للشعر لغة راقصة لكنها سامية , وسهلة لكنها ممتنعة , وسلسة لكنها مستعصية ,
لغة يتمنىأبلغ الناثرين أن يسمو إليها بيانا ورقة , ولكن هيهات أن يدرك الناثر شأوها
هذا الناطق الصامت الناظربلا عين والسامع بلا أذن , قال عنه البحتري :
طعان بأطراف القوافي كأنه
طعان بأطراف القنا المتكسر
وقال ابن المقفع : (( القلم بريد القلوب يخبر بالخبر وينظر بلا نظر ))
وقال الجاحظ : (( الدواة منهل , والقلم ماتح , والكتاب عطن ))
وقال عمرو بن مسعدة : (( الأقلام مطايا الفطن ))
وقال المأمون : (( لله در القلم كيف يحوك وشي المملكة ))
وقال جالينوس : (( القلم طبيب المنطق ))
وقال أحمد بن عبد الله : (( القلم راقد في الافئدة مستيقظ في الأفواه ))
وقيل : (( عقول الرجال تحت أقلامها ))
وقال العتابي : (( الأقلام مطايا والأذهان ))
وقال عبد الحميد : (( القلم شجرة ثمرتها الألفاظ والفكر بحر لؤلؤه الحكمة ))
وقيل : (( بري القلم تروى القلوب الظمئة ))
وقال ابن أبي داود : (( القلم سفير العقل ورسوله الأنبل ولسانه الأطول وترجمانه الأفضل ))
ووصف أحمد بن اسماعيل خطا حسنا فقال : ((لو كان نباتا لكان زهرا , ولو كان معدنا لكان تبرا , أو مذاقا لكان حلوا ,
أو شرابا لكان صفوا ))
وقالو : (( القلم أحد اللسانين , والعم أحد الأبوين ))
وقال آخر : (( القلم لسان اليد ))
وقالوا : (( القلم الرديء كالولد العاق ))
وقال أحدهم متبرما بالقلم ::
تبا لرزق نازل
من شق هذي القصبة
تبا له تبا له
ما أتعبه , ما أتعبه
وقالو : (( القلم قسيم الحكمة ))
وقال يحيي بن خالد البرمكي : (( الخط صورة روحها البيان , ويدها السرعة وقدمها التسوية , وجوارحها الفصول ))
وانا أقول : (( القلم نافذة للتعبير عن مكنون ومخزون فائض بالعلم والمعرفة