عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 01 / 09 / 2006, 32 : 03 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,615 1.06 يوميا 392 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الأصل ما بين وجود وخلود

إنها الحياة، ولكل منا وجهة نظر في فهمها ومعايشة ظروفها الحتمية بظروفه المتغيرة، وللحالة النفسية والعقلية الأثر الكبير ما بين الفعل ورد الفعل مع الحياة - فمن طبعه التشاؤم مختلف فيما يتكيف به مع الحياة قياساً بمن طبعه التفاؤل - وبالقياس نفسه تؤثر طبائع الناس بتفاوت علاقتهم بالحياة، وأيا كان الطبع أو درجة الوعي فإن التفاؤل أو التشاؤم وغيرهما من طباع لا تعبر عن شيء قادر على تأكيد منهاج لعلاقة الإنسان بالحياة - فالطبع نافذة تختصر الرؤية بآفاقها وبعد ما ترى - وإن جاز التعبير فإن الرؤية من الباب أوسع مجالاً وأرحب، ومن اختار لرؤيته المنفذ الأرحب فلابد أنه سيدرك أن مختصر العلاقة بالحياة يختزله سؤاله في الصميم من معنى الوجود، وجوابه محصلة لحقيقة نعايش بعض تفاصيلها فيما نرى ونسمع كناتج لمعادلة الوجود والموجود.
إنه سؤال على أساسه تبنى قاعدة للفهم ما بين الفعل ورد الفعل، فعل الإنسان المحكوم برد فعل من الحياة لا يستطيع معه الإنسان أن يعدل أو يبدل شيئا من رد الفعل.
ومن يطرح مثل هذا السؤال توجب عليه الفصل بين قدرته وقدرة خالقه عز وجل.
وأمر الفصل هين، فالقصد أن يكون فصل بالإيمان الذي تجلله روح جامعة لكل ما هو جوهر في دينه.
إن السؤال: ما هو المصير لهذا المسير؟
بالنسبة للمسير لندرك أننا لا نسير على أرض مبسوطة كل البسط والحركة من عليها بدعم من بصر نافذ برؤيته إلى أبعد مدى من النهايات لو أن الأمر كذلك لعرفنا كل شيء تؤدي به الخطى وفق نواميسها وما يحكمها من قانون، فالجميع يسلم بالأساس من هذه النواميس عن فهم أو بدونه.
مجيئنا للحياة نتيجة تعرف بداية ونهاية ما هي عليه بتطابق يشمل الجميع، وما بعد الولادة نمو متصل وفق مراحل مقدرة - طفولة ومراهقة حتى أرذل العمر - وقد يسبق أو يفصل بين مرحلة وأخرى قدر من أجل، وفيما هو من نواميس تحكم المسير أن الجائع لابد أن يأكل لا مفر ولا حل بديل - وكذلك في حالة العطش، وكل مطلب للجسد، ويتبع ذلك أن طاقة الإنسان في أمور معينة تقف به عند حدود لا يستطيع أن يتجاوزها لعجزه وهذا ما يؤكد أن الأمر ليس كله بيده، والأمثلة على هذا قدرته في الحركة أو الكسب وكذلك التحصيل مدركين تباين النتائج.
ما سبق شواهد على وحدة المسير في الجوهر وإن تفرعت به الطرق، وعلى أساس هذه الشواهد يجوز القياس.
أما المصير وإن رأي أحد غير ما نراه، فالحقيقة الثابتة والمؤكدة أجل تنتهي معه مرحلة عابرة لبداية مخلدة، والكل خاضع لرحمة ربه عز وجل.
والمصير لا ينحصر الحديث عنه في عجالة كتلك، ويغني عن التفاصيل ما يدركه الجميع بما هو شامل في المعني وجامع لمفهوم واحد.
وكذلك المسير - فيما أوردناه بعض من ملامحه - وما بين المسير والمصير يتفاوت المزاج والوعي والعزيمة، والكل مسؤولية الإنسان وهي مسؤولية أمرها عائد عليه لا قدرة لهذه المسؤولية أن تعدل أو تبدل من الفطرة بشيء - وجوهر الفطرة ندرك أنها بواقعها تعتمد على علاقة الإنسان بها حيث إن طريقها مستقيم أساسه التوحيد، وهي الداعي الأول لكل عبادة أو علاقة فيما بين المخلوق والخالق سبحانه.
وحينما نعود إلى الفطرة فإن الأمن بوعي يدرك ثبات الأثر في ذلك حتى وإن ضاقت بنا الصدور أو آفاق الوعي، والعودة لمرجعية الفطرة باستسلام وايمان ليس بالأمر السهل، الطريق إليها مسالكه وعرة وقاسية أرضها على أقدامنا النفسية والعقلية، إنه جهاد مع النفس والوعي، متصل ومتواصل في أساسه، وكل ما في الفطرة كنز يجيب ويستجيب لكل خاطرة أو خاطر بما احتوى، المنحرف منه والشاذ، حتى المستقيم يزيد في استقامته بآفاق أوسع وأرحب، إنه جهاد لابد منه لنصل بالفهم كله والإيمان المطلق إلى أن الحقائق كلها مخزون تفاصيلها في الفطرة أولاً وأخيراً وإلى الأبد.
ومن أقوال الشعراء:




وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه



الجواهري



كل امرئ راجع يوماً لشيمته
وإن تخلق أخلاقاً إلى حين



أبو العلاء المعري



لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم
غرائز لست تدريها وأكنان



أبو الفتح البستي



ليست حياة المرء في الدنيا سوى
حلم يجر وراءه أحلاماً
والعيش في الدنيا جهاد دائم
ظبي يصارع في الوغى ضرغاما
تلك الشريعة في الحياة فلا ترى
إلا نزاعا دائماً وصداما



إبراهيم اليردوني

د.عبد المحسن بن عبدالله التويجري







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة