عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 04 / 2005, 55 : 04 PM
الصورة الرمزية لحظة غروب
لحظة غروب
عضو حاصل على المرتبة الثانية
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
19 / 03 / 2005 6 236 0.03 يوميا 244 10 لحظة غروب is on a distinguished road
لحظة غروب غير متصل

المطابخ المدرسية قنبلة موقوتـة

المطابخ المدرسية.. قنابل موقوتة




د. موسى بن عيسى العويس/تعليم الرياض


تفسيرات عدة سيدخل القارئ فيها على العنوان، هل المقصود به تعليم لبنات، بوصف هذا المكان من لوازم تطبيقاتهم العملية في التدبير المنزلي، أم هل هناك تبادل أدوار في الحياة الاجتماعية بين الجنسين، أم أن (المطبخ) رمز للمبنى المدرسي المستأجر، أظنّ أنّ الإثارة في العنوان، أصبحت من لوازم المقال، إذا ما أردنا له القبول، أو جر القارئ إلى تتبع الجزئيات.
ديوان المراقبة العامة
في تقريره عن وزارة التربية مرّ على (مشكلة المباني المستأجرة) مرور الكرام، أو طرحها على استحياء، مع أنها معضلة من أكبر المعضلات، ومشكلة من أخطر المشكلات.. ربما استصحب في تقريره أن الوزارة، ومنذ ما يقارب من ست سنوات جعلت هذه القضية من أهم أهدافها، وقطعت بها شوطاً يحسب لها، أو أنه راعى تقاسم المشكلة بين أكثر من جهه.. كل هذا وارد، لكن الشيء الذي لم يحسن فيه، هو تقدير أثر (المبنى المستأجر)، وتجاهل مصدر خطورته، وأثره السلبي على الطالب والمعلم، نفسياً، واجتماعياً، وسلوكياً.. لكم أن تتخيلوا بعض (مختبرات هذه المدارس إن صحت التسمية)، وقد علٌقت (سخانات الماء) على جدرانها.. أرجو ألا يؤخذ هذا على المبالغة وإثارة العواطف، وننتظر حتى تقع الكارثة، ففي كل يومٍ تغرب فيه شمسه، وبخاصة في مثل هذه الأيام القائضة، ولا تمر كارثة من الكوارث في أحد هذه المباني أجدها نعمة من نعم الله.
ظهور بعض المؤشرات:
على أن هذا المبنى (المستأجر) غاية، أو مطلب، بحسب مؤشرات حركة النقل، لجل المديرين أو الوكلاء أو المعلمين، لأسباب كثير ة ليس المجال ذكرها هنا، كل ذلك لا يخول لنا الاطمئنان إلى صحة بيئتها التعليمية والتربوية، وكثير من هذه الشريحة قد لا تطمئن لوضع أبنائها بها.
قد يقال إن وزارة المالية طلبت خطة متكاملة من وزارة التربية للإستغناء عن المباني المستأجرة، ووزارة التربية تطلب من وزارة التخطيط دراسة حجم النمو السكاني، وهكذا دواليك، وقد يقال إن (المبنى المستأجر) لجأنا إليه في حالة أزمة، أو طارئ، أو بسبب سوء تخطيط للمستقبل، ولا داعي للمساءلة عن السبب أو المتسبب، فكم من الناس أخطأوا من حيث لا يقصدون في تقدير مصالح معينة، وفوجؤوا بجسامة خطأ إستراتيجي في التخطيط تحمل غيرهم تبعاته فيما بعد، وهل باستطاعة إنسان ما - حتى ولو أراد - أن يأكل بعض قراراته، كلا.. وكثيرٌ من الأخطاء الجسيمة توجب على مرتكبيها المحاكمة الاجتماعية، حتى ولو كان بأثر رجعي، لكن عفا الله عما سلف، وكفى المرء نبلاً أن تعدّ عيوبه، ورضا الناس غاية لا تدرك.
في الرياض تقارب المباني المستأجرة في بعض أحيائه 50%، وقد لا أستطيع - رغم معايشتي لها - تصوير واقعها، إما حياءً، أو قصوراً في القدرة على تصوير الواقع, وبخاصة إذا كان عظيم الشأن.
في جولة قصيرة, قف وتأمل فقط في حال أركان تلك المباني، بل الأطلال البائدة، ومالحق بها من خراب لا تجهلنا أسبابه، بل قف وتأمل حال تلك الطيور، وقد أفلتت من شرك تلك الأقفاص وقت الظهيرة، وفي وهج الحر، حتماً ستخرج بأكثر من تفسير ساعة الانطلاق، وستخرج بأكثر من تعليل لبعض الظواهر السلوكية السيئة.
معالي وزير التربية والتعليم:
أعانك الله على هذا الهم، وأظن أن التقنية الجديدة، والمشاريع التطويرية، والوظائف، والتجهيزات، والتدريب على رأس العمل، وتحسين المستويات، والمهرجانات، واللقاءات، والندوات، والمؤتمرات على أهميتها، وكثرة الطارقين والطالين لها، كلها ستعذر فيها أمام الله، والقيادة ، والمجتمع، والتاريخ لو تجاهلتها على مدى خمس سنوات، والتفت إلى البنية التحتية (المبنى الحكومي)، فهذا ما سيكتب لك في صحائف إنجازاتك، مهما واجهك فيه من عوائق، ومهما احتاج منك من تضحيات، لاسيما، والطريق قد عبّد لك، واستنهضت فيه همم القطاع الخاص، ورجال الأعمال والموسرين من أهل الخير، والغيورين على هذا الوطن الشامخ، من أصحاب الرأي والمشورة.. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.









توقيع : لحظة غروب
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة