عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 06 / 01 / 2006, 13 : 02 AM
عمرو عبده
vipvip
المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
01 / 06 / 2005 834 662 0.09 يوميا 252 10 عمرو عبده is on a distinguished road
عمرو عبده غير متصل

Post الانفجار الكبير بين العلم والقرآن

ما أكثر المشككين بكتاب الله تعالى والذين يحاولون نقد إعجاز القرآن الكريم والتشكيك بالسبق العلمي لهذا الكتاب العظيم. وهذا الأمر ليس غريباً، ولكن الغريب أن ترى بعض المسلمين يحاولون التشكيك بالقيمة العلمية العالية التي يتميز بها كتاب الله عز وجل، فتجدهم يقولون بأن القرآن ليس كتاب علوم أو فلك أو طب أو رياضيات! وأن القرآن لم يأت ليتحدث عن هذه النظرية العلمية أو تلك، إنما جاء فقط ليكون دستوراً إلهياً وكتاب هداية وتشريع!!

وسبحان الله!! كيف يمكن لهؤلاء أن يحكموا على كتاب الله بأنه لا يحوي شيئاً من العلوم الحديثة؟ وهل أطلعهم رب العالمين سبحانه وتعالى على علمه عندما أنزل القرآن؟! بل كيف يمكن لإنسان يؤمن بالله تعالى أن يقلل من شأن هذا الكتاب العظيم، وكيف علم هؤلاء أن القرآن لا يحوي علم الفلك الحديث؟ فإذا لم يتمكّنوا من رؤية هذا العلم أو ذاك في القرآن، فهل يعني ذلك أنه غير موجود؟

ونقول إنه يجب على كل من يدّعي بأن القرآن ليس كتاب علوم أن يأتي بالبرهان العلمي على ذلك، ولا يكفي أن يقول بأن القرآن يحوي إشارات علمية فقط. كما يجب على كل مؤمن يقدّر قيمة القرآن أن ينظر إلى هذا القرآن على أنه كتاب صادر من خالق الكون وخالق الحقائق العلمية، وأن الله تعالى لم يكن ليعجزه الحديث عن هذه الحقائق بمنتهى الدقة والإحكام.

كيف يعجز رب العالمين أن يتحدث عن كل شيء وهو القائل عن كتابه العظيم مخاطباً خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]. وتأمل معي أخي الحبيب كيف رتّب الله تعالى أهداف إنزال القرآن حيث بدأ بالتأكيد على أن القرآن فيه بيان لكل شيء! وشتّان بين كلمة (إشارات علمية) التي يفضل بعضهم إطلاقها على القرآن، وبين الكلمة القرآنية: (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) والتي تعني أن القرآن فيه بيان واضح ومفصّل لكل شيء يخطر ببالك.

وفي آية أخرى نجد التأكيد الإلهي على أن القرآن يحوي حقائق مفصّلة عن كل شيء وليس مجرّد إشارات، يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: 111]. وفي هذه الآية العظيمة لم يقل جلّ شأنه (إشارة لكل شيء)، بل قال (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) أي أن الحقائق العلمية الواردة في القرآن مفصّلة، ألا يدل هذا على أن القرآن يحوي من العلوم أكثر مما نتصوّر، ولكن أين من يرى هذه العلوم؟!!

وفي هذه المقالة سوف نعالج قضية مهمة هي موضع شكّ عند بعض أعداء القرآن، وكذلك هي موضع عدم اقتناع عند بعض المسلمين، ألا وهي نظرية الانفجار الكبير، ونظرية الانسحاق الكبير، وهل صحيح أن القرآن قد تحدث بمنتهى الدقة العلمية عن هاتين النظريتين، وهل صحيح أن الكون بدأ بانفجار كما يقول العلماء اليوم؟ لنبدأ رحلتنا العلمية في رحاب آيات هذا القرآن.

المعجزة المتجدِّدة

يتميَّز كتاب الله تعالى بأنه يخاطب العقل والروح معاً، فيتحدث عن الحقائق العلمية وبالوقت نفسه يدعم هذه الحقائق بالهدف منها، وهو الوصول إلى الله تعالى، أي يتخذ من الحقيقة العلمية وسيلة للتقرب من الخالق جلَّ شأنه. وكلما اكتشف العلماء حقائق علمية جديدة كان للقرآن السَّبق في ذلك، فنحن في كتاب الله أمام معجزة متجددة تناسب كل زمان ومكان، فالقرآن كتاب مُعجزٌ للبشر جميعاً كلٌّ حسب اختصاصه.

فمن أحبَّ أن يعرف نبأ السابقين فليقرأ القرآن، ومن أحبَّ أن يدرك الحقيقة الحاضرة فسيجدها في هذا القرآن، ومن أراد أن يُبحر إلى عالم المستقبل فعليه أن يفتح قلبه أمام هذا القرآن. والميزة التي تميزت بها معجزة سيد البشر عليه الصلاة والسلام، أنها معجزة مستمرة ومتجددة تأتي في كل عصر بإعجاز جديد يناسب لغة هذا العصر.

