28 / 05 / 2006, 49 : 08 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,616 |
1.06 يوميا |
|
|
392 |
10 |
|
|
|
|
الفرص العظيمة (تأتي فقط) للعقول المستعدة
لست متأكدا متى وأين سمعت هذا المثل العظيم (الفرص العظيمة تأتي فقط للعقول المستعدة).. ولكنه بالتأكيد يتضمن مخزونا هائلا من المبادئ التربوية والنفسية والحث على تطوير الذات . فقد درجت العادة (حين نحاول تفسير نجاح شخص ما) إعادة هذا النجاح الى الصدفة أو الحظ أو البخت السعيد.. ولكن الحقيقة هي أن الفرص العظيمة تطرق باب الجميع والحظ السعيد يمر بكل الناس ولكن العقول المستعدة فقط من تغتنمها وتدرك إمكانياتها..
ولو راجعنا سير العظماء والمشاهير والأغنياء لوجدنا في حياتهم (فرصة واحدة مميزة) توافقت مع استعدادهم العقلي وتخصصهم المهني فاستغلوها بمهارة.. وغالبا ما تأتي هذه (الفرصة) كظاهرة عامة تكشف نفسها للجميع ولكنهم دون بقية الناس أدركوا إمكانياتها الحقيقية وسبقوا الجميع في تطبيقها واحتكارها.. فأغنى رجل في العالم «بيل جيتس» كان يدرس في جامعة هارفارد حين قرأ في إحدى المجلات عن اختراع شرائح إلكترونية جديدة. وعلى الفور خطر بباله أن شرائح كهذه تحتاج الى برامج تطلق قدراتها الفذة في أجهزة الحاسب الشخصية (التي بدأت تظهر في الأسواق). وعلى الفور ترك الجامعة وأسس شركة ميكروسوفت المسئولة اليوم عن تشغيل95٪ من كمبيوترات العالم الشخصية ولم يتجاوز العشرين من العمر.. وغني عن القول أن آلاف الناس غير جيتس قرأوا عن الشرائح الجديدة (وربما فكروا مثله بتصميم برامج ذات علاقة) ولكنه الوحيد الذي كان مستعدا عقليا ونفسيا لبدء شركة متخصصة!
.. أيضا لو راجعت سير المخترعين المعروفين لوجدت فيها قصصا تتحدث عن اختراعات أو اكتشافات (حدثت بالصدفة).. غير أن ادعاء حدوثها ب«الصدفة» فيه ظلم للمخترع نفسه لأنه أساس رجل مؤهل ومهيأ أكثر من غيره لملاحظة أي ظاهرة تبرز أمامه... فالظواهر بمختلف تخصصاتها تكشف عن نفسها بصورة دورية ومستمرة . ومالم يكن الشخص مهيأ مهنيا وعقليا للاستفادة منها لن يدرك أهميتها وأبعادها الحقيقة وهذا إن رآها أصلا...
وقصتي المفضلة بهذا الخصوص تتحدث عن المخترع المعروف توماس اديسون الذي كان يعمل على تحسين جهاز الهاتف (وهذا يعني أنه وضع نفسه أصلا في موقف بحث وملاحظة). وبفضل فهمه العميق لطبيعة المعادن لاحظ أن إبرة معدنية رفيعة كانت تتذبذب (كلما تكلم بقربها) وتحدث أخاديد على «ورقة قصدير» تلامس طرفها الحاد.. وبفضل هذه الملاحظة (التي تمر على شخص غير مؤهل مرور الكرام) اخترع جهاز الفونوغراف الذي يسجل الأصوات ويستعيدها من خلال مرور «الإبرة» فوق اسطوانة دوارة!!
وفي عام 1912 مر ثلاثة رجال (مؤهلين علميا ومهنيا) بموقف مشابه أتاح لهم اكتشاف احد أعظم اختراعات العصر . فبعد يوم عمل مرهق جلس لي فورست واثنين من زملائه إلى طاولة متهالكة في كافتيريا شركة التلغراف الأمريكية . وبالصدفة هبطت ذبابة على «ورقة قصدير» كانت تغلف وجبة فورست فسمعوا خطواتها بوضوح. وحينها افترض الرجال «وجميعهم من مهندسي الصوت» أن خطوات الذبابة كبرت 120 مرة الأمر الذي مكنهم من سماعها كخطوات عسكرية .. وكانت هذه الحادثة سببا في اختراع الأنبوب الكهربائي المفرغ وبالتالي ميلاد عصر أجهزة الإلكترونيات.. ومرة أخرى، لاحظ أن هذا الاختراع لم يكن ليظهر لولا اجتماع ثلاثة عناصر مهمة في هؤلاء الرجال (تأهيل مهني/وموقف عقلي/ واستعداد نفسي) مكنهم من الاستفادة من موقف يعد في نظرنا «أكثر من عادي»!!
.. أما بالنسبة لشخصكم الكريم؛ فلست مطالبا بإعادة تأهيل نفسك لرؤية واستغلال الفرص العظيمة.. ولكنك في المقابل مطالب بالاستفادة من أي فرصة أو موقف مُلهم يتناسب مع مواهبك العقلية وميولك الشخصية... (ولا داع لتذكيرك بعدد الأفكار التي أجلتها عاما بعد عام حتى فوجئت بمن سبقك إليها)!!
فهد عامر الأحمدي
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|