عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 23 / 06 / 2006, 47 : 03 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,618 1.05 يوميا 393 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

نظرات في المجتمع

الاثنين 6 من ذي القعدة 1392هـ الموافق 11 ديسمبر 1972م العدد (473)


المجتمعات مليئة.. بل مكتظة بالكثير.. من أولئك الذين تشعبت نفوسهم.. وتزاحمت أفكارهم.. بالأمراض الفتاكة.. بالنفوس الهدامة للشخصيات.. التي دافعها ومركب النقص وحب الاعتلاء على الآخرين.. والتظاهر بالأنفة.. والأنانية.. وحب الذات.. لتغطية عيونهم ومساوئهم ووضع أنفسهم وأرواحهم في مكانة غير التي جعلتهم فيها الفطرة.. والمجتمع ودرجات تحصيلهم.. ومراتب تقديرهم ذلك أنهم يحاولون فرض شخصياتهم وكبرياء نفوسهم.. على من حولهم متلبسين.. ومختلفين.. ومستترين.. برداء.. الفهم.. والمعرفة وسعة الأطالع.. واتساع أفق مداركهم للأمور.. العقلية والسياسية.. وسبر غور الأحداث.. من جميع النواحي.. وكأنهم قواميس.. ضمت كل معلوم.. ومرسوم.
وإذا.. ما خاض شخص معهم في حديث.. أو دار معهم نقاش.. أقاموا الدنيا وأقعدوها.. بآرائهم.. ومعرفتهم واقحموا محدثيهم.. بحجج واعية وبراهين غير صالحة.. ومغالطات.. لا نهاية لها.. ولا بداية..
في حديثهم.. التملق.. والالتواء.. والسذاجة.. والغباء.. ولكنهم لابد وأن يفرضوا على غيهم.. ما تمليه عليه.. نفوسهم المريضة.. وبذلك يحاولون أن يضعوا أنفسهم في كل شيء.. ويخوضوا كل معركة.. ولا يتركون ميداناً.. إلا وكان نصيبهم فيه وافياً من حيث إنهم يعلمون الناس.. وهم جاهلون.. ويصلحون أخطاء البشر.. وهم خاطئون.. ويبنون من أحلامهم صروح المجد.. وقمم الذروة الواهية.. وكأنهم يسبحون في بحر خضم.. لا حد له.. ولا نهاية ولو عرفت.. وتمعنت في داخل نفوسهم.. لها لك الأمر.. ودهاك الواقع.. وأذهلتك الحقيقة التي تعطيك.. صورة واضحة المعالم.. بازرة الظواهر.. لتجد أن. حشرات المجتمع. ووباء أمته رابض بين جوانحهم.. ولكنهم يجهلون.. أو.. يتجاهلون ذلك.. وبالمعنى الصحيح.. لا.. يمكن.. لأية قوة في الأرض أن تغير تفكيرهم.. أو.. تمحو كبرياءهم.. إنهم يعيشون في عالم مظلم.. وحياة مريرة مضطربة.. تؤلمهم.. وتسقم حياتهم.. ولكن أين المفر..؟.
أن المراتب الزائفة.. والدرجات المرموقة.. جعلتهم ينظرون إلى أنفسهم نظرة بعيدة عميقة غير نظرة الناس إليهم.. إذاً.. فهم فخورون.. بما وصلوا إليه.. ولابد من شيء.. يلفت أنظار المجتمعات.. والطبقات الراقية نحوهم. ولابد أن يتحدث.. الصغير.. والكبير.. عنهم.. في كل زاوية.. وركن.. حتى تصبح جميع العدسات.. والأضواء.. مسلطة عليهم.. وحتى يحققوا ما تفتقر إليه نفوسهم في غذاء مهم.. لا يأتي.. إلا.. عن طريق.. الظهور بمظاهر.. المتعلم الواسع الاطلاع.. والذين يتخذون من هفوات وأغلاط الغير.. مسرحاً لأنفسهم.. يقيمون عليه الحجة والبرهان.. ويصلحون إلى حد قولهم.. ما أفسده المجتمع.. وليصبحوا في نظر الآخرين.. رسل الإصلاح.. ودعائم العلم.. وبركان المعرفة.. في الوقت الذي هم.. أحوج الناس إلى ذلك.. ولقد صدق.. الشاعر.. وأمعن في وصف هذه القلة من الناس.. حين قال:




يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم


أجل.. أنهم أجدر.. وأحق.. وأحرى بالإصلاح.. والتقويم لأنفسهم من غيرهم.. ولكن بصائرهم عميت.. وقلوبهم مرضت وحل مكانها الانحراف.. عن.. الحق.. والطيش.. وطبعاً.. وبدون شك.. فكل مجتمع.. وكل أمة.. مهما تحضرت.. ومهما بلغت في الرقي.. والتعليم حتى ولو.. وصل أبناؤها القمة.. في كل شيء.. لابد.. ولا مناص.. من الغلط.. والهفوات.. والنزوات.. التي ولدت مع الإنسان.. وأصبحت ملازمة له.. كظله.. ولكن ذلك.. يتفاوت.. ويتشعب.. من حيث الفهم عند الشعوب.. حسب مداركهم.. ومدى علمهم.. وفهمهم للشيء فهناك.. من يتخذ من أغلاطه.. علاجاً شافياً يصلح به ما أفسده.. ويتخذ مشعلاً يستنير به ويحاول إصلاح وتغطية أغلاطه ومحوها بعقله.. وحسن تصرفه مستقبلاً والعكس في ذلك.. من يجعل من أمراضه.. داءاً فتاكاً.. يتخذه مطية يصل بها إلى أهدافه.. ومطامعه.. وتغطية مركبات النقص فيه.. فهو يحاول. أن يلغط غيره.. ويتجاهل.. بل.. ويبرئ نفسه من كل شيء.. ويحاول أن يعتلي.. ويصعد.. على تفكير غيره.. من زاوية هفواته.. في الوقت الذي يتمادى هو نفسه.. ويترك نفسه.. في سبيل أهوائه.
والشارع الفذ.. قد أجاد.. في وصف هؤلاء حين قال:



لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم


وهم بذلك.. قد.. أوقعوا أنفسهم في حبائل غير محمودة.. واضحوا يسبحون في متاهات ومستنقعات.. مليئة.. بكل سوء.. وسدوا على أنفسهم. جميع.. نوافذ.. وأبواب.. الإصلاح.. والتقويم.. وبذلك تكون النتائج.. عكس ما كانوا يتصورونه.. فليسوا هم الذين أصلحوا أنفسهم.. وطهروا أرواحهم من تلك الفرائز.. ولا هم.. الذين حققوا من وراء تفكيرهم الخاطىء.. وأغلاط غيرهم.. المكانة التي يحلمون بها.. وأخيراً.. وجدوا أنفسهم.. مع حقيقتهم التي.. كشفها الزمان.. وجهاً لوجه.. في الوقت الذي كانوا يحاولون إصلاح.. أوضاعهم.. المظهرية في.. إطار التعالي.. وادعاء المعرفة.. وإصلاح أوضاع غيرهم.. أو التظاهر بها.. غير أنهم قد أساؤا.. وجنوا على أنفسهم.. وعلى غيرهم.. فلا هم.. الذين حققوا ما كانوا يصبون إليه.. ولا هم.. الذين تركوا غيرهم على شاكلة.. وبذلك خسروا الجولتين.. وأساؤوا إلى أنفسهم.. وإلى غيرهم.. كما قيل:



إذا فعل الفتى ما عنه ينهى
فمن جهتين لا جهة أساء


ونحن اليوم نحث شبابنا.. ومجتمعنا العربي الأصيل.. أن يبتعدوا كل البعد عن أمثال هذه الأمراض التي سوف تؤدي بصاحبها إلى أضرار المجتمع.. وتنحدر به من سيئ إلى أسوء.
نسأل الله السلامة والعافية.

عبدالرحمن حسن بن الشيخ عمر آل الشيخ







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة