قبل نحو عام فوجئت بأن المشروب الذي كنت سأشربه في مقهى نسائي قد انتهت مدة صلاحيته
منذ شهرين وسألت صاحبة المحل عن المراقبة والتفتيش والمتابعة من قِبل البلدية.
واعترفت أن لا أحد يزورهم فيكفي أن يكتب على المحل (ممنوع دخول الرجال) لتكون تلك
العبارة فرصة سحرية لبيع كل شيء وأي شيء.. (!!!).
** وتقول إن لا أحد يطرق بابهم من أي جهة إشرافية عدا بعض مندوبي هيئة الأمر
بالمعروف الذين يتركون أمام الباب مغلفاً كبيراً عن تحريم النمص وأهمية الحجاب
وبعضاً من الوصايا والأحكام الشرعية المعروفة سلفاً ولكن لا أحد يملك القدرة على
التعرّف على ما يدور داخل المكان النسائي المغلق..
ونحن في هذا الوحيدون في العالم على ما يبدو الذين نعطي تراخيص لفتح مشاغل نسائية،
بينما تتحوّل تدريجياً إلى صالون حلاقة ومشغل ومقهى وصالة عرض أزياء وتصوير
فوتوغرافي وتصوير فيديو وناد رياضي.. والقائمة ما زالت مفتوحة وعلى استعداد للزيادة
والابتكار طالما أن في ذلك مزيداً من الكسب.
** وهذه الأماكن مهمة جداً بالنسبة للنساء.. فهل تعيش المرأة بلا تزيّن وجمال
ورياضة ورشاقة ولقاءات مع الصديقات والزميلات في أماكن هادئة ومأمونة.
لكن المزعج في هذه الأماكن هو أنها مغلقة عن كل شيء.. حتى عن هواء وشمس المراقبة
والمتابعة.. ونحن نعرف أن التجارة مجال يداخله الطمع والاستغلال وتحتاج إلى إشراف
وحماية مستهلك ومتابعة لمثل هذه الأماكن وما يدور فيها وخلف جدرانها المصمتة..
** أخيراً..
عيّنت وزارة العمل ثلاثين مفتشة مهمتهن الرقابة على المحال التجارية النسائية.
أخيراً ستدخل الشمس نحو الأماكن التي ظلّت عبارة (ممنوع دخول الرجال) تجعلها عالماً
مبهماً ينمو خلف الأسوار في غفلة عن كل شيء الجيد جيد من نفسه.. والسيئ سيئ لأنه
يؤمن قال من أمرك قال من نهاني..
خطوة موفّقة وغاية في الأهمية.. ولتقتحم المرأة المزيد من المجالات التي تعين على
تقديم خدمات سليمة ومعافاة وبعيدة عن كل أساليب المتاجرة والاستغلال.. ونحن بانتظار
الخطوة الأهم وهي تأنيث البائعات في محال الألبسة وأدوات الزينة النسائية..
فقد تأخرنا فيها كثيراً.. لكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي.. دعوا التفاؤل
بساطاً تسيرون عليه.

من بريدي لهذا اليوم
للكاتبة فاطمة العتيبي

*ملاحظة:كنت أبكتبه عند الحريم وسوالفهن بس لقيته مأمن خايفين من الرجاجيل بس لقيت هذي الزاوية مناسبة أيضاً .