01 / 05 / 2006, 07 : 06 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,618 |
1.05 يوميا |
|
|
393 |
10 |
|
|
|
|
العنوسة الطريق الوردي إلى زواج المسيار
من الواضح أننا في الاتجاه لتسهيل الزواج إلى أقصى حد.. وقد بدأ مجمع الفقه الإسلامي بأول هذه التسهيلات عندما أباح زواج المسيار، وهي إباحة على إباحة، فزواج المسيار موجود ومتَّبع وممارس من سنوات، ولا أعرف ما الجديد الذي أضافه المجمع على هذا الأمر، ربما لإقناع البقية القليلة المترددة. لا بأس أن نضع الخير على البركة، لا يختلف زواج المسيار عن العادي إلا بمسألة إخفاء الأمر عن الزوجة الأساسية، ومسألة إخفاء الأمر عن الزوجة ليس أمراً جديداً. فزواج المسيار هو ثمرة العلاقة المتناقضة بين الزوج وزوجته التي تأسست في السنوات العشرين المظلمة التي عاشها المجتمع. زواج المسيار هو امتداد للثقافة التي تكرِّس إقصاء المرأة عن الحياة بأبسط معانيها. فالرجل يغيب أسبوعاً على أساس أنه في مكة أو في انتداب، وهو في الواقع في القاهرة أو كازا. الرجل يحتفل بزواج صديق عزيز بينما هو في سهرة صغيرة محفوفة. فإخفاء الزوج حياته الحقيقية عن زوجته ليس جديداً، ولكن الجديد والتطوير فيه هو نقل الإخفاء إلى المناطق الشرعية من الحياة؛ أي شرعنة هذا الإقصاء ونقله وتجذيره في صميم العلاقة الوحيدة التي تشعر فيها المرأة ببعض الحقوق. إسقاط آخر بقية إحساس لدى المرأة بأن لها الحق في حياة هذا الرجل الذي تعيش معه.. هذا الزواج لن يؤثر على حياة أصحابه، بل سيتعداه إلى حياة كل امرأة. كيف تضمن المرأة (أيّ امرأة) الآن أن زوجها الحبيب اللطيف لا يعيش معها حياة مزيفة؟ وما النتائج التي سوف تترتب على نمو مشاعر الاغتراب على المرأة؛ فالشرعية التي وجدت لتحميها سهلت أمر خداعها وإقصائها عن صميم علاقتها العاطفية الوحيدة. والمدهش الجميل في الأمر سرعة ربط شرعنة هذا النوع من الزواج بحكاية العنوسة. يتردد أن المجتمع السعودي يعاني من مشكلة استراتيجية اسمها العنوسة. وقد سمعتُ أن عدد العوانس في المملكة بلغ أكثر من مليون ونصف مليون عانس. إذا عرفنا أن ستين في المائة من السعوديين تحت السن القانونية فهذا الرقم يعني أن ثلثي نساء المملكة عوانس. والذي يقبل هذا الرقم لا يتردد في قبول أن المملكة تعدُّ من أكثر دول العالم في عدد المواليد. فإذا قابلنا الرقمين سوف نخرج بنتيجة مؤدَّاها أن المجتمع السعودي أعجب مجتمع خلقه الله. المجتمع الذي استطاع أن يكون الأول في المواليد بثلث نسائه فقط؛ أي أن المجتمع استطاع أن يتبوأ المرتبة الأولى بثلث الطاقة.
في كل مرة أقرأ عن العوانس لم أقرأ أبداً تعريفاً للعانس: متى تصبح المرأة عانساً؟ متى تصبح المرأة جاهزة لتنقل إلى رفوف سوبر ماركت المسيار والتعدُّد؟ هل هناك سن معينة تسمى بعدها المرأة عانساً؟ هؤلاء الذين أقاموا الدراسات والإحصائيات والأرقام وتوصلوا إلى عدد العوانس في البلاد لماذا لم يحدِّدوا السن التي تصبح بعدها المرأة عانساً لا تستحق أكثر من جسد مسروق يزورها خلسة؟ ما العمر الذي حدَّدوه حتى تُنادى المرأة ب(عانس)؟. وفي نفس الوقت لماذا صمتوا عن الوجه الآخر من القضية؟ العنوسة تعني عدم الزواج، وعدم الزواج يعني الرجل بقدر ما يعني المرأة. السؤال إذن: ما نسبة العنوسة بين الرجال؟ إذا كان عدد العوانس في المملكة بلغ مليوناً ونصف المليون، فمن باب أولى أن يصبح عدد العوانس بين الذكور ضعف هذا الرقم، وخصوصاً بعد جواز زواج المسيار والتشجيع المستمر على التعدُّد. هذه التشريعات تسمح للرجل أن يرتبط بأكثر من امرأة ليرفع درجة العنوسة بين أقرانه. المنطق السليم يجب أن يقول: إن نسبة العنوسة بين الرجال تفوق أضعاف المرات نسبة العنوسة بين النساء. إذن الكارثة - إذا كان هناك كارثة - هي في أوساط الذكور لا في أوساط النساء. وللقضاء على العنوسة يفترض أن نضع معالجة لهذه الأنواع من الزواج، وأن نضع شروطاً إنسانية صارمة للتعدد؛ حتى لا يقتصر الزواج على عدد محدود من الرجال ويحرم منه البقية، وحتى لا نقذف بالمرأة في غياهب الاغتراب عن أبسط حقوقها العاطفية.
عبدالله بن بخيت
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|