01 / 04 / 2005, 34 : 07 PM
|
|
ادارة المهمات الخاصة للمنتدى
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
19 / 03 / 2005 |
4 |
2,831 |
0.39 يوميا |
|
|
296 |
10 |
|
|
|
|
عندما تبتسم الحرباء
تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت.. وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكنك أن تخدع
كل الناس كل الوقت.
هذه مقولة شهيرة يجب أن يعرفها تماما الرجل أو المرأة (الحرباء) وهم للأسف كثر. عندما يراك المرء من
هؤلاء يشهق فرحا مزيفا وابتسامته تكاد تصل الى أذنيه من فرط السعادة الخادعة وشحوب وجهه وابتسامته
الصفراء تذكرك ببيت الشعر الشهير:
اذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن الليث يبتسم
يقابلك بالعبارات المتزلفة الموهومة ونصل سيفه الحاد يلتمع خلفه ليغمده في أحشائك حالما توليه ظهرك..
يستقبلك بالأحضان ويحتضنك بحيث تشعر بأضلاعك قد تداخلت مع بعضها البعض وهو يضمر لك الشر والحقد والكراهية.
هؤلاء البشر يضحكون على من؟ ولصالح من هذا الاستنزاف المقيت للصحة والأعصاب؟.. ان العاقل اللبيب الفطن
يستشعر أنفاس الكراهية من كلمة من لفتة من حركة بل حتى من حضور.. وتتأثر كيمائية جسده بانفعالات غير
مرئية بمجرد جلوسه الى هذا الشخص الحرباء المتلون وهذه حقيقة أثبتها علماء النفس، انك حينما تجمعك
جلسة ما بشخص لا يضمر لك الخير فإنك تشعر بعدم الارتياح والانزعاج الذهني والجسدي بلا سبب معقول،
فتنفر منه رغما عن ابتسامته الصفراء وكلماته المتملقة ووده المزيف.
لا أدري أي عقلية تحكم هؤلاء المنافقين ولماذا لا يصرحون بما في نفوسهم الصدئة ويتنفسون أجواء صحية
سليمة بدلا من هذا الضغط النفسي والعصبي الشديد الذي يسبب لهم بلا شك أمراضا كثيرة عضوية ونفسية هم
بغنى عنها ومنها على سبيل المثال لا الحصر (أمراض القولون العصبي ـ الضغط ـ الاكتئاب).. لم لا يريحون
ويستريحون، يعبرون عن أنفسهم بكل بساطة ووضوح كما يفعل البشر الأتقياء، فهذا أحبه يعني اقترب منه
وأصادقه وأعاشره بكل مودة ورحمة.. وهذا أكرهه اذن سأبتعد عنه وأحاول ألا أراه أو أكلمه إلا في حدود
كيلا تحدث صدامات أو خلافات أو حتى نفاق ووجع رأس وكفى الله المؤمنين شر القتال..
إن من يعيش مشاعره بكل بساطة وتلقائية وعفوية هو إنسان سعيد متصالح مع نفسه ومجتمعه فهو لا ينافق
أو يداهن أو يتزلف ولا يحمل نفسه فوق طاقتها.. يعيش بكل صراحة ووضوح وبوجه واحد فقط، أما ذاك صاحب
الوجوه المتعددة (وجه للصباح ووجه للظهر وآخر للمساء والسهرة) فهو انسان تعيس مقهور يصارع الضغوط
الحياتية المختلقة بلا جدوى لأن الناس تستطيع التمييز بين الود الصادق والود المزيف فيكون في النهاية قد خسر
الجميع فلا هو كسب نفسه ولا كسب أولئك الذين ينافقهم ويحتقرونه ولا يحترمونه.. فالانسان لا ينال الاحترام
من الآخرين بالنفاق أو الضغط او الاكراه أو الود المزيف ولا بالاستجداء.. انما ينبع الاحساس بالاحترام ذاتيا تجاه
الآخرين حين يلمس المرء صدقهم والتزامهم بالطريق القويم في الحياة وتصرفهم في حياتهم تجاه الآخرين
تصرفات تعكس اتزانهم النفسي والخلقي والتزامهم باحترام النفس وحقوق الغير واظهار المشاعر الصادقة فلا
شيء يخفى للأبد، وكما قال الشاعر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وان خالها تخفى على الناس تعلم
أعرف احداهن كالحة شاحبة صفراء الوجه تقبل على الآخرين اقبال مودع وتمطرهم بلسان عذب يقطر حبا
وحنانا وبعبارات ضخمة من الترحيب والتهليل والود الصافي، وما ان يغادر هؤلاء حتى يسقط القناع ويبتدى
وجهها على حقيقته بشعا منفرا كريها ويتحول لسانها الى سكين حادة تبعثر به من رحبت بهن قبل قليل تقطع
به أوصالهن وتمزقهن اربا اربا بدءا من اشكالهن وألوانهن وحتى لبسهن وتسريحاتهن انتهاء بأخلاقهن وشرفهن،
يا الهي.. شيء مريع!!
المصيبة أنهم وهن كثر لا يحصون ولا يعدون.. ألا يخشون غضب الله.. قال تعالى (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم
بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم) وقال تعالى (كيف وإن
يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون).
. وقال المصطفى
عليه الصلاة والسلام (المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه) لكن الدنيا أعمت أعينهم فلا يشعرون ولا يتدبرون
ولا أملك إلا أن أقول لهم هذا الحديث الشريف: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)!!
قماشة العليان
جريدة اليـــــــــوم
|