قبل سنوات بعيدة كان أحد رسامي الكاريكاتير بمجلة صباح الخير المصرية ينشر سلسلة من الرسوم الناقدة للعلاقة الغريبة التي ربطت الأبناء بالتلفزيون فأصبحوا لا يفارقونه.. يلتفون حوله ويستقون منه المعلومات وأصبحوا لا يقبلون نصائح الآباء والأمهات.. ويعرفون أكثر بكثير من سنهم الصغير.. وقد تضاعف ذلك الافتتان بالتلفزيون في الجيل الحالي وتعددت القنوات الفضائية وانحسرت عادات كثيرة مثل الاجتماع العائلي لساعات في البيت.. فأصبح كل شخص تقريباً يشاهد تلفزيوناً خاصاً به.. ولا يلتقي بمن معه سوى دقائق معدودة!!
الكاتب عبدالله الجعيثن ذكر أن الغرب خاصة أمريكا سبقونا إلى هذه الحالة مع التلفزيون.. فحين كانت بعض القنوات تتنافس على جذب المشاهدين لمشاهدتها وتقدم البرامج المتنوعة التي تشد الناس للمتابعة أشار أحد الكتاب هناك إلى هذه الظاهرة وكتب مقالاً بعنوان (أمة من الغنم) يصف فيها شعبه بأنهم أصبحوا كالغنم.. والتلفزيون هو الراعي يهش عليهم بعصاه ويوجههم حيث يريد!!
الجعيثن قال: إننا في عصر التلفزيون ولا يستطيع أحد أن يعيش في غير عصره ولكننا جميعا نود ألا يطغى التلفزيون على الأنشطة الإنسانية الأخرى كصلة الرحم ولقاء الأصدقاء واجتماع العائلة وألا يلغي القراءة والرياضة فإنه لا خير في ذلك ولا سعادة..
الخير في الاعتدال.