27 / 02 / 2006, 57 : 10 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
كاتب الموضوع
:
SALMAN
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,615 |
1.06 يوميا |
|
|
392 |
10 |
|
|
|
|
مشاركة: الخيال خلاَّق أو هدَّام
ويرى باسكال بأن المجتمعات تُنَشِّئ أفرادها على خيال جانح هدام فمواقف أي مجتمع من المجتمعات الأخرى هي مواقف تتنافى: «مع العدالة ومع حكم العقل وطبيعة الفضيلة فتفرض قوانين المجتمع أشدَّ عقاب وتُبرر الحروب قتل الأبرياء وتجعل من القتل رمزاً على الشجاعة والوطنية. إن القوة تفرض أي قانون أو أي حكم مهما ابتعد عن العقل والمنطق وتبقى على فرضهما حتى يصبحا مشروعين مقبولين بحكم الزمن والعادة». إن حركة الخيال واتجاهات هذه الحركة مرتبطة بما اعتاده الإنسان أما العادة فمصدرها تكرار الفعل وأما الاهتمامات السائدة في المجتمع فهي تتحدَّد بمنظومة القيم فالإنسان يتحرك مدفوعاً بهذه الاهتمامات ومع تكرار الفعل تتحول إلى عادة وإلى طبيعة ثانية راسخة فيصبح تخليه من عادة متبلورة ومستقرة أشبه بالمجالات.
لقد انتبه توماس فريد مان في كتابه الضخم الأخير (تاريخٌ موجز للقرن الواحد والعشرين) لأهمية اتجاه الخيال فقارن بين الخيال البنَّاء الذي حرَّك مجتمعات شرق أوروبا ودفعها إلى هدم جدار برلين والخروج من نطاق الستار الحديدي الذي كان قد فرضه الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية التي كانت تدور في فلكه وتخضع لتوجيهاته وبين الخيال الهدَّام الذي خطط لضرب برجي مركز التجارة العالمية فيقول: «حياتنا تأثرت بتاريخين اثنين: 9/11 و11/9 ويمثل هذان التاريخان الشكلين المتنافسين للعمل في العالم اليوم: الخيال الخلاَّق لتاريخ 9/11 والخيال الهدام لتاريخ 11/9 الأول هَدَم جداراً وفَتَح نوافذ العالم وقد فَتَحَ نصف العالم (الذي كان خلف الستار الحديدي) وجَعَل مواطنيه شركاءنا ومنافسينا المحتملين والثاني أسقط مركز التجارة العالمية مُغلقاً نوافذه على العالم واضعاً جدراناً جديدة غير مرئية وملموسة بين الناس بينما كنا نعتقد أن 9/11 قد أزال الجدران إلى الأبد لقد كان وراء انهيار جدار برلين في 9/1 شعبٌ آخر تجرأ على تخيُّل عالم منفتح ومختلف - عالم يكون فيه كل إنسان حُرّاً في تحقيق قدرته الكاملة واستجمع بعد ذلك الجرأة للعمل بمقتضى ذلك الخيال» لقد توَّهم الغرب بعد انهيار المعسكر الشيوعي وتفكُّك دوله وسقوط جدار برلين أن التاريخ بلغ نهايته وأن الإنسانية سوف تتجه كلُّها إلى تبنِّي النظام الغربي الليبرالي ولكن ابتهاج الغرب بهذه النهاية لم يدم سوى بضع سنوات ثم فوجئ بما لم يكن يتوقعه بضرب برجي مركز التجارة العالمية فأحسَّ بالفاجعة والهوان فتوارت أوهام نهاية التاريخ وحلَّ محلها التحفُّز لحرب طويلة طرفها الآخر يظهر في أي مكان من حيث لا يتوقعه أحد فأصبحت حرباً غير متكافئة لأنها ليست حرباً بين جيشين متواجهين وإنما الطرف الآخر فردٌ أو بضعة أفراد يندسون بين الجموع ويُحدثون من الضرر ما يثير الهلع والرعب لشعب بأكمله أو لشعوب الأرض كلها لأنهم يقتلون بشكل جماعي وبصورة عشوائية دون تميز لذلك فإن الابتهاج العالمي بانهيار الشيوعية وبسقوط جدار برلين قد قوَّضته أحداث 11/9 وكما يقول توماس فريد مان: «لقد غيَّر 11/9 كلَّ ذلك لقد أظهر لنا قوة نوع آخر من الخيال أظهر لنا قوة مجموعة من الرجال الحاقدين الذي أمضوا عدة سنوات يتخيَّلون كيف يقتلون أكبر عدد ممكن من الأبرياء» ويوضح فريد مان كيف تغيّرت الأمور وكيف أن إقلاق العالم لم يعد محتاجاً إلى قوى دولية كبرى واستعدادات عسكرية عظيمة وإنما أصبح بوسع عدد من الأفراد أن يثيروا الرعب في كل العالم وينتهي إلى القول: «لذا فإن التفكير في كيفية حفز الخيالات الايجابية يُحْظى بالأهمية الكبرى» وينتهي إلى التأكيد بأن: هناك طريقتان لتسطيح العالم: إحداهما استخدام خيالك لجعل الجميع على مستوى واحد والأخرى استخدام خيالك لإسقاط الجميع.
إن الخيال منحةٌ كبرى وهو يجعل الإنسان يجول في العالم وهو جالس في غرفته أو مكتبه ويتصور بهذه القدرة الماضي والحاضر والمستقبل ولكن هذه الهبة العظيمة قد تُستثمر في البناء وقد تُستغل في الهدم.
ابراهيم البليهي
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|