مقدمة: موريتانيا لمن لا يعرف بلد عربي في غرب إفريقيا ويعرف أيضا ببلا د شنقيط ويحد المغرب والجزائر ويعرف أيضا ببلاد المليون شاعر.
وهذان نموذجان من الشعر الموريتاني:
*الشاعر الكبير الشيخ سيديا الكبير (1869-1932):
لعمرك ما ترتاب ميمونة السعدى = بأن تركنا السعي في أمرها عمـدا
ألم تر أنا قـد رعينـا عهودهـا = على حين لا يرعى سوانا لها عهدا
حبسنا عليها وهي جدب سوامنـا = فما صدنا السعدان عنها ولا صدا
ويظعن عنها الناس حال انتجاعهم= ولم ننتجع برقا يلوح ولا رعـدا
وإن غدرت فانفض من كان حوله=اوفينا فلم نغدر ولم نخلف الوعـدا
نظل وقوفًا صائمين على الظمـا=نخال سموم القيظ في جنبها بـردا
وتذري علينا الرامسات غبارهـا= فننشقه من حب إصلاحهـا وردا
ويشرب كل الناس صفو مياههـم=ونشرب منها الطين نحسبه شهـدا
بهذا تـرى ميمونـة أن تركنـا=لها لم يكن منا اختيارا ولا زهـدا
والقصيدة طويلة. ويتحدث فيها الشاعر عن الأزمة البيئية من خلال اعتذار شعري يقدمه لبئر تسمى "ميمونة السعدي"؛ بسبب تركه وأصحابه تجديد حفرها بعد أن حاولوا ذلك مرارًا دون جدوى.
** الشاعر الشيخ سيد محمد ابن الأول:
يا معشر البلغاء هل من لوذعـي=يهدي حجاه لمقصـد لـم يبـدع
إني هممت بـأن أقـول قصيـدة=بكرًا فأعيانـي وجـود المطلـع
وحذار من خلع العذار على الديا=رووقفـة الـزوار بيـن الأربـع
وإفاضة العبرات في عرصاتهـا=وتردد الزفـرات بيـن الأضلـع
ودعوا السوانح والبوارح واتركوا=ذكر الحمامة والغـراب الأبقـع
وبكاء أصحاب الهوى يوم النوى=والقـوم بيـن مـودع ومشيَّـع
وتحادث السمار بالأخبـار مـن=أعصار دولـة قيصـر أو تُبَّـع
وتداعي الأبطال في وهج القتـا=ل إلى النزال بكـل لـدن مسـرع
فجميع هذا قـد تداولـه الـورى = حتى غدا ما فيه موضع إصبـع
هل غادرت هل غادر الشعراء في=بحر القصيد لوارد مـن مشـرع
والحول ممكثـة زهيـر حجـة=إن القوافي لسـن طـوع الإمـع
إن القريض مزلـة مـن دامـه=فهو المكلف جمع ما لـم يجمـع
إن يتبـع القدمـا أعـاد حديثهـم=بعد الفشو وضـل إن لـم يتبـع
والقصيدة طويلة و تمثل تحديا للشعراء أن يتركوا التقليد للقدماء.