أزواج فرنسا يعانون الضرب
رضوة حسن- إسلام أون لاين.نت/29-4-2005
على الرغم من أن "سيلفي" لا تبدو طباخة ماهرة فإنها تستمتع بالحديث مع صديقاتها عبر الهاتف عن الطبخات الجديدة، ومنها "سأقطعه بالسكين وأصنع منه وجبة الإفطار".
في هذا المساء عرف إيفان أنه الضحية وأن طبق الإفطار سيحتوي على أجزاء منه، فكان قراره بالفرار من منزل الزوجية.
وفى تحقيق أجرته صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية ونشرته الأسبوع الحالي، يقر إيفان أن عدد الرجال الذين يتعرضون للضرب من زوجاتهم كبير عكس المتعارف عليه. وأرجع ذلك إلى تعمد الزوج إخفاء ما يتعرض له من إيذاء بدني أو معنوي حفاظا على هيبته أمام الآخرين.
ويروي إيفان قصته مع سيلفى قائلا "لقد تحملت طيلة 8 سنوات من أجل أبنائي عددا كبيرا من الصفعات على الوجه واللكمات والتشوهات في الوجه، تحملت أن ترميني بالأطباق في وجهي وأن تهددني بالسكين. لكن فعلا أصبحت أخشى عن حياتي معها".
وطالب الزوج بأن تقوم فرنسا بإنشاء مراكز يلجأ إليها الأزواج الذين يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم ولا يجدون أماكن تؤويهم فيضطرون إلى تحمل الإهانات.
وفي حالة أخرى يقول زوج مسن بالغ من العمر 72 عاما إن زوجته (68 عاما) لديها عصا من الخشب تخصصها لضربه كلما نشب نزاع بينهما. وتقاضى الزوجان في هذا العمر أمام المحاكم وما كان من الزوجة إلا أن اعترفت بالأسلوب العنيف الذي كانت تعامل به زوجها.
قصة ثالثة مع "ديفيد" وهو في العقد الخامس من العمر وتعرض للإيذاء من قبل زوجته. ويروي ديفيد قصته قائلا: "ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للضرب... في إحدى المرات انقضت على وقضمتني من أذني بعنف شديد، وهددتني بأنني سأفقد حياتي".
وتابع: "عندما تتعرض المرأة للعنف من قبل زوجها تجد من يستمع إلى مشكلتها ومن يدعمها نفسيا وماليا.. أما الرجل فعليه أن يعيد بناء نفسه من جديد بمفرده وأن يداوي جرحه في معزل عن الآخرين".
بدني ولفظي
وقالت الباحثة الاجتماعية "إيفون دالير" إن "80% من الزوجات اللاتي يعتدين على أزواجهن يستخدمن أدوات مختلفة لإلحاق الأذى البدني بأزواجهن من أمثال ذلك المقصات وأدوات المطبخ. وأضافت: "لقد رأيت بنفسي آثار حرق بالمكواة على جسد أحد الأزواج وكانت الزوجة صاحبة هذه الفعلة".
وأشارت إلى أن الإيذاء اللفظي يكون في أحيانا كثيرة أشد تأثيرا على الزوج ومن ضمنها "أنت رجل لا تطاق"، و"مرتبك سيؤدي بنا إلى مجاعة" وغيرها من الجمل المؤذية للرجل.
معاناة في صمت
وطالب الباحث الاجتماعي "دانيال ويلزار لون" بأن تشمل أي دراسة رسمية تعد في البلاد عن العنف الزوجي هذه الفئة من الأزواج الذين يتحملون اللكمات والصفعات والمعاملة اليومية السيئة من قبل زوجاتهم.
وكان تقرير أعده القسم الفرنسي لمنظمة العفو الدولية عام 2004 قد ذكر أن 1.5 مليون سيدة فرنسية أو ما نسبته 10% من نساء فرنسا يتعرضن للضرب من قبل أزواجهم، مشيرة إلى أن 69% من هؤلاء لا يعلن تعرضهن للعنف الزوجي ويفضلن التكتم والتزام الصمت.
وتعليقا على هذه الإحصائية قالت الكاتبة المعنية بشؤون المرأة "مارى فرانس هيريجوبان" صاحبة كتاب "نساء تحت الأسر" إنه "عادة ما يتم وصف الرجل بأنه المعتدي في 98% من حالات العنف الزوجي، لكن الجنس الضعيف يكون في الحقيقة هو الأقوى أحيانا كثيرة... العنف ليس دائما حكرا على الرجال".
من جهتها، قالت المستشارة مارلين فريش "إن العنف الزوجي تجاه الرجل يبدو نادرا لأن القليل منهم يلجأ إلى القضاء ويعمل الخجل على تحويل أغلبهم إلى الصمت والانعزال عن الآخرين".
وأضافت "حتى من يلجأ منهم إلى رجال الشرطة للإبلاغ عما تعرضوا له من إيذاء بدني من قبل زوجاتهم يتم التهكم عليهم هناك مما يجعلهم ينصرفون عما جاءوا من أجله