مكثت ثلاثة أشهر في السجن على ذمة التحقيق يا صديقي وبرفقتي اثنان هما ذانك الرجلان (زيد) و(عبيد).
فقال لي: لماذا؟ ما السبب؟ خبّرني!. قلت: تعطلت سيارتي، واتصلت بأحد الزملاء، فجاء وقال لي: خذ هذه السيارة، إنها سيارتي لست بحاجة كبيرة إليها، فأخذناها وركب معي زيد وعبيد، وانطلقنا، وإذا بسيارة تطلب منا التوقف، فتوقفنا وهبط منها أربعة رجال معهم العصي وامرأة معهم، وأطبقوا علينا، كان كالحلم بالنسبة لنا، يضربوننا بلا أدنى تفاهم، فبادلناهم الضرب، وكان اثنان منهم أطبقوا على (زيد) فتناولت ترمس الشاي وضربت أحدهم على رأسه، وتمكن زيد من السيطرة على الآخر وضربه على فمه، وأما عبيد فقد أمسك بالعصا بيد الآخر، وجاء الرابع بحديدة من السيارة، وضربني في ظهري، واستمر العراك، وإذا المرأة تعضني في عضدي الأيمن والدماء تملأ ثوبي.
استغرقت المضاربات ست دقائق كانت كالشهر لا أنساها أبدا، لقد رجحت كفتنا عليهم وتساقطوا وإذا دورية الشرطة أمامنا.
اقتادونا جميعا إلى مركز الشرطة، ونحن الثلاثة عاجزون عن تبرير المضاربات.. إننا لا نعرفهم وهم لم يخبرونا عن سبب الشراسة والمضاربة.
أخيرا يا أخي، عرفنا السبب!!..
فقال: خبّرني.
أخبرنا الضابط أن راكبي السيارة الأربعة ومعهم المرأة قد تعرضوا لمغازلة من راكبي السيارة، سيارتنا، بالأمس، وقالوا في التحقيق إن السيارة الحمراء هي ذاتها.
وهنا أدركنا الحقيقة، إن السيارة الحمراء وهي سيارة زميلنا قد أوهمتهم بأننا نحن أنا وزيد وعبيد الذين غازلوا نساءهم، ونحن بريئون تماما، لقد اقترضناها ذاك اليوم وليس لدينا أي علم.
فقال: هذه أغرب قصة سمعتها.
فقلت: وهذا أغرب ظلم وقع علينا، لقد هجموا علينا واندهشنا أشد الاندهاش، ولم يتكلموا بكلمة واحدة فنعرف السبب.

إبراهيم راشد حميدان