لا يعرف الرغبة في الانتقام من حاسديه ومنتقديه، ديدنه المحبة والوفاء والصفاء ونقاء النفس، اتخذ من جميل التعامل لحياته منهجا، والبشاشة لدى لقاء الآخرين هي لمحياه عنوان، وإكرام الضيف هي عادة اتخذها، وإبداء الرغبة في المساعدة للفقراء والمحتاجين والمساكين هي أكبر ما تتسم به روحه التواقة لفعل كل بر وخير.
نعم تلكم هي الصفات الطيبة والنبيلة التي جعلت منه بعد فضل الله تعالى وبتوفيق منه سبحانه بأن يحظى صاحب القلب الطيب بمحبة الناس له بدون قيود.. نعم أجبر الكثيرين على حبه وتقديره واحترامه بحبه لكل خير وبر، وبكل فعل حسن وطيب ونبيل، أحب الناس فأحبوه أحسن إليهم فأحسنوا له، نعم فلنكن كما كان لأنه قد قيل في الحكم والأمثال (كما تدين تدان) وقد قيل أيضا: (عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به).
إذا ليس صعبا أن تجعل الناس كلهم يحبونك، وأن تحظى بحبهم لك، وبتقديرهم واحترامهم أمراً لم يعد صعبا ذلك بأن الابتسامة والبشاشة لدى اللقاء، وببث روح التعاون على البر والتقوى، وببذل النصيحة، والأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر، وبالحرص على سلامة الصدر من الأمراض المعنوية كالحقد والحسد وغيرهما، ونعم نفس طيبة، وقلب عامر بالمحبة والصفاء والوئام والإخاء، وروح تواقة لفعل الطاعة والقربة من أجل الظفر برضا الله تعالى، ثم من أجل اكتساب حب الناس ورضاهم واستحسانهم لك، فما أجمل الصفاء وكم هي سامية صفات القلب الطيب


منقول