نصيـحة إلى أخي الشاب & وأختى الشــابة يحفظهم الله تعالى .


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد : هذه رسالة يبعثها أخ ناصح .. مشفق .. حريص على سعادتك وهنائك في الدنيا والآخرة ..

أخوانى الشاب هل تتجرعون مرارة الحياة صباح مساء ! من تعب وألم !! ولا أسوأ من مرارة الحياة عند الوقوع في المعاصي ، والتها فت على اللذات والشهوات ! فإنها القاصمة التي أفسدت عليكم شبابكم ، وعكَّرت عليكم أن تحيوا شبابكم ا قوياً .. ثابتين.. في عزيمة وعلو همة .

أخوانى : كم من الشباب اتخذوا أهواءهم مطيَّة ! ولبئس المطية مطية الهوى .. أما رأيتم كيف ذمَّ الله تعالى الهوى في كتابه العزيز ؟! فقد قال الله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } [الجاثـية:23]. فبالله ما الذي وجدناه في دنيا الهوى ؟! هل وجدنا لذة لا ينقضي نعيمها ؟! هل وجدنا أنساً وراحة يملآن جوانحنا ؟! هل وجدنا في ا نفسنا شوقاً إلى الدار الآخرة ، وجنة ربك تعالى التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدها لأهل طاعته ؟! هل وجدنا حباً لطاعة ربنا والتفاني في عبادته ؟!

أخي الشاب/ أختى ما أسعدكم يوم أن تصبحوا فتستقبلوا يومكم بطاعة الله تعالى ، وتقتل هوى النفس ! فلكم أن تعدوا هذا اليوم من أيامكم الصالحة التي ستنفعكم غداً إذا وقفتم أمام الله تعالى ، فتحتاج إلى الحسنة الواحدة !
ولا تقفوا أخوتى عنَّد يوم واحد ، بل فلتحرصوا أن تكون أيامكم كلها بيضاء .. بيض الله وجهي ووجهكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ..

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (( إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله ، فإن كان عمله تبعاً لهواه فيومه يوم سوء وإن كان هواه تبعاً لعمله فيومه يوم صالح )) .

أخي/ أختى : لماذا تنسى أنك مسلم ؟! لماذا تنسى ما خلقت لأجله ؟! أنسيت أن الأيام تمضي ويمضي شبابك معها ؟!

أخي الشاب/ أختى الشابة : أين أنت من عواقب المعاصي ؟! شقاء وقلق في الدنيا .. وعذاب وجحيم يوم الحساب .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : (( من استحوذت عليه الشهوات انقطعت عنه مواد التوفيق )) .

أخي: أختى : اجعل هدفك في الحياة طاعة ربك تعالى ؛ تسعد في الدنيا ، وتفوز بالدرجات العالية يوم تقوم القيامة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .