03 / 09 / 2006, 01 : 06 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,615 |
1.06 يوميا |
|
|
392 |
10 |
|
|
|
|
الثقافة الهابطة من الفضاء
سلطان بن محمد المالك*
أصبح بإمكان أي شخص الآن (في بيته) أو (مكتبه) أو أي مكان آخر تتوافر فيه أجهزة التقاط بث فضائية أن يتجول حول العالم وعبر الفضاء الواسع المزدحم بالقنوات التلفزيونية بضغطة زر، وقد يفاجئك الكم الهائل من عدد القنوات التلفزيونية والبرامج المتنوعة التي يصعب إحصاؤها ويحتار المرء في الاختيار بينها. وعندما ندقق النظر فيما يعرض فإننا نجد فيه الكثير من الانحطاط والقيل من الفائدة، كيف لا، والحصول على قناة تلفزيونية خاصة تحقق عائداً مجزياً لمالكها أصبح أمراً بغاية السهولة!! والأمر المؤسف، أن هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية الهابطة في نهاية المطاف سيولد لدينا جيلاً مثقفاً بثقافة هشة هابطة تغفل البرامج المفيدة المنوعة في الأدب والدين والسياسة والمال والأعمال. ولا يمكن لعاقل أن ينكر مدى التأثير الخطير لهذا الغزو الفضائي العجيب. إنه أخطر سلاح ذي حدين، تستطيع به أن تبني جيلاً كاملاً أو أن تدمره، أو أن ترتقي بشعب أو أن تحقره، أو أن تنشر الفضيلة أو أن تنشر الرذيلة. وعند سؤال فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة عن رأيه في سرعة انتشار القنوات الفضائية التلفزيونية، وصف تكاثرها بهذا الشكل المخيف بأنها تتكاثر كما يتكاثر الذباب!!
وكمثال بسيط على مستوى الانحطاط الثقافي الهابط من الفضاء هناك أكثر من 30 محطة فضائية غنائية راقصة، تبث ما يقارب من 15 مليون رسالة هابطة يومياً، متوسط عدد الكلمات والرسائل النصية القصيرة (sms) التي تتلقاها المحطة الواحدة يبلغ 33 ألف مكالمة ورسالة في الساعة الواحدة!! أما دخل هذه القنوات الهابطة والخليعة من تلك البضاعة المسمومة التي تنفث روائحها الكريهة في جسد المجتمع، يزيد على 20 مليون درهم إماراتي (ريال سعودي) شهرياً؟! المعلومة السابقة كشف عنها مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي وهي الجهة التي بدأت فعليا بالتحرك لإيقاف زحف هذا الجيش المدمر من القنوات الهابطة لتدمير أخلاقيات جيل بأكمله من الشباب والفتيات.
لا يخفى على أحد أن الذين تستهدفهم القنوات الغنائية الفاضحة، هم من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة، وهي أخطر السنوات التي يمر بها الفرد من عمر المراهقة وما بعدها. وعندما يصل دخل القناة الفضائية الواحدة إلى هذا الرقم الخيالي من الرسائل فقط، فإن ذلك يعني أن القائمين عليها مصرون على المتاجرة بالرذيلة وتحويلها إلى مادة مباعة، غير عابئين بما يرتكبونه من جريمة بشعة بحق المجتمع. كذلك تشير الأرقام إلى أن 80% من تلك الرسائل التي تبث عبر شريط تلفزيوني أسفل الشاشة الصغيرة، تمثل تجاوزاً لكل الحدود وهدماً للقيم والأخلاقيات والمثل، فهي تدعو إلى الفسق والفجور والخلاعة، وتخدش الحياء العام، وتحرض الشباب والفتيات على تعلم وتبادل الجمل التي تحمل دلالات وتلميحات جنسية، مسيئة للذوق العام.
إن محاربة هذه الرذيلة الدخيلة علينا هي مسؤولية الجميع، التشفير على الرغم من صعوبته قد يكون أحد الحلول، والحل الآخر هو ضرورة توعية العائلات والأسر بضرورة تشديد الرقابة على أبنائهم، وحمايتهم من هذه السموم التي تلوث العقول وتدمر النفوس. ألا تشعر بالقهر بأن 20 مليون ريال تكسبها شهرياً كل قناة من تلك القنوات الهابطة من جيوب الآباء والأمهات، هي لتدمير أخلاقيات أبنائنا وبناتنا الذين هم أمانة في أعناقنا.. ألا يستحق ذلك وقفة شجاعة من الجميع؟!
أضم صوتي لصوت كل من طالب وعبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بضرورة التدخل لإيقاف مخاطر الثقافة الهابطة من الفضاء والتي تقودنا للهاوية، وتستخف بعقل المشاهد، وتمسخ ثقافته وشخصيته رويداً رويداً. لا بد من وقفة صادقة لتقييم ما يقدم، والنظر في جدواه والهدف من تقديمه. وأتمنى بصدق ألا تؤثر تلك القنوات الهابطة في غيرها من القنوات التلفزيونية الأخرى التي تصارع من أجل بث برامج مفيدة ثقافية وأدبية ولقاءات شعرية ودينية، وبرامج توجيهية وتثقيفية، وندوات طبية، وتحليلات إخبارية، وأفلام وثائقية، وبرامج أطفال عربية تعليمية
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|