الأم المثالية بحتث بينى و بين نفسى عمن تستحق أن تكون الأم المثالية على مستوى البشرية فراحت نفسى تطوق إلى تكريم أمى رحمها الله و أسكنها فسيح جناته و لكن قلت هناك من هن أعظم قدرا و رفعة كأمهات المؤمنين رضى الله عنهن و أرضاهن ثم خلج بصدرى إحساس راح يدق النواقيص مزلزلا مشاعرى كيف تنسى قدرها و هى التى صفاها ربها و إصطفاها على نساء العالمين .. نعم هى السيدة العذراء البتول مريم إبنة عمران عليها السلام فلقد كرمها المولى عز و جل أفضل تكريم بما لم تكرم به إمرأة فى الوجود فأنزل سورة بإسمها فى القرآن الكريم و كرر ذكر إسمها فى ( 31 ) موضع من القرآن العظيم و لم يذكر إسم إمرأة غيرها مطلقا بالقرآن الكريم و أغلب ذكرها تكريم و إشادة بخلقها الكريم و نشأتها القويمة و إيمانها الذى لا يضاهى و إمتثالها لأمر ربها و جهادها و صبرها لذا كانت حقا الأم المثالية على مستوى البشرية جمعاء و من منطلق هذا التكريم أرى أنه لا توجد حرمانية مطلقا لتكريم الأم المثالية و تكريم الأمهات المثاليات خصوصا ممن ضربن الأمثلة فى خلقهن و أدبهن و تعاملاتهن مع أبنائهن و مع المجتمع من حولهن فنجد منهن قمم فى العلم و الريادة و العمل و لا ننسى نساءا حول النبى صلى الله عليه و سلم كن لهن مواقف حرية بالتكريم و الثناء و يكفى أن السيدة سمية أم عمار بن ياسر كانت أول شهيدة فى الإسلام و قد صبرت و تحملت ما لا يطقه أعتى الرجال و ثبتت على الحق و اليقين ليعلو شأن هذا الدين و السيدة خديجة رضى الله عنها و أرضاها أول أمهات المؤمنين و أول من آمنت برسالة خير الخلق محمد صلى الله عليه و سلم و السيدة حفصة التى ندين لها بحفظ القرآن الكريم و السيدة عائشة التى تعلمنا منها الدين و السنة النبوية المطهرة و رواة الحديث من الصحابيات الجليلات حيث لم تكذب راوية قط رضى الله عنهن أجمعين و حشرنا معهم تحت لواء سيد الأنام محمد عليه الصلاة و السلام يوم الزحام .. آمين .. فليكرم كل منا أمه بأفضل صيغة يمكنه الله جل و علا منها فهى أهل للتكريم كل وقت و حين فقد أمرنا أن ننزل الناس منازلهم .. إلى كل أم و إلى كل من قامت بدور الأمومة حتى مع الغرباء و إن لم تكن أم إلى نبع الحنان الربانى الصافى إلى ذوات القلوب الحانية و الإحساس المرهف إلى من ولكلهن الله فى الرحمة بأكمل معانيها على الأرض و إلى روح أمى الغالية رحمها الله و جمعنى بها فى مستقر رحمته أهدى قبلاتى و دعواتى و صلواتى و أفضل تكريم و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته . بقلم / عز الدين محمود