خير الزائرين
********
تعاليت يا ذا الجلال و الاكرام
سبحانك اذ أهديتنى هذا المنام
فبين أطياف الرؤيا و الأحلام
كان زائرى محمدا خير الأنام
لهف قلبى فرحة فالكواكب فى ازدحام
لنور تجلى بالثنا ليقرؤنى السلام
تحاورت و تبارت أضوائها بانسجام
فكأن الدنيا أشرقت بعد أن طال الظلام
و اذا بطيف يهمس موقذا اياى بالابتسام
قم لترى فيوض النور ولتسمع عذب الكلام

أنظر ذاك اسم الله للدجى العلياء زان
سجدت لنوره الملائكة و الأنس و الجان
قد تجلى اليك فأكرمك من بنى الانسان
هيا انهض و استفق فالكل لك اليوم ندمان
و املأ كأس الليالى من نضيب العينان
و أنظر من أتاك زائرا من قبل الرحمن
و أمهل القلب فما أسعده اليوم فى الزمان
و سبح باسم ربك الذى يجل المكان
تلك زيارة خير ما كانت لك بحسبان
فأرتقب نور الهدى فقد أطلق العنان

و اذا بقلبى يرتجف و يطلب عون رب رؤوف
فكأن مواكب الأنوار بالدجى حولى تطوف
و اذا بنسيم عليل كالطيب من عطر القطوف
و الكون كله فى سجود و القلب يدق الدفوف
أواه يا قلب من هو ؟! انه أشرف الضيوف
هو النبى هو طه بقوله العذب المألوف
هو المشفع و الشفيع يوم تحتشد الصفوف
فمد يداه الشريفة ليطمئن القلب الملهوف

صحبنى فى موكبا يزدان بنوره البدور
و عبر بى بيداءا و بحرا و طرفى بدمعى مغمور
فأشار لى نحو واد كل من فيه يدور
و اذا بباب السلام و اذا بالبيت المعمور
و جئت زمزم متوضئا من مائه العذب الطهور
و شربت فكأن الماء قد أطفىء اللظى المسجور
طوفنا بالبيت سويا أنا و الهادى الى النور
ثم صلى بنا اماما و الملائكة حولى و الحور
خلف مقام الخليل سجدت و دعوت بقلبى الصبور
ليلهمنى أن أصبر و يجعلنى عبدا شكور

و بعد السعى وقفنا بعرفة نطلب مغفرة الذنوب
سابقت الطوفان دمعا و الفؤاد لله يتوب
ثم أفضنا بمشعر فيه قد اهتدت القلوب
فأبكيت معى النجوم و رجمت ابليس المغلوب
فما أحقره هذا اليوم بسخط علام الغيوب
و طوفنا طواف الوداع و لكم فيه الفؤاد يذوب
و أتممنا مناسكنا بالأمانى أن لهذا البيت نؤوب
و هدانى سبيل العودة مع داع الهوى المهيوب
سلام الله وصلاته عليك يا حبيبى يا مفرج الكروب
يا خير الزائرين يا سيدى يا حبيب يا محبوب

عاشق الحرمين/عز الدين محمود