20 / 05 / 2006, 52 : 05 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,616 |
1.06 يوميا |
|
|
392 |
10 |
|
|
|
|
عروس من اسطنبول
عندما كنت في السنة الأخيرة من كلية الطب، كان صديقي (خالد) يبحث عن زوجة. وكنا كلما جلسنا نتسامر مع الأصحاب مازحناه وداعبناه في موضوع خطبته. وكان خالد في كل مرة يروي لنا قصصه ومغامراته في الطريق إلى الخطوبة. وأذكر أنه روى لنا يوماً أنه ذهب برفقة أهله خاطباً إلى بيت أحد الفتيات فوجدها كاملة الأوصاف غير أن ساقيها ممتلئتان قليلاً فلم تعجبه.
وفي يوم آخر حكى لنا كيف رأى مع أهله صبية جميلة أنيقة لا يكاد يعيبها شيء إلا أن عينيها كانتا صغيرتين قليلاً. وفي جلسة أخرى أيضا شاهد صبية جميلة فاتنة غير أن شعرها كان أسود.
ومرة رابعة أعجبته فتاة كاملة الأوصاف إلا أنه أحس وشعر بأنه ربما سيتغير محيط صدرها ويتبدل شكل خصرها بعد الزواج فَعَدَلَ عنها. ومرة خامسة شاهد صبية أخرى جمعت كل ما يريد من صفات غير أنها كانت في العشرين من العمر بينما هو يبحث عن فتاة في الثامنة عشر! ومرة سادسة وسابعة...
ولقد شعرت وأصحابي أن من واجبنا أن ننبه خالداً إلى خطئه.
قلنا له: إن الزوجة ليست مجرد شكل فقط، وليس من الضروري أن تكون لها عينان زرقاوان وصوت أخاذ وشعر أشقر وقوام كالعارضات.
إن الزواج تفاهم وأسرة وأطفال في قالب من المودة والرحمة. وأذكر أن أحدهم قال له مازحاً: (إذا لم يعجبك العجب ولا الصيام في رجب) فلتبحث عن طالبة زواج في إحدى المجلات التي تنشر مثل تلك الطلبات.
وبالصدفة عثرنا على إحدى هذه المجلات ففتحناها نبحث له عن زوجة مناسبة بالشروط المطلوبة. وكان أن وجدنا طلباً تقدمت به فتاة كما يلي:
- فتاة في الثامنة عشر من العمر مقبولة الشكل على خلق كريم ترغب بالزواج من شاب طويل القامة، أشقر الشعر، أزرق العينين، شديد الثراء، لديه ثلاث جنسيات على الأقل، إحداها أمريكية ويستطيع أن يتكفل بجميع طلباتها البسيطة جداً من منزل في باريس أو لندن أو ماربيا، وهي على استعداد للإقامة معه في أي مكان من أوروبا أو أمريكا.
واسترعى انتباهنا طلب آخر:
شاب في الخامسة والعشرين من العمر وسيم، خفيف الظل يرغب في الزواج من آنسة أو سيدة أو أرملة أو مطلّقة. لا يهم إن كان لديها أولاد أم لا، ولا يهم العمر ولا الشكل ولا الشعر، والشرط الوحيد أن تكون غنية تستطيع أن تشتري له منزلاً وسيارة وحساباً في البنك وتفتح له محلاً يمارس فيه التجارة.
وطبيعي أننا لم نجد بين الطلبات - وأغلبها مشابه لما ذكرت - ما يوافق صاحبنا (الدكتور خالد). وأذكر أننا خَلُصْنا بالإجماع الى أنه إذا لم يتزوج (خالد) خلال عام فإنه لن يتزوج مطلقاً.
تخرجنا من الجامعة وافترق كل واحد منا في طريق.
ومرت الأيام... ولم أعد أسمع عن أخبار صديقي (خالد).
وبعد أكثر من عشرين عاماً شاءت الصُّدفة أن أجتمع مع الدكتور (خالد) ثانية وعندما سألته عن أخباره قال لي: إنه لم يتزوج حتى الآن مع أنه تجاوز الخامسة والأربعين من العمر وإنه لا يزال يبحث عن فتاة كاملة الأوصاف عمرها ثمانية عشر عاماً.
وعندما أخبرته بالقصص القديمة وأنه أخذ يكبر في السن قاطعني قائلاً:
لقد قرأت في إحدى المجلات عن رجل تزوج عندما كان عمره ستين عاماً فتاةٌ من اسطنبول عمرها ثمانية عشر عاماً وعاش بعد ذلك الزواج ستين عاماً أخرى وله من الأولاد والأحفاد ما يزيد على الخمسين.
هنا قلت لصديقي (خالد): إن الحل الوحيد لمشكلتك هو أن تنشر في جميع المجلات طلب زواج تقول فيه: طبيب تجاوز الخامسة والأربعين يرغب بالزواج من فتاة كاملة الأوصاف، رفيعة الأخلاق، ممشوقة الطول، فاحشة الثراء، شقراء الشعر، مستقيمة الظهر، نحيلة الخصر، مستدقة الذقن، مشدودة البطن، زرقاء العينين، وردية الخدين، دامية الشفتين، ناعمة اليدين، ساحرة الساقين. والشرط الأهم أن يكون عمرها ثمانية عشر عاماً. ثم تتبع إعلانك بما يلي: تقبل الطلبات من جميع أنحاء العالم وخاصة من اسطنبول.
د. محمد غياث التركماني
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|