عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 14 / 08 / 2006, 27 : 04 PM
الفجر الصادق
ضيف
المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
01 / 08 / 2006 2248 3 0.00 يوميا 224 10 الفجر الصادق is on a distinguished road
الفجر الصادق غير متصل

الإيمان هو الأدب مع الله سبحانه

بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين

الإيمان هو الأدب مع الله سبحانه
إن أهل الأرض جميعاً لم يحولوا إيمانهم بالله الى أدب معه سبحانه بل إنهم لم يهتموا بسبل الأدب في ساحته سبحانه .. وهكذا أصبح ضعف الأدب مع الله هو صفة عموم مجتمعاتنا فأصبح غير المؤمنين يعيبون علينا إيماننا لأن الإيمان الذي عندنا بات مشلولاً لا يستطيع التحرك وخلق حياةً جديدة ..
إن الأدب معه سبحانه هو أساس إستحصال القوة والعزة والبصيرة وهو المطلوب فعلاً من كل البشرية بدون إستثناء .. فإن لم نكن مؤدبين مع الله ربنا فكيف سنكون عابدين له سبحانه .. والعبادة ليست سوى أخلاق مع الله .. ألم تر كيف يصف ربك عبادة رسوله الأكرم محمد (ص) عندما يقول له (وإنك لعلى خلقٍ عظيم) ، فخلق محمد صلوات ربنا عليه وعلى آله أي أدبه مع الله سبحانه عظيم ، نعم هكذا يصفه رب العزة والجلال .. فالمطلوب منا أن نفهم أن الأدب هو جوهر العبادة وأساسها ووسيلتها وغايتها وكل ما نعرفه من عبادات مثل الحمد والشكر والتوكل والرضا والتسليم واليقين هي أخلاق العبد مع خالقه سبحانه وهي أسس الدين .. وحتى ما يكون من طاعات فقهية إنما جعلت لتربية المجتمع والأجيال على الإلتزام الذي يؤدي الى الأدب مع الله ، ورُغم أن كثيرين إتخذوها حرفة أو عادة أو رياء فلم تنتج في داخلهم أدباً مع الله فإنها تبقى الوسيلة النعمة الممنوحة لنا لإستلام رسالة الأدب ونقلها الى كل الأجيال على مدى التأريخ .
وإذا كان الكل منشغل بالهموم الدنيوية فعلينا نحن أن نفهم أن المجتمع البشري يحتاج الى طليعة تتفرغ للإصلاح وأن المجتمع البشري بدون هذه الطليعة سوف يفسد وأن واجب هذه الطليعة الأساسي هو الدعوة للأدب مع الله بشكلٍ عام وبدون إستثناء لكل فئات المجتمع من موظفي الدولة والعشائر والأدباء والمفكرين والسياسيين الى الغجر دون إستثناء لأي فئة أو تمييز لها بل إن على رجال الإيمان أن يؤدبوا أنفسهم ثم يراقبوا رجال الدين وسلوكهم ويدعوهم الى التوبة عن كل السلوكيات التي لا تمثل الأدب في ساحة الله سبحانه ..
إن الربط بين مفاهيم الإيمان وبين الأدب في ساحة الله ربط ضروري وواجب ، وهي مهمة مطلوبة في زمننا الحاضر حتى لا يصبح الإيمان عبارة عن عقيدة مشوشة لا تفرض شروطها على الواقع وحتى لا يصبح التدين عبارة عن طقوس فارغة من الروح تؤدي الى نشوء بلادة روحية وفتورٍ عام في المجتمع وتشوه في الغايات ، مما يسبب ظهور جماعات دينية تعتبر قتل المؤمنين المخالفين لهم في الرأي من التدين ، ويعتبرون بغبائهم قتل المؤمنين وهم يؤدون طقوسهم العبادية من الجهاد ، وحركات دينية أخرى تعتبر مجاملة الصهيونية من التدين ، ومرجعيات دينية تعتبر السكوت عن الباطل هو أفضل خدمة تقدمها لدين الله ..
إن الربط بين الإيمان وبين الدعوة للجميع كي يكونوا مؤدبين في ساحة الله بدون إستثناء حكاماً وأحزاباً ودولاً ومرجعيات يجعل للإيمان صوته القوي في الساحة ويجعل للدين مطاليبه الواقعية ، وهل يكون طلب الأدب مع الله طلباً غير واقعي ، فليس من حق أحد أن يكره الأدب فالأدب جميل بين الناس فكيف لا يكون جميلاً بالأولى بين العباد وخالقهم سبحانه ..
وهذا الحديث لا يوجه الى غير المتدينين فقط ، بل يوجه الى كل المتدينين في العالم الذين يتعصبون لمذاهبهم وهم في نفس الوقت لا يسيرون في طريق الأدب الحقيقي مع الله خالقهم .

والحمد لله رب العالمين







رد مع اقتباس مشاركة محذوفة