23 / 04 / 2005, 44 : 10 AM
|
|
ادارة المهمات الخاصة للمنتدى
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
19 / 03 / 2005 |
4 |
2,831 |
0.39 يوميا |
|
|
296 |
10 |
|
|
|
|
الجهل بالحفاظ على سرية المعلومات
جاء مؤتمر أمن المعلومات المقام بإشراف الحرس الوطني بالرياض في محله، خاصة مع
زيادة الاعتماد على التقنيات وأجهزة الحاسب في تسيير كافة الخدمات العامة والخاصة،
يقابلها قلة وعي بين الأفراد في مدى أهمية الحفاظ على سرية وأمن المعلومات التي
تحويها هذه التقنيات. فالفرد الواحد عندما يراجع دائرة حكومية معينة، أو قطاع بنكي
أو مصرفي، أو حتى مستشفى، يطمئن إلى ان معلوماته وبياناته الخاصة التي سيعطيها لمسؤولي هذه القطاعات، ستحفظ داخل سجلات خاصة إما كمبيوترية أو ورقية وبالتالي،
لا يتوقع ان يطلع عليها سوى أصحاب الشأن الذين يسمح لهم بالاطلاع عليها لمصلحته.
ولكن الواقع ان هناك الكثير من المواقف التي نمر بها يومياً، تشير إلى ان مثل هذه القطاعات
لم تستوعب حتى الآن مسؤوليتها الكبيرة في الحفاظ على خصوصية المعلومة الموجودة لديها،
وتحتاج إلى توعية كاملة ومتابعة دقيقة لاحتواء هشاشة الحفاظ على سرية المعلومات،
التي من خلال رصد لبعض مواقف التقصير، نجد انها ناتجة عن جهل حقيقي من قبل بعض موظفي هذه القطاعات، أو إهمال أو كليهما.. على الرغم من أن أنظمة الأمن والحماية المستخدمة تكون جيدة.
أحد المواقف التي أنقلها لكم كانت عندما دخل أحدهم إلى بنك معين يريد أن يتابع رصيد بطاقته الائتمانية، فتفاجأ بموظف البنك ينادي زميله بصوت مرتفع ليملي عليه «الرقم السري»
للدخول على نظام عملاء البطاقات الائتمانية، ثم يسمع العميل، هو وعشرات العملاء الذين
كانوا معه داخل البنك، يسمعون الرقم السري - الذي لم يعد سرياً الآن - ثم يقوم الموظف بالدخول على النظام، ويطبع قائمة العملاء وأرقام البطاقات الائتمانية على ورقة. ويتركها
على مكتبه ويغادر، وتبقى الورقة - البالغة السرية - ملقاة بإهمال على مكتبه دون رقيب.. والتي يستطيع أي شخص متابع داخل البنك اختلاسها بكل بساطة واستخدام أرقام
البطاقات الائتمانية في القائمة.
موقف آخر داخل مستشفى حكومي، عندما دخل أحد المرضى على الطبيب، وفي حواره
مع هذا الطبيب، عرف أن أحد زملائه في العمل يراجع عند نفس الطبيب.. وتفاجأ بالطبيب
وهو يسرد له الحالة الصحية الكاملة لزميله في العمل، التي احتوت تفاصيل قد تكون محرجة لزميله. فلم يلتزم الطبيب بأخلاقيات مهنته، وإنما أيضاً لم يعرف مسؤوليته في الحفاظ على
سرية المعلومات التي وثق أحد مرضاه باطلاعه عليها..
موقف آخر داخل قطاع حكومي، عندما يدخل فني أجهزة التكييف لإصلاح عطل ما، ويترك
وحده ليعمل في مكتب يحوي أوراقاً وملفات بالغة السرية.. وما خفي كان أعظم!!
ولذا تأتي توعية الأفراد في أهمية الحفاظ على سرية المعلومات في المقدمة، قبل تقوية وتحصين أنظمة الحماية سواء كانت يدوية أو تقنية، لأن المسؤول الأول في الحفاظ على
النظام الأمني هم هؤلاء الأفراد. ومهما صرفت المبالغ على أنظمة أمن معلومات متطورة،
لن تكون مجدية أو ذات فائدة ما لم يكن القائمون عليها لديهم وعي بكيفية إدارتها.
ابتهال السامرائي
الرياض
|