هل صحيح أن الرجل السعودي وربما الخليجي او حتى العربي مازال عاجزاً عن احتواء المرأة في حياته كرفيقة درب وشريكة حياة؟ وهل صحيح أنه غير قادر على مجرد تصور أنها تتمتع مثله بكل القدرات العقلية والفكرية التي قد يتمتع بها واحد منهم كما تحرم منها واحدة منهن وأن العملية لم تعد رجلاً وامرأة بل «إنسان». وذلك عندما نتحدث عن القدرات والعطاء والحكمة وأن الاختلافات النفسية والبيولوجية بين الرجل والمرأة ماهي الا اختلافات تكاملية لامجال للمقارنة بينها وأنه حان لآدم ان ينظر لحواء كشخص مستقل لا كجزء منه من حقه ان يكتم أنفاسه ويتحكم فيه ويسيره كيفما شاء؟
هل الرجل مازال ينظر للمرأة على أنها ذلك المخلوق الذي خلق فقط ليشبع حاجاته الجسدية وليعمل لديه بدون عقد عمل؟ يطبخ ينظف ويربي الأطفال وفوق ذلك تحتوي آدم في غضبه وألمه

نحن النساء يحتوينا هذا الأمل وهذه الرغبة ان يفهم آدم من نكون؟ إن هناك العديد من مؤتمرات السلام التي تعقد بين دول وأخرى لمزيد من الفهم ولتجاوز الخلافات وأحياناً افكر وماذا عن مؤتمر صلح بين الرجال والنساء قد يقول البعض ولماذا هداك الله تثيرين العداوة وروح الخلاف بين الجنسين؟ انا لا أثيرها، هي موجودة انظروا لكل الخلافات القائمة بين الرجل والمرأة الزوج وزوجته انظروا إلى نسبة الطلاق التي ترتفع. وهل بقي لسؤالنا من مكان منذ خلق آدم وحواء وكلاهما يبحث عن مكان في قلب وعقل وفكر الأخر، يبحث عن مزيد من الود والحب والوئام

أكيد هناك اتهامات توجه من كل طرف للآخر. المرأة السعودية مثلاً ترى أن الرجل السعودي مهما ادعى التحضر في معاملته للمرأة فهو مازال في داخله يحمل خوفاً تجاهها خوفا من ألايصبح هو القائد صاحب الكلمة الأخيرة او كما نقول بالعامية «سي السيد» ولذا يؤمن بنصيحة اذبح قطك من ليلة عرسك وتنتهي رومانسياته وباقات الورد التي كان يحضرها وهمساته بعد شهر او شهرين من الزواج ولماذا كما قال قال أحدهم «الخطيبة حبيبة والزوجة مصيبة»

والمرأة السعودية ترى ان الرجل السعودي يعامل المرأة الأجنبية بالذات غير العربية معاملة أحسن من تلك التي تحظى بها وتتساءل لماذا بنت الخواجة مكرمة معززة محترمة وبنت العم مهانة مضطهدة؟ عندما سألت أحدهما مرة عن حسن معاملته لزوجته الأمريكية ورقته معها قال لي«مسكينة إنها لاتعرف عاداتنا وتقاليدنا» ولذلك أتساهل معها وهل معرفة العادات والتقاليد سبب لسوء معاملة السعودية. وهل لابد لبنت العم ان تجهل عاداتنا وتقاليدنا لنضعها على الرأس وفي العين وداخل القلب؟

وليستمعا لبعضهما البعض...... فإننا نطلب أن يخرج آدم من كهفه الذي يختبئ فيه وان تكف حواء عن الثرثرة ....... لعل وعسى



د. حنان حسن عطا الله