لابد أن أحداً غيري لاحظ أو تساءل عن سبب كثرة المخللات في أسواق المواد الغذائية في بلادنا. تكاد تطغى على غيرها من المواد الغذائية الأساسية.
رائحته قوية، نفاذة مقبولة، مع أن طعمه - في أكثر الأحيان - يلذع الفم. ويأتي على أشكال منه الأسطواني..!! ومنه المربع، ومنه ما لا شكل له على الإطلاق..!!
ونلاحظ أن كل أنواع المخللات تُسمى (طرشي) وهي كلمة فارسية الأصل (تُرشي) وتعني الحامض. وهو مشهور في إيران والعراق والشام. ومن ولع الناس بهذه المادة عندنا في المملكة، تكتشف إدارات التفتيش على الأطعمة بين حين وآخر مصانع غير نظامية ولا مُرخصة لإنتاج هذه المادة، مما يدل على أن الطلب عليها يبلغ ارتفاعه حداً عالياً.
عندنا في نجد، لم يكن الإنسان بحاجة إلى فاتحات الشهية. فالشهية مفتوحة «خلقة»..!! فلقد أنعم الله علينا في الماضي بكل خيرات الطبيعة النقية. ولم تكن تلك المخللات ولا المعلبات جزءاً من تراث السلف. ولا أعرف لماذا نتشبث بها بهذا الشكل العجيب. خبراء التغذية لا ينصحون بالإكثار منها، خصوصاً في وجبات العشاء، لئلا يجد المرء نفسه تحاصره الكوابيس والأحلام المزعجة. اقرأوا:
فأكلتُ حتى كاد يعرق مطرَحي
والسقف والحيطان تعرقُ أجمعُ
فأخذت أقلبُ في الفراش كأنني
مُلقى على نار بها أتوجعُ
وحلمت أني ساقطٌ من موقع
عال إلى واد، وقلبي يهلعُ
حتى رأيتُ لعُظم تأثير العشا
أفعى تطير، لها أيادٍ أربعُ
ولقد دنَتْ مني فأمسى واقفاً
شَعري لها فزعاً.. ومن لا يفزعُ؟
===
عبدالعزيز محمد الذكير
الرياض
>>>>يعني نهون ماناكل طرشي
