عادة ما نصنف المرء الذي يفكر بأنه إنسان إيجابي. لكن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق، فالتفكير إما أن يكون سلبياً وإما أن يكون إيجابياً. التفكير الإيجابي هو ذاك الذي ينعكس على حياة صاحبه تطويراً وتقدماً وعيشاً طيباً وسلماً، فيما التفكير السلبي هو الذي يقود صاحبه إلى كل ما لا يجدر به أن يفعله.
ثمة أناس كثيرون يُطرقون في التفكير، فلا يقودهم تفكيرهم إلاّ إلى مزيد من الهموم والكثير من الأرق، والاستمرار في استحضار الهواجيس التي «لا تودي ولا تجيب» في أحسن الحالات، وفي أسوأها فهي تودي صاحبها في مائة داهية كما يقول المصريون.

هؤلاء، الذين يفكرون بشكل سلبي، كما ذكرنا آنفاً، خير لهم ألا يفكروا، ولو أن مفهوم المخالفة بالنسبة لفلان تجعلهم أمواتاً عندما قال: «أنا أفكر، إذن أنا أعيش!».

تذكروا أن المجرمين والسارقين وأرباب المشكلات يفكرون قبل أن يرتكبوا حماقاتهم، وبالتالي، فليس كل تفكير، يمكن أن يؤدي بصاحبه إلى الإيجابية.

الإرهابيون فكروا قبل أن يفجروا في الرياض وبغداد، وأسامة بن لادن هو من اتخذ نتيجة لتفكيره قرار المضي في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقبل ذلك صدام حسين فكر قبل أن يغزو الكويت، وهولاكو قاده فكره إلى غزوته التي اصطلح التاريخ على تسميتها بعد ذلك سقوط بغداد، ومرتكبو جرائم سجن أبو غريب جرهم تفكيرهم إلى حماقاتهم، وإبليس فكر قبل أن يأكل من الشجرة التي منع منها.


كل هؤلاء وغيرهم، لو توقفوا عن التفكير لكان خيراً لنا ولهم، ولكنهم فكروا وهم يعتقدون أنهم يمتثلون لجميل أفكارهم...

ليس كل التفكير يقود إلى الإيجابية، ولذلك... توقف عن التفكير إن لم تكن النتيجة فاعلة باتجاه إيجابي...

تركي الدخيل