عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 23 / 05 / 2006, 28 : 12 AM
عمرو عبده
vipvip
المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
01 / 06 / 2005 834 662 0.09 يوميا 251 10 عمرو عبده is on a distinguished road
عمرو عبده غير متصل

Post حتى لا تصبح صلاة التراويح عادة

يقيم المسلمون شعيرة قيام الليل في ليالي رمضان ، وقد كان السلف يطيلونها ،
حتى إنهم يستريحون في أثنائها ليجددوا النشاط والعزم ؛ فاصطُلح بعد ذلك على
تسميتها : ( صلاة التراويح ) ، والمسلم يقيمها ويحرص على حضورها كاملة مع
إمامه ، لينال فضائل عديدة .
فضائل صلاة التراويح :
من أهم فضائل صلاة التراويح ما يلي :
فضيلة قيام رمضان : لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، فيقول :
« من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه » [1] ، وقوله :
« إيماناً » يعني : إيماناً بما وعد الله من الثواب للقائمين ، وقوله : « احتساباً »
يعني : طلباً لثواب الله لا رياءً ولا سمعة ولا طلباً لجاه [2] ، ولحديث أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من قام مع إمامه حتى
ينصرف كتب له قيام ليلة » [3] .
فضيلة قيام الليل : لقوله تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( السجدة : 16-17 ) . ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة صلاة
الليل » [4] ، ولحديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة
إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة » [5] .
فضيلة كثرة السجود : لقوله صلى الله عليه وسلم لثوبان رضي الله عنه :
«عليك بكثرة السجود لله ؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها
عنك خطيئة » [6] ، وعن ربيع بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال : كنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : سل . فقلت :
مرافقتك في الجنة ، قال : أَوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك
بكثرة السجود » [7] .
فضيلة إكمال نقص الفرائض بالتطوع : لقوله صلى الله عليه وسلم : « إن
أول ما يحاسب العبد عنه يوم القيامة الصلاة ؛ فإن كان أتمها كتبت له كاملة ، وإن
لم يكن أتمها قال الله عز وجل : انظروا ! هل لعبدي من تطوع فتكملون بها
فريضته » [8] .
وبرغم هذه المقاصد والفضائل فقد اعتاد بعض المصلين لصلاة التراويح على
أدائها بطريقة معتادة ، مع غفلة عن الفضائل ، أو ذهول عن المقاصد التي شرع من
أجلها قيام رمضان ، أو ربما أدوها مع هجر لبعض السنن التي كان النبي صلى الله
عليه وسلم يواظب عليها أو يفعلها أحياناً ، أو التزموا فيها سنناً لم يلتزمها صلى الله
عليه وسلم كالتزامهم للواجبات ؛ فربما أصبحت حال بعضهم كما وصف الرسول
صلى الله عليه وسلم : « إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عُشرها ،
تُسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها » [9] ، ولهذا
توجه التنبيه على ما يعين المصلين على حسن أدائهم لصلاتهم .
والأئمة على ثغر :
ولما كان لأئمة المساجد مكانة في تعليم الناس السنن ؛ فهم محل الاقتداء ،
وإليهم يَرِدُ العامة وعنهم يصدرون ؛ وبصلاتهم يتعلم الصغير والكبير ، وبانصرافهم
من صلاة التراويح يتم لمن خلفهم قيام ليلة ؛ ولأثرهم البالغ ومكانتهم دعا النبي
صلى الله عليه وسلم لهم في قوله : « الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد
الأئمة ، واغفر للمؤذنين ! » [10] ، ومما يوقظ همة الإمام للعناية بصلاة الجماعة
وبصلاة التراويح خاصة أمور كثيرة لعل من أهمها :
1 - الإمام مع خاصة نفسه :
* الإخلاص مطلب : وكمال الإخلاص الحذر من غوائله والبعد عما يخل
به [11] ، كما حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بقوله :
« ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا : بلى يا رسول
الله ! قال : الشرك الخفي : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر
رجل » [12] ، والتحذير لمن بعدهم آكد وأشد ، والآيات والأحاديث وأقوال السلف
في هذا الباب أشهر من أن يذكر به الأئمة ، ولكن لابن مفلح رحمه الله تذكير
وتساؤل يحسن إيراده ؛ حيث قال : « تُرى بماذا تحدث عنك سواري المسجد في
الظُّلَم من خوف الوعيد والتذكر للآخرة ؟ إذا تحدثت عن أقوام ختموا في بيوتهم في
الظُّلَم من خوف الوعيد والتذكر للآخرة ؟ إذا تحدثت عن أقوام ختموا في بيوتهم
الختمات اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث انسل من فراش عائشة رضي الله
عنها إلى المسجد ، لا شموع ، ولا جموع ، طوبى لمن سمع هذا الحديث ، فانزوى
إلى زاوية بيته ، وانتصب لقراءة جزء في ركعتين ، بتدبر وتفكر ؛ فيا لها من
لحظةٍ ما أصفاها من كدر المخالطات ، وأقذار الرياء ! » [13] .
* وللتميز سبيل : حيث قال الخطيب البغدادي رحمه الله : « ينبغي لطالب
الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار الرسول صلى
الله عليه وسلم ما أمكنه ، وتوظيف السنن على نفسه ؛ فإن الله تعالى يقول :  لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ( الأحزاب : 21 ) » [14] .
* صلاة الإمام لوحده أطول : لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا صلى أحدكم
للناس فليخفف ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء » [15] ، وهو تصريح
بتخفيف صلاة الفريضة على الناس ، وفيه إشارة إلى أن صلاة الإمام لنفسه ستكون
أطول من صلاته بالناس ؛ حيث داعي الأجر موجود ، والمانع من التطويل قد
زال ، فإذا حدث العكس فإن ذلك خلاف للأصل ، ولعله عارض لا يدوم .
* وله أوقات لجلاء قلبه : لأنه لا زاد له سواه يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ *
إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ( الشعراء : 88-89 ) ؛ ولذلك حين أوصى ابن دقيق
العيد رحمه الله أخاً له في الله أكد عليه برعاية أحوال قلبه ودله على ما يعينه ، فقال :
« وهذه والله أحوال تنال بالخضوع والخشوع ، وبأن تظمأ وتجوع ، وتحمي
عينيك الهجوع ، ومما يعينك على هذا الأمر الذي قد دعوتك إليه ، ويزودك في
سفرك للعرض عليه أن تجعل لك وقتاً تعمره بالتذكر والتفكر ، وأياماً تجعلها معدة
لجلاء قلبك ؛ فإنه متى استحكم صداه صعب تلافيه ، وأعرض عنه من هو أعلم بما
فيه ، فاجعل همتك الاستعداد للمعاد ، والتأهب لجواب الملك الجواد ؛ فإنه يقول :
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( الحجر : 92-93 ) ، ومهما
وجدت من نفسك قصوراً ، واستشعرت من نفسك عما بدا لها نفوراً ، فاجأر إليه ،
وقف ببابه ؛ فإنه لا يعرض عمن صدق ، ولا يعزب عنه خفاء الضمائر أَلاَ يَعْلَمُ
مَنْ خَلَقَ ( الملك : 14 ) » [16] .
2 - الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم :
لقوله صلى الله عليه وسلم : « صلوا كما رأيتموني أصلي » [17] ، وقوله
صلى الله عليه وسلم : « تقدموا فأتموا بي ، وليأتم بكم من بعدكم » [18] ، وقيل في
معنى الحديث : تعلموا مني أحكام الشريعة ، وليتعلم منكم التابعون بعدكم ، وكذلك
أتباعهم إلى انقراض الدنيا [19] .
وفي الحرص على سنة المصطفى فضائل جمة وكثيرة يجملها ابن قدامة رحمه
الله بقوله : « وفي اتباع السنة بركة موافقة الشرع ، ورضى الرب سبحانه وتعالى
ورفع الدرجات ، وراحة القلب ، ودَعَة البدن ، وترغيم الشيطان ، وسلوك الصراط
المستقيم » [20] .
3 - أهمية العمل بالسنن :
للعمل بالسنن والمستحبات أجور وغنائم من علم بها شمَّر عن ساعد الجد ،
وابتدر ميدان التنافس ، وسابق إلى خيرات ربه ، ومن أعظم ما يحفز المرء على
ذلك الحديث القدسي العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله
تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء
أحب إليَّ مما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،
وكنت رجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه » [21] .
