عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 25 / 07 / 2006, 59 : 01 AM
هادي
المراقب العام والناطق باسم الادارة
المنتدى : نبض المشاعر
تاريخ التسجيل العضوية الدولة العمر المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
29 / 12 / 2005 1365 مهاجر بلا وطن ..؟ 41 1,754 0.25 يوميا 266 10 هادي is on a distinguished road
هادي غير متصل

Love &&&قصة قصيرة...ليلة صامتة&&&

لا أدري ماذا يحيط مشاعري هذه الليلة من وجل..الصمت يلقي بظلاله على الجميع..

حتى الرياح ترفض معانقة الأشجار بحرارة كعادتها كل ليله..لا أدري هل أصابها الوهن أم أن الصمت أحكم قبضته هذه المرة..

هناك شاحنة تعبر آخر الطريق كان صوتها يُخرج الصمت من عرينه...لكن سرعان ما أستعاد هيبته بمجرد اختفاءها في مغارة الليل..

أقف على شرفة منزلي..أُغازل نجمات كانت تلّوح لي وتغريني بالسهر معها..فكرت أن أرفع صوتي بالغناء لكن....هناك قوى تحول بيني وبين ذلك..لم يمتلكني شعور كهذا من قبل..

استرجعت شريطي في الأيام الماضية..بدا لي هناك صورة ترقد خلف أكوام من الأحداث اليومية..أزحت عنها ماكان يحيط بها..إنها تزداد إشراقاً ونظارة كلما أزلت ماحولها من أحداث..بدأت معها أتذكر المكان والزمان الذي ولدت فيه..

لكن لماذا هذه الصورة بالتحديد وهذه الليلة...!!؟

كانت فاتنة, تمشي وكأنه لايوجد على هذه الأرض فتاة سواها..الكل كان يحاول الاقتراب من حماها..لكن كانت كغزال نافر..

عبرت من أمام الجميع حتى توقفت عند صاحب محل الورود..من حسن حظي إني كنت هناك قبل أن يأتي خلفها لفيف من المعجبين..

نظرت إليّ متسائلة بكم هذه الباقة...؟

أخبرتها أني مثلها جئتُ لأشتري باقة ورد لأمي...كانت للتو خرجت من المستشفى..حَمِدت الله على سلامتها.. وقابلتها على ذلك بابتسامة أمتنان...
كانت أصوات المارة بالخارج تقلقل مضجع الورود النائمة في أحضان الأغلفة..اتجهت أنظاري نحوها..رأيت حينها الضجر يداعب ملامحها الطفولية فلم تعد تطق الجلوس في المحل فالجميع بالخارج ينتظر خروج هذه الدرة..

اتجهت ناحيتي في خجل طالبةً مني أن أخرج معها لعلهم يكفون عن ملاحقتها..لبّيت طلبها بكل سرور..

كنت أسير بجوارها..كان قلبي يعرق من حرارة الموقف..
شعرت لها بجاذبيه تقتلع مشاعري ولهفتي من جذورها..

لمْ ألُم ساعتها هذه الوفود المتراكمة على رصيف الحيرة وأنا أراهم يضربون كفوف الحسرة على رحيلها من بين أيديهم..

قله..هنّ النساء المحدثات مثل هذه الجلبة..وقلةٌ أيضاً من يتفق عليها كل من يراها..

سرنا قليلاً حتى ابتعدنا عن أنظارهم لم أشعر بنفسي إلا عندما أشرت لي بالتوقف..تبسمت شاكرة لي صنيعي هذا معها مصحوب بنظرة تشع سحراً وكأنها تريد أن أكون أحد القتلى الملقين على سواحل جفنها..

لوحت بيديها مودعة متوارية خلف خطوط النور الساقطة على شارع الوداع.. لم أكن قد برحت محلي فعطرها كان يملا المكان..حاولت أن أستنشق منه قدر الإمكان..فالحياة فرص..



لا أدري ماالذي أعاد هذه الحادثة لمخيلتي وفي هذا الليل البهيم الصامت..

ربما....لكي أتمكن من استرجاع الصورة والموقف بكل دقة..عليّ أقتنص ولو كلمة أو عبارة خرجت طائشة تشير لموعد آخر أو لقاء عابر تحت سقفِ السماء..ربما...........

حاولت أن أقتلَ هذا الصمت برمي بعض التمتمة في كفن المساء..

لكن ذلك لم يجدي..فهو يتمتع برباطة جأش قابله ضعف إرادة مني..

مرت الثواني تمشي الهوينى..ليت أني أستطيع نهرها لتُعجلَ المسير فأنا مللت الانتظار والوقوف مع صديق عابس في هذا العراء..

وأخيراً أتى المنقذ...
إنه صوت العصافير الصادحة..إنها ترميه من كل صوب.. تهدد مملكته بالانهيار وتفرض عليه الانسحاب من الفضاء بكل استسلام.. إنها تفتك بثوبه الذي ألبسه ليلتنا الماضية عنوة..

خرجت مني حينها زفرة أرعبت كل أوردة قلبي وهزت شرايينه....
آه كم أنا ضعيف....








توقيع : هادي
في رحلتي
مرتني وجوه كثير
حاصرتني بأسئلة
من أكون.....!!؟
ووين راح أكون....!!؟
دورت في عيوني أجوبة
مالقت.........
إلا دمعة أنزلت
على كفي أحفرت
أظنه...وشم...!!!
مكتوب بحبر ودم
مهــــ بلا وطن ــــــــــاجر

أوراقــــ عــــائـــمــــة...........
حــزنـــي الــضــريـــر....
بَ..عَ..ثّ..رَ..هْـ
hade6262@hotmail.com
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة