عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 22 / 01 / 2006, 04 : 07 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : منوعـــــات 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,615 1.06 يوميا 392 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

قطع الأرقاب ولا قطع الأرزاق!!

توضع القضية بين يدي القاضي من المدعي العام، بإدانة المدعى عليه الماثل أمامه، والمطلق سراحه بإدانته لشرب المسكر، وطلب المدعي العام الحكم عليه بإقامة حد شرب المسكر، وتعزيره على سوابقه التي بلغت عشر سوابق، كلها تناول المسكر، ودونما رادع، وبعد أن تصفح القاضي المعاملة، قام القاضي بتوجيه ونصح المدعى عليه، وتذكيره بحق الله عز وجل، وتذكيره ما عليه من حقوق تجاه أولاده ووالديه وزوجه، وتذكيره الحساب الأخروي، ثم عليه التوبة، فقطع المدعى عليه كلام القاضي، وقال: (أنا عارف كل هذا.. لكن أنا مشغول الآن، عطني ثمانين جلدة، واتركني أمشي، أنا وراي عمل)، هكذا أجاب.
فتعجب القاضي من وقاحة قوله، وشناعة تصرفه، فرأى القاضي أن يحكم عليه بالحد الشرعي لاعترافه بذلك، أن يحكم عليه لسوابقه الكثيرة المدونة في الكشف، التي صادق عليها المدعى عليه، وذكر المدعى عليه بحديث علي - رضي الله عنه - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا شرب في المرة الأولى فاجلدوه فإن شرب في المرة الثانية فاجلدوه فإن شرب في المرة الثالثة فاجلدوه فإن شرب في المرة الرابعة فاقتلوه)، فخطم كلام القاضي، وقال: (القتل أهون عليَّ من قطع رزقي، وفصلي من عملي، أقتلوني ولا تسجنوني!!).
وبعد تأمل الموضوع من القاضي، أعلن الحكم على المدعى عليه بقوله: حكمت عليك بإقامة حد شرب المسكر ثمانين جلدة دفعة واحدة، كما حكمت عليك بالسجن تعزيراً سنة، وجلدك ثلاثمائة جلدة على السوابق، ورأى القاضي علاجه بأحد المستشفيات المتخصصة في علاج مدمني المخدرات، فما أن انتهى القاضي، إلا وهجم المدعى عليه على القاضي يريد أن ينال منه، وقال: قطعت رزقي، وكانت الطاولة كبيرة، فلم يستطع من الوصول للقاضي فحاول أن يدخل مع مدخل القاضي إلا أن الكاتب كان جسيماً مما صد به أن يمنع المدعى عليه من الوصول إلى القاضي، وجاء الحرس وتم فك النزاع، ولما هدأت العاصفة، لم يجدوا المدعى عليه، فبحثوا عنه فلم يجدوه، فظن الجميع أنه خرج يتربص بالقاضي حين خروجه من المحكمة بسلاح أو غيره، مما حدا بالجدية بالبحث، ولكن بدون جدوى، فتم التشديد على حراسة القاضي بعد الصلاة، ولله الحمد لم تكن هناك أي إشكالات، وبعد الظهر، وقبل نهاية الدوام، جاء الرجل المدعى عليه، لوحده للمحكمة، ويدخل فناءها، ويدخل مكتب موظفي القاضي، يسألهم عن معاملته، وماذا تم بها، ولم يعرفوه من كثرة الأعمال، فلما رآه القاضي عرفه، وأمر بالقبض عليه وطلب القاضي تحليله، وفعلاً وجده متعاطياً للمسكر (وما زالت آثاره باقية فيه).
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان يارب العالمين، ولا شك أن هذه هي أم الخبائث، وهذا هو تأثيرها على متعاطيها، حيث لا مبالاة، ولا شعور بالمسؤولية، ولا إحساس بالرعية، ولا حرص على العمل ومصادر الرزق، إنها الخمرة، وإنها لحرام بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تحريماً قاطعاً، وقد قرر العلماء أن حفظ العقل من الضرورات الخمس التي جاء الإسلام لحفظها، والخمرة من أشد ما يفتك بالعقل ويضره، ولا يشك أحد في أن سعادة الإنسان معقودة بحفظ عقله الذي به رفع الله شأن الإنسان، وفضله وكرمه مع الدين على كثير من خلقه، وحرمة الخمر بائنة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}، ومن السنة قال - عليه الصلاة والسلام - (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن).



روى القصة محمد بن إبراهيم العباد رئيس المحكمة الشرعية بالعلا







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
مشاركة محذوفة