[3mr=backgrounds/11.gif]
*¤§( شيبة بن عثمان صاحب مفاتيح الكعبة )§¤*
هو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي العبدري ، وهو أبو صفية ،
وقيل : كنيته أبو عثمان ، وكان مصعب بن عمير رضي الله عنه خاله
قتل أبوه يوم أحد كافرا ، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح ، وهو حاجب الكعبة أي صاحب مفتاح
الكعبة وحجبة البيت بنو شيبة من ذريته .
*¤§( يوم الفتح )§¤*
دفع الرسول صلى الله عليه وسلم لشيبة رضي الله عنه عام الفتح
مفتاح الكعبة المشرفة ، وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة
وقال :
" خذوها خالدة مخلدة تَالدة إلى يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة ،
لا يأخذها منكم إلا ظالم "
*¤§( الثأر والإيمان )§¤*
ظل شيبة رضي الله عنه مشركا حتى يوم الفتح فأسلم مع من أسلم يومها
دون اقتناع ، وإنما غلب على أمره ولم يتمكن الإسلام من قلبه ، وخرج مع
النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين على شركه ، وقيل إنه نوى أن يغتال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مَن الله عليه بالإسلام وحسن إسلامه ،
وقاتل يوم حنين وثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يحدث رضي
الله عنه عن إسلامه فيقول :
( ما رأيت اعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات
فلما كان عام الفتح ودخل النبي صلى الله عليه وسلم عنوة قلت أسير مع
قريش إلى هوازن بحنين فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غرة فأثأر
منه فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها أقول ولو لم يبق من العرب والعجم
أحد إلا اتبع محمدا ما اتبعته أبدا.
فلما اختلط الناس اقتحم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بغلته ورفعت
السيف فدنوت أريد ما أريد منه ورفعت سيفي فرفع لي شواظ من نار كالبرق
حتى كاد يذهب بصرى فوضعت يدي على بصري خوفا عليه فالتفت إلي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وناداني :
" يا شيبة اقترب مني "
فدنوت منه فمسح صدري وقال :
" اللهم أعذه من الشيطان "
فوالله لهو كان ساعتئذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي واذهب الله
عز وجل ما كان بي ، ثم قال اذهب فقاتل فتقدمت أمامه اضرب بسيفي الله
يعلم أنى أحب أن أقيه بنفسي كل شيء ولو لقيت تلك الساعة أبي لو
كان حيا لأوقعت به السيف.
فلما تراجع المسلمون وكروا كرة رجل واحد قربت بغلة رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاستوى عليها فخرج في إثرهم حتى تفرقوا في كل
وجه ورجع إلى معسكره فدخل خباءه فدخلت عليه فقال :
" يا شيبة الذي أراد الله بك خير مما أردت بنفسك "
ثم حدثني بكل ما أسررت في نفسي مما لم اكن اذكره لأحد قط
فقلت :
فإني أشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله ثم قلت استغفر لي
يا رسول الله
فقال : " غفر الله لك " )
وفي رواية أخرى للقصة قال شيبة رضي الله عنه :
( خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، والله ما خرجت
إسلاما ، ولكن خرجت إبقاء أن تظهر هوازن على قريش ، فوالله
إني لواقف مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ قلت :
يا نبي الله إني لأرى خيلا بلقاء
قال صلى الله عليه وسلم :
" ياشيبة إنه لايراها إلا كافر "
فضرب بيده صدري فقال :
" اللهم اهد شيبة "
وفعل ذلك ثلاثا ، فما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عن
صدري الثالثة حتى ما أجد من خلق الله أحب إلي منه )
*¤§( وفاته )§¤*
توفي شيبة رضي الله عنه سنة تسع وخمسين بمكة في آخر خلافة معاوية
رضي الله عنه .
[/3mr]