إنه لأمر مؤسف أن تُلوَّث مساحاتٌ متفاوتة من الصحف والمجلاَّت بكلامٍ تكتبه أقلامٌ لكتَّاب وكاتباتٍ مسلمين ومسلمات لا فائدة فيه للوطن ولا للأمَّة، وإنما هو نِتاج انحراف فكري واضح، يتحمَّل القرَّاء غثاءه تحت شعار (حرّية الكلمة)، هذا الشعار الذي أصبح سيفاً مُصْلَتاً على ثوابتنا.
كتَّابٌ وكاتبات لا يتعاملون مع (القرآن) قراءةً وفهماً، ولا يحفظون منه إلا ما منحتهم إيَّاه المناهج المباركة في مراحل الدراسة الأولى، وثبت أنهم لا يعرفون معنى (الوِرْد اليومي) من القرآن، ولا يكادون يحفظون شيئاً من الحديث النبوي، ولهذا استشهد بعضهم في محافل عامة بحديث ضعيف على أنَّه آية من القرآن الكريم، ومع هذا فهم يكتبون عن القرآن والسنَّة والإجماع والقياس، والفقه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفتوى الشرعية، وتغيير المناهج، مع إلصاق التهمة بهذه المناهج المسكينة في كل مناسبة، (فهي السبب في سرقة المنازل والسيارات، والخصام بين الأزواج والزوجات، وهي السبب في حوادث المرور وقطع الإشارات، وهي السبب في تشويه الشوارع والطرقات بالنفايات...) إلى آخر هذه الأسطوانة المشروخة.
يكتبون عن ذلك كلِّه بصورةٍ غير موضوعية، ولا منطقية ولا مقبولة، ومع هذا فسيفُ (حرية الكلمة) المسلول يتيح لهم أن تكتب أقلامهم ذلك الكلام وتلك الآراء التي تجعل من كل موقف إسلامي واضح (إرهاباً)، ومن كل رأي يدعم الحق وأهله ويدعم الجهاد ضدَّ كل غاصب محتل (رأياً حزبياً متطرفاً)، وتجعل كلَّ فتوى شرعية لا مجاملة فيها لأحد (رأياً متزمِّتاً) لا يجوز الأخذ به.
كتَّابٌ وكاتبات من بني جلدتنا يكتبون عن الإسلام وقضاياه، والمرأة وقضاياها، والدعوة الإسلامية، والعمل الخيري الإسلامي كتابات تجعل من (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ظاهرة تخالف واقعه من حيث التطبيق والممارسة وحدود المسؤولية في عصر الفضائيات والإنترنت والعولمة، مع أنها واجب شرعي ثابت بالقرآن والسنّة والإجماع. كتابات تتناول (حجاب المرأة المسلمة) وكأنه خطيئة من الخطايا الكبيرة التي يقع فيها المسلمون في عَصْر البَهْرَج والزينة، إلى آخر سلسلة من كتابات تكتب بما أشرت إليه.
أسأل الله أن يهدي أصحابها ويعيدهم إلى الصواب.
إشارة

فمن يَلْقَ خيراً يحمد الناسُ أمرَه
ومَنْ يَغْوَ لا يَقْدَم على الغي لائما