10 / 07 / 2006, 42 : 05 PM
|
ضيف عزيز
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
25 / 04 / 2006 |
1854 |
20 |
0.00 يوميا |
|
|
228 |
10 |
|
|
|
|
قصه مؤثره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انها من اروع القصص الواقعية المؤثرة التي قراتها حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة رغم صغر سنها , وهي قصة من اعجب القصص رواها ابوها وهو لبناني اشتغل في السعودية فترة من الزمن.
.
قال " عشت في الدمام عشر سنين و رزقت فيها بابنة واحدة اسميتها ياسمين و كان قد ولد لي من قبلها ابن واحد و اسميته احمد و كان يكبرها بثمان سنوات , وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية كانت ياسمين آية في الجمال لها وجه نوراني زاهر مع بلوغها التسع سنوات
رايتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب و تصلي و تواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر , فكانت ما ان تنتهي من اداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور و تفترش سجادة صلاتها الصغيرة و تاخذ بقرآنها و هي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا, كنت اقول لها قومي العبي مع صديقاتك فكانت تقول : صديقي هو قرآني و صديقي هو ربي و نعم الصديق , ثم تواصل قراءة القرآن.
و ذات يوم اشتكت من الم في بطنها عند النوم , فاخذتها الى المستوصف القريب فاعطاها بعض المسكنات فتهدا آلامها يومين , ثم تعاودها و هكذا تكررت الحالة , ولم اعطي الامر حينها أي جدية , و شاء الله ان تفتح الشركة التي اعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الامريكية , و عرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت , و لم ينقضي شهر و احد حتى كنا في احضان امريكا مع زوجتي و احمد و ياسمين , بعد قرابة الشهرين على وصولنا عاودت الآلام ياسمين فاخذتها الى دكتور متخصص , فقام بفحصها و قال: ستظهر النتائج بعد اسبوع و لا داعي للقلق .
ادخل كلام الدكتور الاطمئنان الى قلبي , و سرعان ما حجزت لنا مقاعد على اقرب رحلة الى مدينة الالعاب " اورلاندو" وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين , بين الالعاب و التنزه هنا و هناك و بينما نحن في متعة المرح , رن صوت هاتفي النقال , فكان الاتصال من الدكتور ستيفن : " معذرة انا الدكتور ستيفن , طبيب ياسمين هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا؟
فقلت له : هل هناك ما يقلق في النتائج ؟ فقال: في الواقع نعم , لذا اود رؤية ياسمين و طرح بعض الاسئلة عليها قبل التشخيص النهائي , فقلت : حسنا سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك .
اختلطت المخاوف و الافكار في راسي , و لم ادري كيف اتصرف , اخبرت زوجتي ان الشركة تريد حضوري غدا الى العمل لطاريء , فرجعنا , و في عيادة الدكتور ستيفن استهل حديثه لياسمين بقوله : مرحبا ياسمين , كيف حالك؟ فقالت : جيدة الحمد لله , و لكن احس بآلام و ضعف , لا ادري مم؟
و طرح عليها الدكتور اسئلة كثيرا ثم طاطا راسه و قال لي : تفضل لى الغرفة المجاورة . وفي الغرفة انزل الدكتور على راسي صاعقة , تمنيت عندها لو ان الارض انشقت و ابتلعتني.
فقال الطبيب: انها مصابة بسرطان الدم في مراحله الاخيرة جدا , و لم يبق لها من العمر الا ستة اشهر, فلم اتمالك نفسي و شرعت في البكاء , فقلت : كيف ستموت و ترحل عن الدنيا , و سمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت و لما علمت اغمي عليها , و هنا دخلت ياسمين و ابني احمد و عندما علم احمد بالخبر احتضن اخته وقال : مستحيل ان تموت ياسمين
فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة : اموت , يعني ماذا اموت ؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال , فقال الدكتور : يعني سترحلين الى الله.
فقالت ياسمين : حقا سارحل الى الله ؟ و هل هو سيء الرحيل الى الله ؟ الم تعلماني يا والدي بان الله افضل من الوالدين و الناس و كل الدنيا , و هل رحيلي الى الله يجعلك تبكي يا ابي و يجعل امي يغمى عليها
فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة اخرى فياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء الحبيب
فقلت :عليك الآن ان تبداي العلاج
فقالت : اذا كان لا بد لي من الموت فلماذا العلاج و الدواء و المصاريف
نعم يا ياسمين نحن الاصحاء ايضا سنموت فهل يعني ذلك بان نمتنع عن الاكل و العلاج و السفر و النوم و بناء المستقبل , فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة و لم يبق على وجه الارض كائن حي
فقال لها الدكتور: سنعطيك الادوية و المواد الكيميائية التي لها هدفان : الاول تخفيف الآلام و الثاني المحافظة قدر الامكان على اجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك و خالقك تقولين له لقد حافظت على الامانات التي جعلتني مسؤولة عنها هانا اعيدها لك الا ما تلف من غير قصد مني
فقالت ياسمين : اذا كان الامر كذلك فانا مستعدة لاخد العلاج
مضت الستة اشهر ثقيلة و حزينة بالنسبة كاسرة ستفقد ابنتها المدللة و المحبوبة , و عكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها اشراقا و جمالا و قربا من الله تعالى قامت بحفظ سور من القرآن الكريم وسالناها لماذا تحفظين القرآن ؟ قالت : علمت بان الله يحب القرآن , فاردت ان اقول له يا رب حفظت بعض سور القرآن لانك تحب من يحفظه
و كانت كثيرة الصلاة وقوفا , و احيانا كثيرة تصلي على سريرها فسالتها عن ذلك فقالت: سمعت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" جعلت قرة عيني في الصلاة " فاحببت ان تكو ن لي قرة عين.
و حان موعد رحيلها , و اشرق بالانوار وجهها , و امتلات شفتاها بابتسامة واسعة , و اخذت تقرا سورة "يس" التي حفظتها و كانت تجد مشقة في قرآءتها الى ان ختمت السورة ثم قرات سورة الفاتحة و سورة الاخلاص ثم آية الكرسي
ثم قالت : الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن و حفظنيه و قوى جسمي للصلاة و ساعدني و انار حياتي بوالدين مؤمنين صابرين , حمدا كثيرا ابدا و اشكره بانه لم يجعلني كافرة او عاصية او تاركة للصلاة.
ثم قالت : تنح يا والدي قليلا , فان سقف الحجرة قد انشق و ارى اناسا مبتسمين لابسين البياض و هم قادمون نحوي و يدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم الى الله تعالى.
و ما لبثت ان اغمضت عينيها و هي مبتسمة و رحلت الى الله رب العالمين
اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة و ارحمنا برحمتك و احسن خاتمتنا.
منقول لكم
اختكم
|