مدخل للشاعر شباب السلمي:
يقولون الرجال الذكر يبقى والعمار تبيد

وزلات اللسان أشد من زلات الاقدامي

صحيح أن عثرة القدم - لا سمح الله - أسلم بكثير من عثرة اللسان.. فعثرة القدم بالرغم من شدة آلامها، وكثرة أوجاعها.. إلا انها أهون بكثير من عثرة اللسان فعثرة القدم لاتتعدى حدود الشخص نفسه عكس عثرة اللسان التي تطول الآخرين وتجرح مشاعرهم وكرامتهم وتسبب ما لا تحمد عقباه بين الجماعات والأفراد من مشاحنة، وبغضاء، وفراق، وتجافٍ.. فيصعب بعد ذلك ويتعذر رضاهم، وليس من السهولة التي يتصورها ذلك الشخص الذي زل بلسانه وأطلق له العنان فهذا الأمر خطير جداً ولا يتفق مع مبادئ وسماحة ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحث على المحبة، والألفة، والتآخي، وينبذ كل الصفات التي تسبب المشاحنات والتباغض.. ولو أدرك ذلك الشخص مدى خطورة عثرة اللسان فسوف يتحرى الدقة والصواب ويتمعن فيما يقوله من كلام ويحسب ألف حساب لهذا الموقف وفي هذا الشأن يقول الشاعر العربي:

يموت الفتى من عثرة لسانه

وليس يموت المرء من عثرة الرجل

فعثرته من فيه ترمي برأسه

وعثرته بالرجل تبرأ على مهل

ولا ريب أن عثرة اللسان من الأمور المؤسفة حقاً، فالشخص الذي يتطاول على الآخرين بكلامه البذيء، ويجرح شعورهم بما لا يليق، وبأساليب مختلفة يهدف من خلالها تحقيق غاية سيئة.. فهذه الأساليب لا تصدر إلا من أصحاب نفوس مريضة، وألسن تعودت على العثرات بلا حدود.

قبل النهاية

للشاعر راشد الخلاوي:

حذراك ضدك لا يرى فيك رقه

دك الجبال وعض بالغيض حاجبه

من هان نفسه للملا هان قدره

حتى تشوف الذر يسعى بغاربه



بكـر هذال