أوقفت السلطات السعودية إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينة المنورة الشيخ عبد الباري الثبيتي عن الخطابة، إثر إلقائه خطبة مثيرة للجدل حول المرأة.
وكان الشيخ الثبيتي ألقى خطبة الجمعة الأسبوع الجاري حول مكانة المرأة في الإسلام ودورها الذي حدده لها، تطرق فيها إلى أهمية الاحتكام لرأي العلماء الذي يمنع قيادة المرأة للسيارة، على حد قوله.
وقال الثبيتي إن "الأمة الإسلامية غفت دهرا من الزمن وغطت في سبات عميق فلما أفاقت من رقدتها بدأت تتلمس الطريق فانخدعت بعض الأقلام بزخرف الحضارة المادية وظنت أن محور التقدم ومفتاح الحضارة هو تحرير المرأة وتحررها من الدين.
وانتقد ما وصفه بـ"الحضارة المادية المعاصرة المزعومة" التي أدخلت المرأة في المجتمع بطريقة مريبة، فبدلا من أن تحصن أنوثتها ضد العبث تعمدت إطلاق الجانب الحيواني في البشر وجعلت من أنوثة المرأة فتنة تبعثر الإثم في كل مكان".
وأضاف أن دعاة هذه الحضارة "أخرجوها من البيت باسم الحرية والتحرر، وخلعوا عنها حجابها وكشفوا عن موطن الزينة والفتنة فيها، وتركوها تختلط بل أرغموها على الاختلاط بالرجال والخلوة بهم فقضوا بذلك على عزتها وكرامتها وقضوا على رسالتها الأساسية في المجتمع وهي الأمومة والزوجية".
وقارن بين حرية المرأة في هذه الحضارة وحريتها في الإسلام، واعتبر أنها بتحررها "تتألم وتئن مع تحملها ظلم الرجل وصعوبة الحياة وهي تحمل على أكتافها طفلا حرم حنان الأبوة ثم تستغل دعاية للسلع والمنتوجات"، وقال "إنها تعيش حرية جوفاء لا مضمون لها ولا ضابط يحفظ حدودها، حرية يفسرها كل قوم حسب أهوائهم".
ورأى أن الحرية في الإسلام "مستمدة من العبودية المطلقة لله وحده، وإذا استشعر الإنسان هذه العبودية تحرر من كل عبودية سواها، وهي حرية قاعدتها طاعة الزوج والولي وإقرار بمشروعية قوامته، حرية تجعل المرأة تتدفق حياء وتشرق طهرا حرية ميدانها الفسيح هو الأسرة وترعى شؤونها وتربي صغارها".
وأكد أن "السياج الآمن للحرية حجاب شرعي يستر مفاتن ويقضي على مسارب الشيطان في النفس والمجتمع أما التحرير المزعوم فهو مسخ لها ومسخ للرجل والمجتمع والأجيال".
وحذر الثبيتي من دعاة تحرير المرأة الذين يوهمونها بفكرة مساواتها مع الرجل وذكر بقوله تعالى "وليس الذكر كالأنثى" وبالاختلافات البنيوية والفكرية والاجتماعية بينهما التي تحول دون تساويهما.
وقال الثبيتي إن "للمرأة أن تعمل في وظائف مناسبة وفي ظروف خاصة لكن على أساس أن عملها الجليل هو أن تكون ربة بيت وسيدة أسرة وأن يكون جو العمل نقيا"، فوظيفة المرأة في الإسلام أجل وأسمى من "مزاحمتها للرجال والإضرار بهم وتقليل فرص عملهم وانهيار روابط الأسرة والسماح بالفوضى الخلقية".
وشدد على أن "وظيفة ربة البيت وتدبير شؤون منزلها الداخلية من أرقى الأعمال وإن التي تقدم لمجتمعها أبناء أقوياء متعلمين على خلق ودين خير من التي تدير آلة وتحضر نتاجا علميا".
وأثنى على تمسك مجلس الشورى السعودية بعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة و"إذعانه لحكم الشرع وقول العقل المتجرد من الهوى واحترام قول العلماء في هذا الشأن".
وفيما توقعت مصادر صحفية أن يكون إيقاف الشيخ الثبيتي عن الخطاب راجعا إلى هذه الخطبة لم تصدر السلطات السعودية ما يؤكد أو ينف ذلك.
المصدر
http://www.islamweb.net/ver2/Archive...ng=A&id=121912