نعَمُ الله على عباده
ان نعم الله علينا أكثر من أن نحصيها , وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها , فالله عز وجل قد اسبغ نعمه , وافاض من جوده كرمه , حتى غرقنا في بحر آلائه واحسانه
والله عز وجل أمرنا أن نشكر نعمه علينا (فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) فعلينا ان نقوم بحق نعمة الله علينا ونصون حرمتها وشكر الله عز وجل على نعمه يكون بعد صرفها في معصيته , فكما قال أحد الصالحين : الشكر هو أن لا تقوى بنعمتة الله على معصيته , فإن المعاصي تزيل النعم , ألم يقل الله عز وجل ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) نعم إن المعاصي تزيل النعمة والشكر يزيدها فمن اراد دوام النعمة ومهادنة الزمان فعليه أن يديم شكر الله عز وجل على نعمه
ومن نعم الله علينا والتي لا تخفى على ذي لب نعمة المال , فبالمال يحصل الانسان على الحياة الكريمة وينال متطلباته وحاجياته من الملبس زالمأكل والمسكن و.. فالمسلم العاقل يؤدي شكر الله في هذه النعمة فلا يصرفها في معصية الله عز وجل لأنه يعلم انه يوم القيامة سوف يسأل عن ماله ( من أين اكتسبه وفيما انفقه ) فتجده ينفق ماله في طاعة الله دوما وابدا
وأقل شكر نعمة المال هو اخراج الزكاة الواجبة فيه , فاخراج الزكاة صورة من صور شكر الله عز وجل على نعمة المال , كما امساك اليد عن اخراج الزكاة جحود ونكران لنعمة الله عز وجل يستحق صاحبها ان يحرم من نعم الله عز وجل كما اخبر صلى الله عليه وسلم ( ولم يمنعوا زكاة اموالهم الا منعوا القطر – المطر – من السماء
فهنيئا لمن كان من عباد الله الشاكرين ( وسيجزي الله الشاكرين ) في الدنيا بأن يزيدهم من فضله ويديم نعمه عليهم وفي الآخرة يغفر لهم ويرحمهم ويدخلهم ( جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها )
وصدق الله العظيم إذ قال : ( حتى اذا بلغ أربعين سنة رب أوزعني ان أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين