عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 2  
قديم 23 / 05 / 2006, 29 : 12 AM
عمرو عبده
vipvip
كاتب الموضوع : عمرو عبده المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
01 / 06 / 2005 834 662 0.09 يوميا 251 10 عمرو عبده is on a distinguished road
عمرو عبده غير متصل

رد: حتى لا تصبح صلاة التراويح عادة

1 - الاستفتاح بصلاة خفيفة : لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين
خفيفتين » [34] ، وروت عائشة رضي الله عنها مواظبة رسول الله صلى الله عليه
وسلم على ذلك فقالت : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل
افتتح صلاته بركعتين خفيفتين » [35] .
2 - تنويع أدعية الاستفتاح : وإن طال السكوت بعد تكبيرة الإحرام وقبل
القراءة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
« بأبي وأمي يا رسول الله ! أرأيت إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال :
أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني
من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج
والبرد » [36] . وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يجهر بدعاء الاستفتاح :
« سبحانك اللهم وبحمدك » [37] .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل
افتتح صلاته : « اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ،
عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما
اختُلف فيه من الحق بإذنك ؛ إنك تهدي إلى صراط مستقيم » [38] .
وأحاديث الاستفتاح كثيرة [39] ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
« فالأفضل أن يستفتح بكل واحد ؛ فلكل استفتاح حاجة ليست لغيره ، فيأخذ المؤمن
بحظه من كل ذكر » [40] .
3 - قراءة الفاتحة آية آية : فعن قتادة رحمه الله أنه قال : « سألت أنس
رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان يمد مداً . ثم قرأ :
بسم الله الرحمن الرحيم : يمد بسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم » [41] .
وعن يعلى بن مَملكٍ أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وصلاته ؟ قالت : « ما لكم وصلاته ؟ ثم نعتت قراءته ؛ فإذا هي
تنعت قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً » [42] . وذلك والله أعلم هو المقصود من قوله تعالى :
 وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً  ( الإسراء :
106 ) . وقال ابن الجوزي :  عَلَى مُكْثٍ  ( الإسراء : 106 ) : على تؤدة
وترسُّل ليتدبروا معناه » [43] . وقوله :  أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً 
( المزمل : 4) . قال البغوي رحمه الله : ترتيل القراءة : التأني والتمهل ، وتبيين
الحروف والحركات ، تشبيهاً بالثغر المرتل ، وهو المشبه بنَوْر الأقحوان » [44] ،
وقال القرطبي : « أي لا تعجل بقراءة القرآن ، بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر
المعاني » [45] .
4 - الوقوف عند الآيات : بالتسبيح والسؤال والتعوذ ، كما روى حذيفة بن
اليمان رضي الله عنه ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد قال :
« صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ، ثم
افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها
تسبيح سبَّح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ ، ثم ركع ، فجعل يقول :
سبحان ربي العظيم ، فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده
ربنا ولك الحمد . ثم قام طويلاً قريباً من ركوعه ، ثم سجد فقال : سبحان ربي
الأعلى ، فكان سجوده قريباً من قيامه » [46] .
ونحو ذلك روى عوف بن مالك رضي الله عنه قال : « قمت مع النبي صلى
الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ البقرة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ، ولا يمر
بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ، ثم ركع بقدر قيامه ، يقول في ركوعه سبحان ذي
الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ، ثم سجد بقدر قيامه ، ثم قال في سجوده
مثل ذلك ، ثم قام فقرأ آل عمران ، ثم قرأة سورة سورة » [47] .
وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : « كان صلى الله عليه وسلم
يقرأ بالسورة فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها » [48] .
5 - عدم قصر البكاء على أحوال مخصوصة : كمن يقصر تأثره على آيات
العذاب والترهيب ، أو يقصر خشوعه عند تأثر لإمام وبكاء ، أو يقصر خشوعه
وتأثره وتأمله لما يسمع في دعاء القنوت .
6 - تنويع العمل بكيفية قيام الليل : اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ونشراً
لسنته ، وإحياء لما اندرس منها أو هُجِرَ ؛ ولقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
عدة كيفيات لصلاة الليل من فعله وقوله ، ولما سألت عائشة رضي الله عنها :
« بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ؟ قالت : كان يوتر بأربع وبثلاث ،
وست وثلاث ، وعشر وثلاث ، ولم يكن يوتر بأقصر من سبع ، ولا بأكثر من ثلاثة
عشر » [49] ، وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « الوتر حق ؛ فمن شاء فليوتر بخمس ، ومن شاء فليوتر
بثلاث ، ومن شاء فليوتر بواحدة » [50] .
ومن تلك الكيفيات الثابتة [51] ما يلي :
أولاً : يصلي ثلاث عشرة ركعة ، يفتتحها بركعتين خفيفتين ، يسلم من كل
ركعتين ، ثم يوتر بواحدة .
ثانياً : يصلي ثلاث عشرة ركعة ، منها ثمانٍ يسلم بين كل ركعتين ، ثم يوتر
بخمس لا يجلس ولا يسلم إلا في الخامسة .
ثالثاً : يصلي إحدى عشرة ركعة ، لما روته عائشة رضي الله عنها قالت :
« كان صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم
يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً » [52] .
رابعاً : يصلي إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً بتسليمة واحدة ، ثم أربعاً
بتسليمة واحدة ثم ثلاثاً .
خامساً : يصلي إحدى عشرة ركعة ، منها ثماني ركعات لا يقعد فيها إلا في
الثامنة ، يتشهد ثم يقوم ولا يسلم ، ثم يأتي بركعة ثم يسلم ، ثم يصلي ركعتين وهو
جالس .
سادساً : يصلي تسع ركعات ، منها ست لا يقعد إلا في السادسة ، ثم يتشهد
ولا يسلم ، ثم يقوم ثم يأتي بثلاث ركعات .
قال الحافظ ابن نصر المروزي رحمه الله : « العمل عندنا بهذه الأخبار كلها
جائز ، وإنما اختلفت لأن الصلاة بالليل تطوع ، الوتر وغير الوتر ، فكان النبي
صلى الله عليه وسلم تختلف صلاته بالليل ووتره على ما ذكرنا : يصلي أحياناً هكذا ،
وأحياناً هكذا ، فكل جائز حسن » [53] .
7 - العمل بأدعية السجود والركوع المأثورة : وهي كثيرة مشهورة ، ومنها ما
يقال فيهما مثل : ما ورت عائشة رضي الله عنها قالت : « كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه ، وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ،
اللهم اغفر لي ؛ يتأول القرآن » [54] ، وتأمل أنه يكثر أن يقول هذا الذكر وأقل
الكثير ثلاثة ، وأيضاً قوله : « سبوح قدوس رب الملائكة والروح » [55] ، ومما
ثبت قوله في الركوع : « اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك
سمعي وبصري ، ومخي ، وعظمي ، وعصبي » [56] ، وتقدم في حديث حذيفة
طول ركوعه وسجوده أنه بمقدار قيامه . ومما يستوحش منه فعل بعض الأئمة حين
يطيل دعاء القنوت ، حتى إذا سجد ظننته خاشعاً ، فإذا به يعجل سجوده ، ونسي
الأمر بإكثار الدعاء في السجود ؛ حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه ؛ فربما
فوت على المصلين هذا الفضل .
8 - إطالة ما بين السجدتين والرفع من الركوع : وذلك عملاً بالسنة المروية
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تقدم في حديث حذيفة رضي الله عنه قال :
« ثم قال : سمع الله لمن حمده . فقام قياماً نحواً من ركوعه » ، وفي رواية :
« فقام قياماً طويلاً » [57] ، وإن لم يداوم الإمام على ذلك فليفعله أحياناً ، تعليماً
للناس ، وتذكيراً لهم ، وإحياءً للسنة ، ومما ثبت مما يقال بين السجدتين قوله :
« رب اغفر لي ، وارحمني ، وعافني ، واهدني ، واجبرني ، وارزقني » [58] ،
ومما ثبت مما يقال بعد الرفع من الركوع ، قوله : « اللهم ربنا لك الحمد ملء
السماوات وملء الأرض ، ملء ما شئت من شيء بعد » [59] ، ونحوه بزيادة :
« اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد ، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ » [60] .
ولذلك إنك لتعجب ممن أطال الصلاة ينقر هذا الموطن فيفوِّت عليه فضيلة
هذه الأدعية ، ثم إذا قام للقنوت وعزم على إطالته لم يكن لهذه الأدعية نصيب ولا
وقت .
9 - ترك القنوت أحياناً : ومما يلفت النظر أنه لم يثبت حديث من فعله صلى
الله عليه وسلم أنه قنت بالصحابة في صلاة الليل في رمضان ، فضلاً أن يثبت أنه
داوم عليه صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كان على من أراد بيان السنة عملياً للمصلين
أن يترك القنوت أحياناً لبيان أنه غير واجب ، وأن في الصلاة مواطن للدعاء تزيد
عليه في الفضيلة كالسجود ومواطن أخرى كالركوع وقبل السلام وغيرها ، وكذلك
في تركه أحياناً تعليق أذهان المصلين بحسن التلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛
حيث يلتزم ما ثبت أنه التزمه ، وأن يفعل أحياناً ما كان يفعله أحياناً .
10- القنوت قبل الركوع أحياناً : وكذلك فعل القنوت قبل الركوع ، فقد ثبت
فعله صلى الله عليه وسلم ؛ ففعله في صلاة التراويح تعليم للناس ، وترك للعادة ،
واستحضار لروح العبادة « لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها
على سبيل العادة ، ولكن إذا كان يعوِّد نفسه أن يقول أو يعمل هذا مرة وهذا مرة ،
صار منتبهاً للسنة » [61] .
11 - الدعاء في القنوت بالمأثور : والمأثور ولله الحمد مشهور معروف ،
وكثير من الأدعية القرآنية تكاد تهجر ، وقد حض الله على أدعية كثيرة ، ورغب
فيها بأساليب مختلفة ؛ فمن ذلك قوله تعالى :  وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ
سَرِيعُ الحِسَابِ  ( البقرة : 201-202 ) ، وفي ذكر أدعية الأنبياء عليهم السلام
وأن الله أجاب دعوتهم أعظم ترغيب ، وكذلك ذكر أدعية الصالحين دون ذكر
أعايانهم تهييج على اللهج بأدعيتهم كقوله عن دعاء الراسخين في العلم :  رَبَّنَا لاَ
تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ 
( آل عمران : 8 ) ، وكذلك ذكر دعاء الحواريين أتباع الأنبياء في سورة آل عمران ،
قال تعالى :  وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ  ( آل عمران : 147 ) ، وما يقال
في الأدعية القرآنية يقال في الأدعية النبوية ؛ حيث كان صلى الله عليه وسلم يكثر
من أدعية ويرددها حتى لفت ذلك أنظار الصحابة رضي الله عنهم ونقلوا ذلك
عنه .







توقيع : عمرو عبده
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة