فاصلة:
تندمل من المظلوم جراحه إذا انكسر من الظالم جناحه

- حكمة عربية -


هناك قاعدة مهمة في العلاقات الإنسانية تؤمن بأنه لا يمكن لفرد أن يساعد الآخر بدون رغبة هذا الآخر في التخلص من وضعه بمعنى لا يمكن لأي إنسان أن ينقذ غريقاً لا يستنجد.

في الأسبوع الماضي تلقيت مكالمة من فتاة تخبرني ان امرأة مسجونة في بيتها تحتاج إلى المساعدة طلبت من الفتاة أن تعطيني معلومات عن المرأة مثل رقم الهاتف أو الجوال وفعلت ذلك، ومباشرة اتصلت بالاستاذة نورة الجميح إحدى عضوات لجنة حقوق الإنسان التي لم تتوان عن الاهتمام بالموضوع وبعد بضع ساعات اتصلت بي نورة لتخبرني ان المرأة بالفعل تعيش مع ابنتها في شقة وقد أغلق عليها أخوها الباب وسافر على حد قولها وهو الآن غائب لأكثر من عشرة أيام.

أخبرتني نورة ان المرأة خائفة وهي تتحدث عبر الهاتف ورفضت أي مساعدة رغم تطمينها لها بأنهم جمعية ويستطيعون مساعدتها إلا أن السيدة رفضت أي مساعدة وقاومت حتى أن تخرج من سجنها هذا.

كما أنها رفضت مساعدة جارتها التي قامت بالاتصال بي وأعطتني هواتفها بعد أن تعبت من محاولة تقديم المساعدة لها دون جدوى.

بالله عليكم ما تسمون حالة كهذه؟

لماذا يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من تعذيب الذات والخوف من الآخر؟

ما ذنب الطفلة إذا مرضت ولم تستطع الأم أن تذهب بها إلى الطبيب فباب الشقة مغلق بالمفتاح؟

وكيف ترفض الأم أي تدخل لصالحها وكأنها موافقة على عقابها والطفلة؟

انها بالفعل صورة أليمة لضعف النساء اللواتي يقبلن الظلم.

كيف تجرأ الأخ على سجن اخته في الشقة مع ابنتها الصغيرة دون شفقة؟

أرجو ألا نتحدث عن خطأ ارتكبته المرأة فمهما كان الخطأ فلا يوجد مبرر لإيقاع مثل هذا العقاب على نفس بشرية.

ما أرحم رسول البشرية صلوات الله وسلامه عليه حينما أخبرنا عن المرأة التي دخلت النار بسبب قطة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

أما أن تسجن امرأة وليس قطة فهو موضوع يمر مرور الكرام في عالم استطاع فيه الإنسان أن يصور أبشع صور الظلم.. هذا العالم لا يمكن أن يكون عادلاً مع من ظلم نفسه



ناهد سعيد باشطح