قال الشاعر:
تغرّب عن الأوطان في طلب العُلى

وسافر ففي الأسفار خمسُ فوائد

أعتقد أن تلك الخمس نقصت ... بدأت تتوارى.. أو تتلاشى. تحفّظ الناس على سلوك السّفر كلما حلّت إجازة. كان الناس يسافرون من نجد طلباً للتجارة والبحث عن الرزق ويتحملون التحديات. فقبل استتباب الأمن في بلادنا المملكة العربية السعودية كان المسافرون يسيرون في البراري زمراً وجماعات، وكأنهم وحدة عسكرية... معهم سلاح ومعهم أيضاً ما يسمّى ب...«الرفقة» وهو رجل من القبيلة التي سوف يمرون عبر أراضيها. يأخذ مقابلاً لقاء عبورهم (ترانسيت) واجتياز أراضي القبيلة. ثم يذكُر لهم «رفقة »أخرى يعبر بهم أراضي القبيلة التي تلي، وهكذا. ربما يكون هذا الترتيب في إيابهم، محملين بالبضائع. يلجأ المسافر إلى ذاك السلوك كي يتجنب النهب والسلب وربما القتل. وأبناء «العقيلات» يذكرون هذه القصص ويؤكدونها.

الآن صار المسافر لا يخشى السلب والنهب بقدر ما يخشى الآتي:

- الإيدز - مرض نقص المناعة.

- انفلونزا الطيور. والانفلونزا من غير الطيور...!

- التفتيش الصارم في مطارات الوصول، بما يرافقها من فحص إليكتروني وكلاب وحواجز ومخافر.

- صعوبة - وربما استحالة - الحصول على تأشيرة من أكثر البلدان.

- الترقب والحذر أثناء نزول الفنادق، واحتمال سرقة النقود وجواز السفر.

هل في الأسفار خمس فوائد؟ أم عشر مصائب


عبدالعزيز المحمد الذكير