عادات و تقاليد مصرية بقلم/عز الدين محمود

إشتهرت مصر عبر العصور بعاداتها و تقاليدها الأصيلة و الجميلة خاصة فى المناسبات الدينية مما يكسبها طابعا خاصا عنه فى سائر بلدان العالم فنجد لكل مناسبة طعما خاصا و طقوس معينة و من أشهر هذه المناسبات مايلى :-

•رمضان كريم
شهر رمضان هو أفضل شهور السنة و يستقبله المصريون بفرحة عارمة لا مثيل لها بل إنهم يعدوا لهذا الشهر الفضيل قبل موعده يشهور فيحضروا الياميش والمكسرات و شتى أنواع النتجات السلعية و لما عرف عن المصريين الكرم الزائد و الحب و الألفة نجد أن ليلة إستطلاع الهلال من أبهى الليالى و أبهجها و من ثم تجتمع العائلة بكامل أفرادها على الموائد طيلة هذا الشهر الكريم فى إحتفالية قد لا يوجد مثلها فى العالم أجمع فنرى الأنوار و الزينات على المساجد و فى الطرقات و نرى الإيمان يتجلى فى إجتماعهم على الصلوات خاصة التراويح و التهجد و تكثر موائد الرحمن و أعمال الخير فى تسابق و تسارع إلى الخيرات وكأننا أمام مباراه جائزتها العتق من النار و الرضا الإلهى و يشتهر هذا الشهر بنوعين من الحلوى أدخلهما الفاطميون ( الكنافة و القطايف ) و لا ننسى مدفع الإفطار و ترانيم المسحراتى و حلقات الذكر و مجالس السمر أو ما يسمى بالخيمة الرمضانية .

•الليلة عيد
فإذا كانت آخر ليالى رمضان إستعد الجميع بطقوس و عادات أخرى فيقومون بصنع الحلوى ( كعك العيد ) و هى عادة فاطمية أيضا و يجتمع فيها سائر أفراد الأسرة فى منظومة عملية رائعة فتتبارى العائلات بمستوى الإتقان و الآداء كما ثبت فى قلوب المصريين إحياء سنة نبوية شريفة و هى إرتداء الملابس الجديدة فى العيد و ينتظر الكل ليلة العيد ببهجة و سعادة غامرة و يخرج الكل فى مواكب إلى صلاة العيد بالتكبير و التحميد و التهليل و يتبادلون الحلوى مع الأهل و الأصدقاء و الجيران وينفقوا ما يطلق عليه لفظ العدية التى تعطى عادة للأطفال لإنفاقها فى شتى المباهج .
•يا جمالك يا خروف العيد
وبعد سبعون يوما تحديدا من نهاية رمضان و فى شهر ذى الحجة حيث يتوجه الحجيج من شتى بقاع الأرض إلى البيت الحرام لأداء فريضة الحج نجد إحتفالية آخرى بإحياء سنة مؤكدة هى ( الأضحية ) كل على قدر سعته و الأغلب أن تكون كبش أملح أشعر أقرن و عادة ما يتم تحضيرها قبل العيد بفترة لإدخال البهجة و السرور على الأسرة و بخاصة فرحة الأطفال بخروف العيد و يوم وقفة عرفه نجد أغلب المصريين صائمون حيث يكفر سيئات عامين كما أخبر الصادق المصدوق ( ص ) و يقضون ليلة العيد فى تجمع أسرى ملىء بالدفىء و قد لا ينامون هذه الليلة حتى يؤدوا صلاة العيد ثم ينحروا الأضاحى كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه يغفر للمضحى بأول قطرة من دمها و توزع الأضحية على ثلاثة أجزاء ثلث للفقراء وثلث هدية للأهل و الأصدقاء و ثلث لأهل البيت حيث تجتمع الأسرة على المائدة حول الأكلات الشهيرة و منها ( الرقاق و الفتة ) شتى أنواع اللحوم كما قال الشاعر ..
صفيف شواء أو قدير معجل
•هى دى مصر
جدير بالذكر أن جميع المناسبات الدينية و الإجتماعية فى مصر تظهر فيها الوحدة الوطنية فى تجانس لا مثيل له فى شتى أنحاء العالم حيث يشارك المسلمين الأخوة الأقباط أعيادهم فنرى التزاور و التواد و التراحم بين جميع طوائف الشعب فى نسيج واحد يهنىء بعضهم البعض فى سماحة تعلى شعار ( إن الدين لله و الوطن للجميع ) فمصر منذ الأذل أعظم و أكرم بلاد الدنيا و يكفى شرف نزول أولى الرسالات ( اليهودية ) على سيدنا موسى عليه السلام بمصر و عندما هرعت العائلة المقدسة إلى مصر وجدت بها الأمان و الكرم و لا تزال أعرق و أقدس الكنائس و الأديرة حتى بعد الفتح الإسلامى لمصر لم يفقد أهل الذمة و أهل الكتاب أيا من حقوقهم و مكانتهم الإجتماعية و إحترام عباداتهم بل يشارك الكل فى الإحتفال بأى مناسبة حتى لا تكاد تفرق بين ملة الأسر من فرط تقارب العادات و التقاليد .. نعم إن مصر التى كرمها الله بذكرها فى عدة مواضع من القرآن الكريم ولجأ غليها أغلب أهل البيت النبوى الشريف بعد الفتنة الكبرى ستظل على الدوام كنانة الله فى أرضه و أهلها فى رباط إلى يوم القيامة نعم هى مصر المحروسة .