4 - آثار هجر السنن :
لهجر السنن آثار متعددة ؛ فمن ذلك أنه لما اعتاد كثير من الناس أداء صلاة
التراويح بطريقة ثابتة شب عليها الصغير ، وهرم عليه الكبير ، حسبوا أن السنة
المشروعة لصلاة الليل لا تكون إلا كذلك ؛ وهذا فيه خلل كبير ؛ ولهذا حذر الأئمة
من هذا المسلك ؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : « هجرُ ما وردت به السنة
وملازمة غيره قد يفضي إلى جعل السنة بدعة » [22] ، « ولهذا أكثرُ المداومين
على بعض الأنواع الجائزة ، أو المستحبة ، لو انتقل منه لنفر عنه قلبه وقلب غيره ،
أكثر مما ينفر عن ترك كثير من الواجبات ؛ لأجل العادة التي جعلت الجائز
كالواجب » [23] ، حتى إنه قال رحمه الله : « ومن أصر على ترك السنن الرواتب
دل ذلك على قلة دينه ، وردت شهادته في مذهب أحمد الشافعي وغيرهما » [24] .
وقال عبد الله بن منازل رحمه الله : لم يُبتلَ أحدٌ بتضييع السنن إلا يوشك أن
يبتلى بالبدع [25] .
بل عد ابن مسعود رضي الله عنه أن ملازمة نوع من السنة وهجر نوع آخر
من كيد الشيطان وتلاعبه على ابن آدم ، فقال رحمه الله : « لا يجعل أحدكم نصيباً
للشيطان في صلاته أن لا ينصرف إلا عن يمينه ، قد رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم أكثر ما ينصرف عن شماله » [26] يعني بعد السلام ، ولذلك قال ابن
الجوزي رحمه الله : « ولبَّس الشيطان على آخرين منهم ؛ فهم يطيلون الصلاة ،
ويكثرون القراءة ، ويتركون المسنون في الصلاة ، ويرتكبون المكروه فيها » [27] ؛
فما الشأن إذا كان « كثير من الناس اليوم يصلون التراويح بسرعة عظيمة ، لا
يأتون فيها بواجب الهدوء والطمأنينة التي هي ركن من أركان الصلاة ، ولا تصح
الصلاة بدونها ، فيخلون بهذا الركن ، ويتعبون من خلفهم من الضعفاء ، والمرضى ،
وكبار السن ؛ يجنون على أنفسهم ، ويجنون على غيرهم . وقد ذكر العلماء
رحمهم الله أنه يكره للإمام أن يسرع سرعةً تمنع المأمومين فعل ما يسن ؛ فكيف
بسرعة تمنعهم فعل ما يجب ، نسأل الله السلامة » [28] . قال النووي رحمه الله في
صفة التراويح : « كصفة باقي الصلوات ، ... كدعاء الافتتاح واستكمال الأذكار
الباقية ، واستيفاء التشهد والدعاء بعده ... وإن كان هذا ظاهراً معروفاً فإنما نبهت
عليه لتساهل أكثر الناس فيه ، وحذفهم أكثر الأذكار » [29] ، و « ما اعتاده أئمة
المصلين في التراويح من الإدراج في قراءتها والتخفيف في أركانها ... وسبب
جميع ذلك إهمال السنن ، واندراسها لقلة الاستعمال ، حتى صار المستعمل لها
مجهّلاً عند كثير من الناس لمخالفته ما عليه السواد الأعظم » [30] .
5 - من دعا إلى خير فله مثل أجره :
إن مما هيأ الله للأئمة من فضل في رمضان [31] ، وفي غيره : فرصة تعليم
الناس ودلالتهم على الخير ؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول الصحابة
بالموعظة ، ويستثمر اجتماع الناس للصلاة ، فيحدثهم نساءً ، ورجالاً ، وكفى الإمام
حافزاً لذلك أن الملائكة تستغفر لمعلم الناس الخير ، وأن من تعلم منه سنة بقوله أو
فعله فله أجر من عمل بها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « من دعا إلى هدى كان
له من الأجر مثل من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً » [32] .
وغير خاف أن تذكير الناس بما هم يباشرونه من عبادة مقدم في التعليم ؛
وذلك للحاجة إليه ؛ وخاصة إذا كثرت المخالفات جهلاً أو إهمالاً ، كأحكام الصلاة
والصيام ، فريضة ونفلاً ، وأن يخص هنا التنبيه إلى أهمية تعليم الناس هدي
المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل العمل به إذا كان سنة مهجورة ، أو غير مألوفة
عند عامة المصلين ؛ فإن ذلك أدعى لقبول الحق ، وأحرى بحسن التسليم والانقياد .
حتى لا تنحسر روح العبادة في صلاة التراويح :
ومن أجل أن لا تصبح صلاة التراويح ، وقيام الليل عادة ، تنحسر فيها روح
العبادة ، يتأكد التنبيه على الأمور الآتية [33] :







توقيع : عمرو عبده
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة