتيحه هذا الجهاز العجيب من استخدامات في جميع المجالات بما فيها الترفيه والتسلية واللعب وكثيراً ما يشتكي الآباء والأمهات من أن أبناءهم وبناتهم يقضون ساعات طويلة أمام الكمبيوتر لا يأكلون خلالها ولا يتحدثون مع ذويهم.
وتتضاعف مثل هذه الشكاوى خلال فترة من الإجازة الصيفية ووجود وقت أطول للتعامل مع الكمبيوتر، في المنازل ومقاهي الإنترنت وغيرها من الأماكن، لكن ما الذي يدفع أبناءنا للوقوع في أسر أجهزة الكمبيوتر والاستغناء بها عن الأنشطة الرياضية أو الترفيهية أو الثقافية وحتى العلاقات الأسرية والاجتماعية، وما هي الأخطار أو المضاعفات التي تترتب على هذا النوع من الإدمان؟
ومع كامل احترامنا لشكاوى الآباء والأمهات، فإنهم يتحملون الجانب الأكبر من مسؤولية إدمان الأبناء للكمبيوتر، فكثيرٌ من هؤلاء الآباء والأمهات شجعوا أولادهم وبناتهم على استخدام هذه التقنية المتطورة باعتبارها لغة هذا العصر دون أن يوجدوا ولو قدراً من التوازن الذي يحمي الأبناء من الوقوع في أسره، وهذا التوازن يتحقق بإرشاد وتوجيه الأبناء إلى الاستخدامات النافعة للكمبيوتر وتنظيم وقت التعامل معه والرقابة الذكية التي تتضمن الالتزام بذلك، حيث إن نسبة كبيرة من مدمني الكمبيوتر يسيئون استخدامه في أمورٍ غير نافعة بل ولنقل ضارة ومحرمة ولا تخفى على أحد.
أما أخطار ومضاعفات هذا الإدمان التي يرصدها الأطباء وأساتذة علم النفس والاجتماع، فتشمل تشوهات العظام وضعف الإبصار والسمنة المفرطة والانيميا الحادة وضعف التركيز والصداع، والخطر الأكبر هو ما يحدث نتيجة التعرض للأشعة المنبعثة من الأجهزة، بعيداً عن كل ما يقال عن فوائد شاشات التقنية التي أثبتت الدراسات الطبية أنها أقاويل تضليل في نطاق الإعلان التجاري الهادف إلى الربح فقط، فلا يوجد مانع نهائي لما يصدر عن الأجهزة الإلكترونية والكهربائية من أشعة، هذا بالإضافة إلى انحراف السلوك والخلل النفسي، التي تنتهي بمدمن الكمبيوتر إلى العزلة والاكتئاب، والانفصال عن الجو الأسري والحراك الاجتماعي، ومدمن الكمبيوتر في الغالب الأعم ليس له أصدقاء، وعلاقاته بمن حوله ضعيفة، مقارنة بمن يمارسون الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية.
وفي ضوء ذلك يصبح علاج هذا الإدمان مسؤولية الأسرة في المقام الأول، بترشيد تعامل الأبناء مع هذه الأجهزة بحد أقصى ساعة إلى ساعتين يومياً موزعة على مدار اليوم، كما ينصح بذلك الأطباء، وتوجيههم إلى ممارسة الأنشطة الأخرى التي تنمي قدراتهم البدنية والذهنية، وتحقق التفريغ الإيجابي لطاقاته ولاسيما خلال العطلات المدرسية وفترة الإجازة الصيفية الطويلة نسبياً، فالعلم والتكنولوجيا وسيلة للارتقاء بوعي الإنسان وقدراته، وتيسير حياته وعندما ينقلب الحال وتصبح وسيلة لتديره، فالعيب ليس في العلم، وإنما في إساءة استخدامه، يستوي في ذلك الجهل والإدمان.. فكلاهما مرض.
سلمان بن محمد العُمري
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|