الرواية تدخل عالم الهاتف المحمول عن طريق البلوتوث
بدر الشميمري
تخيل لو انك كنت في أحد الأماكن العامة وفجأة أصدر جوالك تلك النغمة التي
تعني وصول
ارسالية بلوتوث لهاتفك المحمول.. دفعك الفضول إلى قبول الملف المرسل.. وفي ظرف
ثوان اكتمل الارسال! ويدور في عقلك الكثير من الاحتمالات عن ماهية الملف المرسل..
تذهب للملف وتفتحه وتتفاجأ بأنه على غير عادة ملف نصي يحوي إحدى تلك الروايات
التي طالما بحثت عنها..!
قريباً قد تتغير سمعة البلوتوث كلياً عندما وقفت إلى جانبه التقنية الجديدة في برامج
أجهزة الجوال لدخوله في عالم الروايات والقصص.. ويصب من أدوات الثقافة المقروءة!
فبعدما كان البلوتوث يقتصر على كل ما هو مسموع أو مرئي أصبح حالياً يستطع القراءة!! مؤخراً انتشرت
عن طريق البلوتوث مجموعة من الروايات والقصص كنسخ كاملة يستطيع المستقبل قراءتها وكذلك طباعتها
على شكل ورقي! وأتاحت الفرصة للمبتدئين في المجال الروائي بايصال رواياتهم لأكبر شريحة من المتلقين
بعيداً عن تعقيدات دور النشر والطباعة
وبالتالي أصبح الحصول على تلك الروايات أو بعض الكتب المحجوبة يتخطى الحجب
ودور النشر! وهذه قد تكون البداية لثقافة مقروءة جديدة تتخذ اسهل طرق الانتشار
مما يجعل هاتفك النقال يحوي على مكتبتك الخاصة التي تستطيع الوصول إليها في
أي مكان وزمان..
ما هي درجة قبول المتلقي لطريقة ارسال تلك الروايات والقصص التي
تنتشر عن طريق
البلوتوث؟ وهل الإثارة الدائمة التي يحظى بها أي محتوى يصل عن طريق البلوتوث
ساهم في نجاح هذه الفكرة؟ يقول أحد الأشخاص انه لا يذكر متى كانت آخر مرة قرأ فيها
رواية أو كتاباً وخصص وقتاً معيناً فقط للقراءة بحجة انه لا يجد الوقت الكافي للبحث
عن كتاب معين ثم الجلوس لقراءته.. وبعد أن وصلت إليه مصادفة إحدى الروايات التي
استقبلها عن طريق البلوتوث وكانت رواية قد سمع عنها الكثير قرأها بحماس واعجب
بها جداً وشجعته على القراءة والبحث عن كتب وروايات أخرى يعزو سبب ذلك إلى
سهولة الوصول للمحتوى أن الجوال معه اينما كان. أما المهتمين بالقراءة في الجانب
الروائي فلهم رأي آخر يقول أحدهم: إن الكثير من تلك الروايات المنتشرة عن طريق
البلوتوث هي محاولات شخصية ذات طابع أدبي وفني ركيك يكتبها هواة ويستخدمون
هذه التقنية لسهولتها للوصول إلى المتلقي بأقصر الطرق دون عناء النشر والتكاليف
المالية! ومن حسناتها انها تفتح مجال القراءة للناس في أي وقت وتعيدهم إليها بعد أن
ضعف دور الكتاب في القراءة المتخصصة، وتتفق الآراء على ان التقدم التقني من الممكن
أن يكون داعماً أساسياً للثقافة والإبداع الأدبي وانه ليس هناك حدود لكيفية الاستفادة من
هذا التقدم. فمن يدري ربما مستقبلاً يتجه الروائيون لتسريب رواياتهم أو جزء منها عمداً
عبر البلوتوث قبل نزولها في المكتبات لتتضح لهم ردة فعل المتلقي وقد يكون التوجه
أساسياً في هذا المجال حيث ان الروائي بهذه الطريقة يتخطى الكثير من عوائق دور
النشر والطباعة والرقيب.
وقد تكون هناك مستقبلاً مجموعات ارسالية منتظمة عن طريق البلوتوث كما هو الحال
في قروبات الانترنت وقد لا يقتصر الموضوع على جانب الروايات
فقط وانما يأخذ شكلاً أوسع ليشمل كل ما هو مقروء وبخاصة الكتب والبحوث والدوريات التي
قد يحتاج إليها الباحثون على مختلف حاجاتهم دون خسارة الكثير من الوقت
في الذهاب للمكتبات والبحث والتصوير كل ذلك يتم عن طريق ارسالية بلوتوث!