23 / 06 / 2006, 25 : 11 AM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,615 |
1.06 يوميا |
|
|
392 |
10 |
|
|
|
|
التواقيع
اعتاد الناس في هذا الزمان الإطالة في الخطابة بما يصيب المتلقي بالملل والتضجر ولاسيما إذا ما كان المتلقي حاضراً تقديراً للمضيف، فمن اللباقة لدى المستضيف أن يختصر القول في كلام غير ممل واختصار غير مخل. ولنا في تراثنا عبر العصور حول الاختصار المفيد آثار كثيرة، وقد سميت تلك الجمل المفيدة والمختصرة (بالتوقيعات). وقد أورد ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد أمثلة منها:
قال هارون الرشيد لمعن بن زائدة: كيف زمانك يا معن؟ قال: يا أمير المؤمنين أنت الزمان؛ فإن صلحت صلح الزمان، وإن فسدت فسدَ الزمان.
وهذا نظير قول سعيد بن سلم، وقد قال له أمير المؤمنين الرشيد: مَن بيتُ قيس في الجاهلية؟ قال: يا أمير المؤمنين، بنو فزارة، قال: فمن بيتهم في الإسلام؟ قال: يا أمير المؤمنين، الشريف من شرفتموه، قال: صدقت أنت وقومُك. ودخل معن بن زائدة على أبي جعفر، قال له: كبرت يا معن، قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين، قال: وإنك لجلد! قال: على أعدائك يا أمير المؤمنين. قال: وإن فيك لبقية، قال: هي لك يا أمير المؤمنين، قال أي الدولتين أحب إليك أو أبغض، أدولتنا أم دولة بني أمية؟ قال: ذلك إليك يا أمير المؤمنين، إن زاد برك على برهم كانت دولتك أحب إليّ، وإن زاد برهم على برك كانت دولتهم أحب إلي. قال: صدقت.
قال هارون الرشيد لعبدالملك بن صالح: أهذا منزلك؟ قال: هو لأمير المؤمنين وليّ به. قال: كيف ماؤه؟ قال: أطيبُ ماء. قال: فكيف هواؤه؟ قال: أصح هواء.
قال أبو جعفر المنصور لجرير بن يزيد: إني أردتك لأمر. قال: يا أمير المؤمنين قد أعد الله لك مني قلباً معقوداً بطاعتك، ورأياً موصولاً بنصيحتك، وسيفاً مشهوراً على عدوك؛ فإذا شئت فقل.
وقال المأمون لطاهر بن الحسين: صف لي ابنك عبدالله. قال: يا أمير المؤمنين إن مدحته عبته، وإن ذممته اغتبته، ولكنه قدح في كف مثقف ليوم نضال في خدمة أمير المؤمنين.
وأمر بعض الخلفاء رجلاً بأمر، فقال: أنا أطوع لك من الرداء، وأذل لك من الحذاء.
وقال آخر: أنا أطوع لك من يدك، وأذل لك من نعلك.
وهذا ما قاله الحسن بن وهب لمحمد بن عبدالملك الزيات. وقال المنصور لإسحاق بن مسلم: أفرطت في وفائك لبني أمية، قال: يا أمير المؤمنين، إن من وفي لمن لا يرجى كان لمن يرجى أوفى.
وقال هارون لعبدالملك بن صالح: صف لي منبج، قال: رقيقة الهواء، لينة الوطاء، قال: فصف لي منزلك بها، قال: دون منازل أهلي، وفوق منازل أهلها، قال ولم قدرك فوق أقدارهم؟ قال: ذلك خلق أمير المؤمنين أتأسّى به، وأقفو أثره، وأحذو مثاله.
ودخل المأمون يوماً بيت الديوان، فرأى غلاماً جميلاً على أذنه قلم، فقال: من أنت يا غلام؟ قال: أنا الناشئ في دولتك، والمتقلب في نعمتك، والمؤمل لخدمتك، الحسن بن رجاء. قال المأمون: بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول؛ ارفعوا هذا الغلام فوق مرتبه.
علي بن يحيى قال: إني عند المتوكل حين دخل عليه الرسول برأس إسحاق بن إسماعيل، فقام علي بن الجهم يخطر بين يدي المتوكل ويقول:
أهلاً وسهلاً بك من رسول جئت بما يشفي من الغليل
برأس إسحاق بن إسماعيل
فقال المتوكل: قوموا التقطوا هذا الجوهر لئلا يضيع
ودخل عقال بن شبة على أبي عبيدالله كاتب المهدي، فقال: يا ابن عقال، لم أرك منذ اليوم! قال: والله إني لألقاك بشوق، وأغيب عنك بتوق
وقال عبدالعزيز بن مروان لنصيب بن رباح - وكان أسود -: يا نصيب هل لك فيما يثمر المحادثة؟ يريد المنادمة. فقال: أصلح الله الأمير، اللون مُرمّد والشعر مفلفل، ولم أقعد إليك بكريم عنصر، ولا بحسن منظر، وإنما هو عقلي ولساني، فإن رأيت ألا تفرق بينهما فافعل.
ولما ودع المأمون الحسن بن سهل عند مخرجه من مدينة السلام، قال له يا أبا محمد، ألك حاجة تعهد إليّ فيها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ان تحفظ علي من قلبك ما لا استعين على حفظه إلا بك.
وقال سعيد بن مسلم بن قتيبة للمأمون: لو لم أشكر الله إلا على حسن ما أبلاني في أمير المؤمنين من قصده إليّ بحديثه، وإشارته إليّ بطرفه، لكان ذلك من أعظم ما توجبه النعمة، وتفرضه الصنيعة. وقال المأمون: ذلك والله لأن الأمير يجد عندك من حسن الإفهام إذا حدثت، وحسن الفهم إذا حدثت، ما لا يجده عند غيرك.
د. محمد بن عبدالرحمن البشر
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|