17 / 08 / 2006, 30 : 03 PM
|
ضيف عزيز
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
07 / 08 / 2006 |
2265 |
38 |
0.01 يوميا |
|
|
224 |
10 |
|
|
|
|
هكذا يفعل الإيمان
هكذا يفعل الإيمان
عن محمد بن حسن البرجلانى عن جعفر بن معاذ قال : أخبرنى أحمد بن
سعيد العابد عن أبيه قال : كان عندنا فى الكوفة شاب يتعبد ملازماً المسجد
الجامع لا يكاد يخلو منه ، وكان حسن الوجه ، حسن القامة ، حسن السمات
فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به وطال ذلك عليها . فلما كان
ذات يوم وقفت له على طريقه وهو يريد المسجد ، فقالت له : يا فتى اسمع
منى كلمات أكلمك بها ثم افعل ما شئت ، فمضى ولم يكلمها ، ثم وقفت له
بعد ذلك على طريقه وهو يريد منزله ، فقالت له : يا فتى اسمع منى كلمات أكلمك بها . فأطرق فقال لها : هذا موقف تهمة وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعاً ، فقالت له : والله ما وقفت موقفى هذا جهالة منى بأمرك ، ولكن
معاذ الله أن يتشوف العباد إلى مثل هذا منى ، والذى حملنى على أن لقيتك
فى هذا الأمر بنفسى معرفتك أن القليل من هذا عند الناس كثير ، وأنتم
معاشر العباد فى مثال القوارير أدنى شىء يعيبه ، وجملة ما أكلمك به أن
جوارحى كلها مشغولة بك ، فالله الله فى أمرى وأمرك . قال : فمضى الشاب
إلى منزله ، فأراد أن يصلى فلم يعقل كيف يصلى ، فأخرج قرطاساً وكتب
كتاباً ثم خرج من منزله ، فإذا بالمرأة واقفة فى موضعها ، فألقى إليها الكتاب ورجع إلى منزله ، وكان فى الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلمى أيتها المرأة أن الله تبارك وتعالى إذا عُصِى حَلم ، فإذا عاود العبد المعصية ستر، فإذا لبس لها ملابسها غضب الله لنفسة غضبة تضيق منها السماوات والأرض والجبال والشجر والدواب ، فمن ذا الذى يطيق غضبه ؟
فإذا كان ما ذكرتِ باطلاً فإنى أذكرك ( يوم تكون السماء كالمُهل ، وتكون
الجبال كالعهن ) وتجثو الأمم لصولة الجبار العظيم
وإنى والله قد ضعفت عن إصلاح نفسى فكيف بصلاح غيرى ؟ وإن كان
ما ذكرتِ حقاً فإنى أدلك على طبيب هذا وولى الكلوم الممرضة والأوجاع
المرمضة ، ذلك رب العالمين ، فاقصديه على صدق المسألة ، فإنى متشاغل
عنكِ بقوله عز وجل ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين
ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
والله يقضى بالحق ) فأين المهرب من هذه الآية ؟
ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت على طريقه ، فلما رآها من بعيد ، أراد
الرجوع إلى منزله لئلا يراها ، فقالت : يا فتى لا ترجع ، فلا كان الملتقى
بعد هذا أبداً إلا بين يدى الله عز وجل ، وبكت بكاءً كثيراً ، ثم قالت : اسأل
الله عز وجل الذى بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك ، ثم
تبعته فقالت : امنن علىَّ بموعظة أحملها عنك ، وأوصنى بوصية أعمل
عليها ، فقال لها الفتى : أوصيكِ بحفظ نفسك من نفسك ، وأذكرك قول الله
عز وجل ( وهو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) قال : فأطرقت وبكت بكاء أشد من بكائها الأول ، ثم أفاقت فقالت : والله ما حملت أنثى
ولا وضعت أنثى كمثلك فى أحيائى ، وذكرت أبياتاً آخرها
لا ألبسن لهذا الأمر مدرعة ولا ركنت إلى لذات دنيايا
ثم لزمت بيتها فأخذت بالعبادة ، قال : فكانت إذا أجهدها الأمر تدعو بكتابه فتضعه على عينها ، فيقال لها : وهل يغنى هذا شيئاً ؟ فتقول : وهل لى دواء غيره ؟
وكانت إذا جن عليها الليل قامت إلى محرابها فإذا خلت قالت
وانظر إلى خلتى يا مشتكى حزنى بنظرة منك تجلو كل أحزانى
فلم تزل على ذلك حتى ماتت كمداً ، وكان الفتى يذكرها بعد موتها ثم
يبكى عليها ، فيقال له : مِم بكاؤك وأنت قد آيستها ؟ فيقول : إنى ذقت
طعمها منى فى أول أمرها ، وجعلت قطعها ذخيرة لى عند الله عز وجل
وإنى لأستحى من الله عز وجل أن أسترد ذخيرة ذخرتها عنده
|