فجميع المعجزات السابقة لرسالة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كانت محددة في زمان ومكان، بينما المعجزة القرآنية تجاوزت حدود الزمان والمكان وحتى حدود اللغة. فالحقائق العلمية التي يقررها العلم الحديث هي ذاتها في جميع أنحاء العالم.

دعوة القرآن للتفكر في الكون

تأمل معي هذا النص القرآني الرائع عن التفكر في مخلوقات الله تبارك وتعالى: (ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض) [آل عمران: 191]. هذه دعوة من الله تعالى لكل ذي لبّ أن يتفكر في خلق السماوات وخلق الأرض، ونحن نستجيب لنداء الحق سبحانه لنعيش رحلة ممتعة من التفكر في آيات الله الكونية والعلمية.

وهذا خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام ينظر في ملكوت السماوات والأرض ليزداد يقيناً بالله تعالى: (وكذلك نُري إبراهيمَ ملكوتَ السماواتِ والأرض وليكون من الموقنين) [الأنعام: 75]. هذه الآية العظيمة تؤكد بأن رؤية مخلوقات الله في السماء والأرض والتفكر فيها يجعل المؤمن من الموقنين، وما أحوجنا في عصر كهذا لمزيد من اليقين والثقة والإيمان بالله عز وجل ولقائه.

وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستيقظ ليلاً فيخرج ويتفكّر في خلق السماء، فالمؤمن عندما ينظر في خلق الله يدرك عَظَمة الخالق جل جلاله، ويدرك أن كل كلمة في هذا القرآن هي حقٌّ من عند الله تعالى، ويدرك أن قدرة الله أكبر من كل شيء.

ومن الخطأ الجسيم أن يظن المؤمن أنه ليس بحاجة للإعجاز العلمي ما دام مؤمناً! فالمؤمن بحاجة مستمرة لآيات تزيده ثباتاً على الحق خصوصاً في عصرنا هذا. والمؤمن لا ينبغي له أن يكون في عزلة عن علوم عصره وتطوراته، بل يجب أن يكون سباقاً لهذه العلوم بل يتفوق على غيره.

إن الذي يتأمل مخلوقات هذا الكون والنظام المحكم الذي قدره الله تعالى لكل نجم وكل مجرة وحتى كل ذرة، يدرك عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ويدرك أن الله أكبر وأعظم من أي شيء. وهذا هو هدف التفكر في خلق الله تبارك شأنه، فالمؤمن الذي أحبَّ الله ورضي به ربّاً لا بد أن يكون في شوق لمعرفة المزيد عن هذا الإله العظيم، والتفكر في خلق الله هو وسيلة لمعرفة من هو الله!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شكل (1) إن القرآن العظيم يدعونا للتفكر في خلق الله عز وجل، بل ويدعونا إلى البحث العلمي والنظر في كيفية نشوء الكون وبداية الخلق، يقول تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20]. والسؤال: أليس القرآن هو أول من دعا إلى البحث العلمي من خلال هذه الآية العظيمة؟!

القرآن يتحدث عن تمدد الكون

حتى بداية القرن العشرين كان العلماء يظنون بأن هذا الكون ثابت لا يتغيَّر، وُجد هكذا وسيستمر إلى مالا نهاية على ما هو عليه. فالشمس تطلع كل يوم من الشرق وتغيب من الغرب، والقمر أيضاً له منازل محددة طيلة الشهر، وفصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تتعاقب باستمرار، والنجوم هي هي.

في ظل هذه الرؤية، من كان يتخيَّل بأن حجم الكون يكبر ويتوسع باستمرار؟ هل يمكن لعقل بشري أن يتصور بأن السماء كلها تتمدَّد وتتوسع؟ ولكن في النصف الأول من القرن العشرين تم اختراع أجهزة دقيقة قادرة على تحليل الضوء القادم من النجوم البعيدة، وكانت المفاجأة التي أذهلت العالم هي انحراف هذا الضوء نحو اللون الأحمر، ولكن ماذا يعني ذلك؟

إذا نظرنا إلى نجم عبر التلسكوب المكبِّر وقمنا بتحليل الطيف الضوئي الصادر عنه، لدينا ثلاثة احتمالات:

1ـ إذا كانت المسافة التي تفصلنا عن هذا النجم ثابتة نرى ألوان الطيف الضوئي القادم منه كما هي.

2ـ إذا كان النجم يقترب منا فإن الطيف الضوئي في هذه الحالة يعاني انحرافاً نحو اللون الأزرق باتجاه الأمواج القصيرة للضوء، وكأن هذه الأمواج تنضغط.

3ـ إذا كان النجم يبتعد عنا فإن طيفه الضوئي ينحرف نحو اللون الأحمر، باتجاه الأمواج الطويلة للضوء، وكأن هذه الأمواج تتمدد.

والنتيجة التي حصل عليها علماء الفلك أن معظم المجرات البعيدة عنا تهرب مبتعدة بسرعات كبيرة قد تبلغ آلاف الكيلومترات في الثانية الواحدة! لذلك نجد ضوءها منحرفاً نحو اللون الأحمر. وبعد تطور أجهزة القياس والتحليل وباستخدام برامج الكمبيوتر تم تأكيد هذه الحقيقة العلمية، حتى إننا نجد اليوم أي بحث كوني ينطلق من هذه الحقيقة اليقينية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شكل (2) يعتقد جميع العلماء اليوم بأن الكون يتوسع بسرعات مذهلة، وهذا الرسم المأخوذ من موقع وكالة ناسا للفضاء يوضح أن الكون بدأ من نقطة واحدة هي الانفجار الكبير وتوسع ولا زال يتوسع، وهذا ما نجده في قول الحق عزّ وجل: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون).

والآن نأتي إلى كتاب المولى عزَّ شأنه، ماذا يخبرنا عالم الغيب والشهادة؟ يقول تعالى عن توسع السماء: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) [الذاريات: 47]. وتأمل معي كلمة (لموسعون) التي تعبر بدقة تامة عن توسع الكون باستمرار، فالكون كان يتوسع في الماضي وهو اليوم يتوسع وسوف يستمر كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهذه التوسعات للكون في الماضي والحاضر والمستقبل تجمعها كلمة واحدة هي (لموسعون).

في هذه الآية يضيف البيان القرآني شيئاً جديداً قبل الحديث عن التوسع وهو الحديث عن البناء، وهذه حقيقة كونية أثبتها العلم مؤخراً، وهي أن الكون هو بناء متكامل لا وجود فيه للفراغ أبداً. فالطاقة والمادة تملآن المكان كله، ونجد مصطلحاً علميّاً هو (الفضاء)، هذا الفضاء لا وجود له حقيقة، بل كل نقطة من نقاط الكون مشغولة بالطاقة وبأجسام أصغر من الذرة بكثير تسمَّى الأشعة الكونية.

وهنا يتفوق القرآن على العلم من جديد، فالعلم يتحدث عن (فضاء) والقرآن يتحدث عن (بناء)، وكلمة (بناء) هي الكلمة الأنسب علمياً لوصف السماء. كما أن القرآن تحدث عن إمكانية معرفة بنية السماء، يقول تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء كيف بنيناها وزيّنّاها) [ق: 6].

حتى إن علماء الفلك اليوم يطلقون على مادة الكون مصطلح (النسيج الكوني)، بعدما ثبت لهم أن الكون ذو بنية نسيجية، وقد لا نعجب إذا علمنا أن هنالك علماً يدرس بناء الكون أو بنيته النسيجية هذه. هذه البنية النسيجية تحدث عنها القرآن أيضاً بوضوح! ولكن ما هي الآية التي تقرر هذا النوع من بنية الكون؟ نحن نعلم بأن النسيج يُحبك حبكاً ليصبح متيناً وقابلاً للاستعمال. فالإنسان لا يستفيد شيئاً من خيوط النسيج إذا لم تكن محبوكة ومترابطة لتشكل له لباساً يحتمي به.

لذلك نجد القرآن يتحدث عن البنية النسيجية بكلمة واحدة هي (الحُبُك) يقول تعالى: (والسماء ذات الحُبُك) [الذاريات: 7]. إذا نظرنا إلى الكون من الخارج رأينا نسيجاً رائعاً متماسكاً ومحبوكاً بدقة فائقة يتألف من آلاف الملايين من المجرات والغبار الكوني وأشياء يعجز العلم حتى الآن عن إدراكها... كل هذا وصفه الله تعالى بثلاث كلمات (والسماء ذات الحُبُك).

القرآن يتحدث عن بداية للكون

هل للكون بداية؟ وكيف بدأ الكون؟ وكيف كان شكله؟ ومتى بدأ؟ وإلى أين يسير؟ هذه أسئلة طرحها الإنسان منذ القديم، ولكن لم تبدأ الإجابة عنها بشكل علمي إلا منذ بداية القرن العشرين، فماذا يخبرنا علماء الفلك، وما هي الحقائق العلمية التي وصلوا إليها؟

منذ نصف قرن تقريباً بدأ العلماء يرصدون الأمواج الكهرطيسية القادمة إلى الأرض، وقاموا بتحليل هذه الأمواج وتبين أنها تعود لآلاف الملايين من السنين! معظم العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أجمعوا على أن هذا النوع من الأشعة ناتج عن بقايا انفجار عظيم وعادوا بذاكرتهم إلى بداية الكون وتوسُّعه فاكتشفوا أن الكون كله قد بدأ من نقطة واحدة!







توقيع : عمرو عبده
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة